بعد كسر حاجز الخوف..هل يواصل الشعب المصرى التظاهر لإسقاط السيسي

- ‎فيتقارير

 

 

توقع مراقبون أن يواصل المصريون تظاهراتهم المطالبة برحيل قائد الانقلاب الدموى عبدالفتاح السيسي حتى تتحقق مطالبهم كما حدث فى ثورة 25 يناير 2011 التى نجحت فى اسقاط المخلوع حسنى مبارك .

وقال خبراء : ليس أمام المصريين طريق آخر ليعيشوا حياة كريمة فيها شئ من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان التى ينتهكها العسكر .

وأكدوا ان المصريين كسروا أمس حاجز الخوف حتى فى القرى الصغيرة والأرياف وخرجوا فى مظاهرات حاشدة يطالبون باسقاط نظام العسكر ومحاكمة السيسي على الجرائم التى ارتكبها بحقهم وبحق البلاد .

كان المصريون قد خرجوا أمس في تظاهرات ليلة في القاهرة والقليوبية والجيزة والإسكندرية والبحيرة والمنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان، استجابة لدعوات التظاهر في الذكرى الأولى لأحداث 20 سبتمبر 2019، التي دعا إليها الفنان والمقاول محمد علي.

وبحسب ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات، شملت رقعة التظاهرات الليلية، مناطق البساتين في قلب القاهرة، وجزيرة الوراق والعياط وأطفيح وقرى الديسمي وصول ونزلة الأشطر في الجيزة، والقناطر الخيرية في القليوبية، وكفر الدوار في البحيرة، وطريق الإصلاح بالمعمورة في الإسكندرية.

وشهدت محافظات الجمهورية، حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات أمن الانقلاب، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وردد المتظاهرون هتافات ضد السيسي، منها: "قول ماتخافش.. السيسي لازم يمشي"، و"ارحل يا سيسي… أنت مش رئيسي"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"يا أهالينا انضموا لينا" و"بالطول بالعرض هنجيب السيسي الأرض"

 

الثورة بدأت

 

من جهة أخرى، غرد رواد مواقع التواصل على هاشتاج "الثورة بدأت" و"خليك في الشارع"، وسط دعوات للتظاهر في ميدان التحرير .

 

وتوقع الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة اندلاع هبّة شعبية عفوية مفاجئة نتيجة ممارسات السيسي وكوارثه المدمرة دون وقت محدد طبقا لقانون الثورات، مشددا على أن الثورة حيّة، حتى وإن اختفت تارة وظهرت تارة أخرى .

وقال عبد الفتاح فى تصريحات صحفية ان اصطفاف المعارضة في الداخل والخارج صار واجبا الآن وليس شعارا يُرفع مطالبا المعارضة بترتيب نفسها في إطار عمل علمي وفني وممنهج، ينال من النظام ويصيبه في مقتل، من خلال فضحه دوليا والضغط عليه بكل الطرق، وإعداد الكوادر، والحفاظ على عوامل الثورة، لتظل جذوتها مشتعلة.

وأعرب عن أسفه لأن نظام السيسي يستخدم كافة أجهزته المختلفة في عملية إذلال الشعب وقمعه، سواء بالترويع أو التجويع أو التشريد، لافتا الى ان هناك استراتيجية ينتهجها النظام في إذلال الشعب، وما يحدث الآن من هدم وإزالة للبيوت و تشريد  الأسر يؤكد ذلك .

وشدد عبد الفتاح على أن كل هذه الكوارث ستؤدي إلى هبّة كبرى لأن الحالة الثورية في مصر لم تنتهِ بعد، ولكنها ما بين صعود وهبوط وتواري وظهور، ومن الصعب تحديد وقت لها، مؤكدا انها ستأتي نتيجة تراكم الغضب وهو ما يتواجد الآن .

 

الظلم

 

وقال الأكاديمي الدكتور أحمد رشاد، إن انطلاق التظاهرات من الريف يأتي "أولا: من درجة الوعي التي انتشرت بين جميع فئات الشعب؛ بسبب استمرار الظلم الذي طال الجميع في كل مناحي الحياة، مؤكدا أن هدم المنازل من جانب سلطات الانقلاب كان الشرارة التي أنارت طريق المظاهرات .

وأشار رشاد فى تصريحات صحفية إلى أنه أصبح هناك إرث تراكمي عند أهل الريف من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، التي استمرت في تعرية النظام وأفعاله ورفع مستوى الوعي خلال ٧ سنوات .

وأكد أن أبناء الريف تضرروا في الزراعة والرعي وسوء الأحوال الاقتصادية خلال حكم العسكر، وقد تكون هذه المظاهرات البسيطة هي نقلة نوعية جديدة وإضافة جديدة، وبداية لهبة شعبية للمصريين .

 

 

نهاية العسكر

 

وقال الناشط السياسي حسام المتيم؛ إن الريف يمثل الرقعة الأكبر في التوزيع السكاني والديموغرافي في مصر؛ وللمفارقة فهي الشريحة التي تنال الحظ الأوفر من سلبيات قرارات دولة السيسي .

وأشار إلى معاناة الريف من الخدمات الأساسية الأقل؛ من تعليم وصحة وبنى تحتية؛ بالإضافة لتضاعف حجم تأثر أهلنا في الريف من ارتفاع أسعار السلع الأساسية ومستوى التضخم بشكل عام".

وتوقع المتيم فى تصريحات صحفية أن تتأثر شرائح المجتمع الريفي بشكل أكبر؛ مع اتخاذ الإجراءات الأخيرة الخاصة بهدم المنازل، وهو ما يدفعهم للغضب وإعلان رفضهم بشكل مباشر لقرارات حكومة الانقلاب ونظام السيسي ككل .

وأوضح انه رغم أن التظاهر المباشر ليس هو الوسيلة الأكثر تأثيرا خارج المدن الرئيسية، إلا أن انتشار الاحتجاجات الغاضبة مؤخرا في عدة قرى ، يحمل دلالة ورمزية شديدة الوضوح ورسالة واضحة لنظام السيسي .

وأكد المتيم أن هذه الرسالة تقول إن مزيدا من التضييق على المواطنين، سيتأتى ربما بملامح ومقدمات نهاية دولة العسكر ونظام السيسي .