شرطة الانقلاب منشغلة بتصفية الأبرياء.. الانفلات الأمني يضرب مصر و”فتاة المعادي” نموذجا

- ‎فيتقارير

أثار مقتل مريم محمد فتاة المعادى، 24 عاما، موظفة في بنك، أثناء عودتها إلى منزلها -على يد مسجلين خطر بعد سحلها فى الشارع حزنا فى الشارع المصرى على الحالة التى وصلت اليها البلاد من انعدام الأمن الذى يتغنى به قائد الانقلاب الدموى عبد الفتاح السيسي، الذى يزعم أنه لولا انقلابه فى 3 يوليو 2013 على أول رئيس مدنى منتخب الشهيد محمد مرسى لتحولت الأوضاع فى مصر إلى حالة مشابهة لما يحدث فى سوريا وليبيا واليمن، لكن السيسي يقصد الكرسى وليس الشعب، فالأرواح التى تقتل وتسحل يوميا على يد مسجلين خطر يعملون لصالح شرطة الانقلاب، وترفض هذه الشرطة فى أغلب الحوادث إلقاء القبض عليهم لا تهم السيسي فى شيء، بل ربما يحقق ذلك مطلبه بتخفيض عدد السكان الذى وصل إلى 100 مليون نسمة، ويزعم أنه السبب فى عجز مشروعات التنمية والانهيار الاقتصادى الذى تعانى منه البلاد.

كانت منطقة المعادى قد فوجئت أمس بحادث مأساوى حيث حاول مسجلون خطر التحرش بفتاة وسرقتها –عقب خروجها من مطعم شهير– ولما قاومتهم الفتاة وفشلوا فى سرقة الحقيبة الخاصة بها دهسوها بالسيارة وسحلوها ما أدى إلى وفاتها فى الحال.

تصوير الحادث
ومع انشغال شرطة الانقلاب بملاحقة ومطاردة وتصفية السياسيين المعارضين لنظام العسكر الفاشى والمطالبين برحيل السيسي حاول أهالى المعادى الدفاع عن الفتاة والقبض على القتلة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقام شاهد عيان بتصوير الحادثة بالكامل، وهو ما اضطر شرطة الانقلاب إلى القاء القبض على المسجلين خطر الذين قتلوا الفتاة، خوفا من غضب الأهالى وذلك عقب تلقى مأمور قسم شرطة المعادى بلاغًا من الأهالى، بوجود جثة لفتاة بشارع 9 بدائرة القسم.
وانتقل فريق من المباحث، وعثر على جثة فتاة فى العقد الثالث من العمر، مهتكة الجسد وبها عدة كسور، وبتفريغ الكاميرات تبين أنه أثناء سير المجني عليها بالشارع، قام مجهولون بالتحرش بها لفظيًا وحاول أحدهم الإمساك بها.
وأشارت التحريات إلى أن الضحية حاولت الهرب، فسقطت أسفل السيارة، مما أدى إلى سحلها عدة أمتار أسفل السيارة، ونتج عن ذلك مصرعها، وفر القتلة هاربين.

نيابة الانقلاب
من جانبها أصدرت النيابة العامة لنظام الانقلاب مساء أمس بيانا حول الواقعة قالت فيه إن فتاة المعادي فارقت الحياة بعد قيام مرافق سائق سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس لوحتها بانتزاع حقيبتها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازنها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، ونقلت النيابة عن شاهد عيان إن المجني عليها مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.

وقالت «النيابة العامة» إنها تلقت في غضون الساعة السابعة مساءً بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها «مريم» البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا بحي المعادي، وأنَّ شاهدًا أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ثَمَّ وفاتها.

وتابع البيان : انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسدها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفتْ ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها، وزعمت النيابة العامة أنها حصلت علي خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة على موقع الحادث، والتي تبيَّن منها مرورُ السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.

وسألت النيابة شاهدًا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التي عثرت النيابة على آثارٍ دمويَّةٍ بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليها خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف أن المجني عليها مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.

تخصص سرقة
وعقب القبض عليهما أدلى المتهمان بسحل فتاة المعادي باعترافاتهما خلال التحقيقات الأولية. وقال المتهمان اللذان أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام؛ إنهما تخصصا في جرائم السرقة فقط، ولم يقصدا قتل الفتاة أو سحلها الذي أدى في النهاية إلى مصرعها.

وأضاف المتهمان في اعترافاتهما؛ أنه عندما جذب أحدهما حقيبة الفتاة مريم تعلقت في ذراعها وانجذبت معها بسبب سرعة السيارة، وأنها اصطدمت بالسيارة التي كانت تقف جانب الطريق ما أسفر عن وفاتها. وتابع المتهمان: إحنا مكنش قصدنا نقتلها؛ إحنا كنا عايزين ناخد الشنطة بس.. لكن هي اتخبطت في العربية المركونة وده اللي تسبب في وفاتها.. إحنا بنسرق بس.

أجهزة الأمن
أما أهالى المعادى فقد أعربوا عن غضبهم الشديد للحادث البشع الذى راح ضحيته فتاة فى عمر الزهور ووجهوا انتقادات لشرطة الانقلاب متسائلين أين هو الأمن والأمان الذى يتحدث عنه عبد الفتاح السيسي وعصابته؟

وقالت روما محمود إحدى سكان المعادى: «الدرس المستفاد من الموضوع.. أن لازم تربو أولادكم وكفايا حريه ليهم علشان دى نتيجه مفهوم الحرية لدى الشباب حاليا. وأضافت: رغم إن مريم كانت محجبة الا انها مفرقتش معاهم ودهسوها علشان محدش يطلع يقول ان السبب انها كانت بشعرها ولبسها مُلفت أو غير ذلك مما يقال فى جرائم التحرش والاغتصاب.

وقال أحمد محمدى: تحرشوا بها ثم حاولوا سرقتها، وقتلوها وتم سحلها في الشارع. وتساءل: لماذا انتشرت هذه الجرائم ؟.. لماذا استباح الناس دم ومال وعرض الفتاة؟.. هل هذه الجرائم مؤشر لجرائم أكبر استقرّت بنفوس الكثيرين في المجتمع؟
وحمل محمدى أجهزة أمن الانقلاب مسئولية قتل مريم وغيرها بالاضافة إلى حوادث السرقة والتحرش مؤكدا انه لو كانت هناك شرطة تسهر على أمن وحماية المواطنين لما تجرأ أحد أن يرتكب مثل هذه الجرائم.