عام دراسى جديد مع كورونا.. هل يكون ضحايا الموجة الثانية طلاب المدارس والجامعات؟

- ‎فيتقارير

مع اصرار نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي على بدء الدراسة بالمدارس والجامعات 14 أكتوبر المقبل، حذر أطباء وخبراء تربية من مخاطر فيروس كورونا المستجد فى ظل توقعات ببدء جولة ثانية مع بداية فصل الشتاء من الفيروس أكثر فتكا وشراسة من الموجة الأولى.

وقال الأطباء إن المدارس والجامعات غير مهيئة لاستقبال أعداد كبيرة من الطلاب والتلاميذ مع تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية، خاصة التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار، وتوقع الأطباء أن يتزايد انتشار العدوى بين الطلاب والتلاميذ، محذرين من إصابة أعداد ضخمة بالفيروس وهو ما قد يتسبب فى كارثة فى ظل انهيار المنظومة الصحية. وطالبوا بأن تكون الدراسة أونلاين من أجل الحفاظ على صحة التلاميذ والطلاب والمعلمين والعاملين بالمنظومة التعليمية.

كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" قد تداولوا أنباء عن تأجيل موعد بدء العام الدراسي الجديد تحسبًا للموجة الثانية من فيروس كورونا، لكن وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب أعلنت أن الدراسة ستبدأ في موعدها 17 أكتوبر المقبل. وقالت تعليم الانقلاب فى بيان لها، إن نظام الدراسة خلال العام الجديد سيعتمد على الدمج بين التعليم داخل الفصل والتعليم عن بعد، تماشياً مع خطة دولة العسكر لمواجهة فيروس كورونا وفق تعبير البيان.

ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسي الجديد يوم السبت الموافق 17 أكتوبر 2020 ويستمر حتى يوم 5 فبراير 2021 (مدة أيام الدراسة الفعلية 93 يومًا)، وتبدأ امتحانات الفصل الدراسى الأول يوم السبت الموافق 23 يناير 2021. فيما يبدأ الفصل الدراسي الثاني يوم 20 فبراير 2021 ويستمر حتى 17 يونيو2021 (مدة الدراسة الفعلية 96 يومًا)، على أن تبدأ امتحانات الفصل الدراسى الثانى لصفوف النقل والشهادة الإعدادية يوم السبت الموافق 15 مايو 2021. فيما تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية 2021 يوم السبت 29 مايو 2021، وتقام امتحانات الثانوية العامة يوم السبت 19 يونيو 2021.

60 ألف مدرسة

وحول استعدادات وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب زعم طارق شوقي، وزير التعليم الانقلابى أنه تم توزيع خطة على مديرى المديريات بالمحافظات، تتضمن كافة الإجراءات الاحترازية لأكثر من 60 ألف مدرسة.

وقال إنه سيتم تخفيض كثافات الطلاب بالفصول مع وضع مسافات آمنة، وسيكون هناك لجنة في كل مدرسة مسئولة عن تطبيق هذه الإجراءات لمواجهة عدوى فيروس "كورونا" المستجد، مشيرا إلى أن التعليم ستتعاون مع وزارة الصحة بحكومة الانقلاب فى عمل حملات توعوية لنشر الوعي بخطورة الفيروس وسبل حماية الطلاب من انتقال العدوى بحسب تصريحاته.

إجراءات الوقاية

فى المقابل كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للصحة والوقاية، تناقضات الانقلاب حيث حذر من الاطمئنان الزائد لفيروس كورونا، وطالب بضرورة الاستمرار فى إجراءات الحماية والوقاية كعامل رئيسى للنجاة، خاصة مع بداية فصل الشتاء تحسباً لأى احتمالات واردة.

وقال تاج الدين فى تصريحات صحفية إنه سيتم تطبيق خطة للتعليم فى العام الجديد تتضمن المزج بين التعليم الإلكترونى والحضور، وزعم أن الموجة الثانية غير مؤكدة ولا دليل على إمكانية تحققها ونحن مازلنا نتعامل مع الموجة الأولى التى بدأت من ووهان الصينية مع نهاية العام الفائت وكل شئ وارد، ويجب الاستمرار فى اجراءات الوقاية خاصة مع بداية الشتاء تحسباً لأى احتمالات يمكن أن تحدث.

وأضاف تاج الدين: ببحث حالات الإصابات وجدنا أن الأطفال أقل الفئات العمرية تأثرا بكورونا ونسب إصابتهم قليلة للغاية، مما يؤكد أن استعداد إصابة الأطفال بالفيروس منخفضة لكنها موجودة وهناك حالات لأطفال أصيبوا وإن كانت بسيطة فهى تعطى إشارة على إمكانية حدوثها. وشدد على أنه سيتم وضع خطة محكمة يعلن عنها  قريبا نراعى صحة أبنائنا الطلاب فى المدارس والجامعات خلال العام الدراسى فى ظل وجود وباء كورونا موضحا أن الخطة تبنى على إيجاد توازن بين الدراسة الإلكترونية والحضور بما يضمن الحماية للجميع وفق زعمه.

صعوبة السيطرة

وحذر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، من أن هناك توقعات تشير لزيادة حالات الإصابة بكورونا بين طلاب المدارس لصعوبة السيطرة على الأطفال.

وقال عنان فى تصريحات صحفية: أطفال كتير مش هتستحمل أنها طول الوقت لابسة كمامة أو فيس شيلد ودا خطر طبعًا وممكن يكون سبب في نقل عدوى الفيروس لأسرته بالرغم من أن احتمالية إصابة الاطفال ضعيفة، وشدد على ضرورة اتباع كافة الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا بالمدارس والجامعات لمنع انتقال العدوى، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق التباعد الاجتماعي وعدم استخدام أدوات الغير ومنع السلامات والاحضان واللجوء للتعلم عن بعد والمنصات الإلكترونية والالتزام بإلاجراءات الاحترازية حفاظًا على صحة الطلاب وأولياء الأمور.

وكشف عنان أن تخوفات أولياء الأمور والطلاب جاءت بالتحديد بعد ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا والدخول في موجة ثانية من الفيروس بعدد من دول العالم التي بدأ فيها العام الدراسي وفتح المدارس والحضانات، حيث تسبب الأطفال في انتشار العدوى.

أعراض الإصابة

وقالت الدكتورة رحاب سيد، طبيب بلجنة مكافحة كورونا بإحدى المستشفيات الحكومية، ان الأطفال عقب عودته الى المدارس سيكونون بمثابة مصادر نقل عدوى كورونا لأسرهم مشيرة الى أن الدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة إصابة الأطفال من 10 لـ20% بألمانيا بعد فتح الدراسة دون ظهور أي أعراض على الصغار .

وطالبت د. رحاب كافة المدارس والمعلمين الاهتمام بالتلاميذ وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على صحتهم وارتداء الفيس شيلد للتلاميذ الأقل من 8 سنوات وارتداء الكمامات لباقي المراحل .

غرف عزل

وطالب الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، بالحرص على عدم انتقال عدوى فيروس "كوفيد 19"، عقب عودة الطلاب للمدارس والجامعات في العام الدراسي الجديد، مشددا فى تصريحات صحفية على ضرورة التزام، الطلاب بالإجراءات الاحترازية التي تم الإعلان عنها لإتباعها داخل المدارس، والتي تتضمن ارتداء الكمامات الطبية والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون.

وقال في حالة ظهور أعراض مرضية على الطلاب يجب عزلهم على الفور لمنع انتشار الفيروس بين الآخرين، مطالبًا بتخصيص غرفة للعزل داخل كل مدرسة بجانب توفير المعقمات أو المطهرات داخل المدارس للاستخدام العام من قبل الطلاب والمدرسين، وشدد عز العرب على ضرورة التهوية الجيدة والمستمرة للفصول بالمدارس وقاعات المحاضرات بالجامعات لمنع انتقال العدوى بين الطلاب.

التباعد الاجتماعي

وطالب الدكتور حسن شحاتة، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس مع عودة الدراسة في العام الدراسي الجديد بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تم الإعلان عنها من قبل وزارتي الصحة والتربية والتعليم بحكومة الانقلاب للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد بين الطلاب، مشيرا فى تصريحات صحفية إلى ضرورة المتابعة المستمرة للقائمين على العملية التعليمية داخل المدارس لتطبيق هذه الإجراءات من خلال ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي باستمرار.

وقال إن قطاع التعليم من القطاعات المهمة لمستقبل أفضل للأجيال القادمة وتحقيق التنمية والتطوير للبلاد وهذا يحتم علينا اتباع إجراءات صحية لحماية الطلاب والوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، الذي يعد أزمة مؤقتة ستختفي بمرور الوقت، وبالتالي لا ينبغى أن تعيق هذه الأزمة كافة مناحي الحياة والإنتاج.