(DW): إبعاد ترامب في الانتخابات القادمة سيؤثر على “السيسي” ديكتاتوره المفضل

- ‎فيأخبار

نشرت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" على موقعها الإلكتروني تقريرا أشار إلى أن الانتخابات الأمريكية القادمة التي ستحدد بقاء ترامب في البيت الأبيض من عدمه، قد تكون لها انعكاسات على علاقات الولايات المتحدة بالمقلب السفيه عبد الفتاح السيسى ما بعد، سيما إذا كان القادم المرشح الديمقراطي جو بايدن والذي لم يبعث بإشارات ودية للسيسي؟ بحسب التقرير.

وأضاف التقرير أن إدارة السيسي لا تحبذ حدوث تغيير في البيت الأبيض بما يفتح المجال أمام رحيل أحد أكبر المدافعين الدوليين عن سياساتها. ومهما بلغ التقارب مع أيّ رئيس أمريكي من الحزب الديمقراطي، لن يجد السيسي رئيسًا مثل ترامب يشيد به على الدوام، ولا يعارض حتى خططه بالاستمرار لسنوات أخرى في رئاسة مصر، رغم كل الضغط الحقوقي الغربي على واشنطن واتهامها بغض الطرف عن واقع صعب لحقوق الإنسان في مصر.

ولفت تقرير (DW) إلى علاقة السيسي بترامب فالأخير وصفه علناً بـ"زعيم حقيقي"، وسراً بـ"ديكتاتوري المفضل"، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل مع عبد الفتاح السيسي، كشريك رئيسي في منطقة الشرق الأوسط. فباستثناء محطات قليلة للغاية اختلفا حولها، ساد التفاهم للغاية بين الحاكمين وظهرا حليفين في وجه الانتقادات الموجهة لهما.

كيف سيتعامل
واستعان التقرير بتحليل أحد المقربين للسيسي وهو جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسة، الذي قال إن الإدارة في مصر تفضل عمومًا سياسات ترامب، خاصة أن الطرفين تفاهما في الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، وطبعًا ستفضل استمراره بعد الانتخابات إن لم يغيّر سياساته، رغم أن القاهرة تحرص حسب المتحدث على "ألّا تتدخل برأيها في مرحلة ما قبل الانتخابات، كي لا تتأثر علاقاتها سلبًا مع الرئيس الأمريكي القادم إن كان من الديمقراطيين".

وأضاف أن "الديمقراطيين لديهم نزعة شعبوية، ويركزون على أساس إيديولوجي في فهم الدور الأمريكي الخارجي، بينما يبحث الجمهوريون عن المصلحة بشكل مجرد". ويؤكد عودة أن السيسي وترامب يتفقان على مواجهة "شرّ" الإسلام السياسي، وإن كان لكل منهما فهمه الخاص به لأسباب عدائهما لهذه الحركات.

التقرير الذي جاء بعنوان "الانتخابات الأمريكية.. كيف سيتعامل السيسي مع إمكانية رحيل حليفه؟"، نقل عن تمارا كوفمان ويتس، مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز، في مقال لها، أن "مقاربات السيسي على الصعيدين المحلي والخارجي تُفاقم عدم الاستقرار والمشاكل الأمنية للمنطقة ولأوروبا وللولايات المتحدة". وتبرز ويتس أن "القمع الشديد" في مصر كان سبباً في وضع الكونجرس الأمريكي لشروط صارمة على المساعدات العسكرية الموجهة للقاهرة.

ونقل عن تقرير لـ"فورين بوليسي" تحليله أن الجمهوريين يركزون كثيرا على "التهديد" الذي يمثله الإسلاميون على الولايات المتحدة، ويرون أن السيسي يمثل "حليفًا في الحرب على التطرّف".
 وتقول المجلة إن ما أعلنه السيسي عام 2015، من مراجعة المناهج التعليمية في التعليم الديني لمواجهة التشدد، "منح دفئًا لقلوب السياسيين والمحللّين المحافظين" في أمريكا. في الجانب الآخر، يركز الديمقراطيون على كيف يمكن للقمع أن يؤدي إلى التطرّف والعنف.