آمون للأدوية .. أحدث استحواذ في خريطة القطاع الصحي للإمارات في مصر

- ‎فيتقارير

قالت وكالة "بلومبيرج" إن أبوظبي القابضة تدرس استحواذا محتملا على وحدة أدوية شركة آمون للصناعات الدوائية والتابعة لشركة "باوش هيلث". وأضافت بلومبيرج إن أبوظبي تقيّم أعمال شركة باوش، في إطار سعيها لتوسيع محفظتها من استثمارات الرعاية الصحية.ورجحت مصادر للوكالة أن تجلب "آمون"؛ 700 مليون دولار على الأقل من عملية البيع، التي ما زالت في طور المداولات.

وشركة آمون من شركات الأدوية المملوكة لـ"القطاع الخاص" وهو الأكبر حجما والأكثر تأثيرا في سوق الدواء المصري، حيث يقوم بتغطية معظم احتياجات السوق المصرية من الدواء، سواء المحلى أو المستورد، ولا يغطى القطاع العام إلا 19% فقط من احتياجات السوق، من حيث عدد الوحدات، وبالتالي تقع مسئولية أدبية على هذا القطاع الخاص بالعمل على توفير الدواء في السوق المصرية.

أحدث الصفقات
وقال مراقبون إن عبدالفتاح السيسي بطريقه لبيع أصول شركات الأدوية ضمن عملية بيع واسعة لأصول مصرية عبر بوابة صندوق مصر السيادي. وكان من آخر هذه الصفقات، بيع حصص بشركة "سيد للأدوية"، التابعة لقطاع الأعمال العام، إلى شركات أجنبية بدعوى جذب موارد مالية.

وقالت تقارير إن الشركة أولى الكيانات الدوائية المرشحة للخصخصة والبيع من خلال الصندوق السيادي، الذي يعتزم نظام السيسي من خلاله بيع العديد من الأصول في مختلف القطاعات الحكومية لتوفير موارد مالية. ووقع الصندوق السيادي في مايو الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة إدارة الاستثمارات كونكورد إنترناشيونال إنفستمنتس، ومقرها نيويورك، تتضمن تعاون الكيانين لتأسيس شركة مشتركة لإدارة صندوق متخصص في قطاع الرعاية الصحية في مصر.
وتأسست "سيد للأدوية" فى إبريل 1947م بالعهد الملكي، قبل انقلاب 23 يوليو 1952م، وتصدّر لأكثر من 40 دولة حول العالم، وحققت 616 مليون جنيه مبيعات خلال العام 2018/2019.


مصر للأدوية
وفي اكتوبر 2019، بدأت إجراءات بيع أصول الشركة المصرية لتجارة الأدوية المستغلة وغير المستغنى عنها، وكذلك نقل المركز الرئيسي المستغل بشبرا إلى أماكن متفرقة مخالفة لبنود قرار وزير قطاع الأعمال رقم 42، والذي يتحدث عن الأصول غير المستغلة أو المستغنى عنها.

وتمتلك الشركة المصرية لتجارة الأدوية تمتلك مخزنًا كبيرًا في مدينة المحلة الكبرى، وكان الهدف من إنشائه في استغلال توزيع الأدوية على الصيدليات الأهلية في محافظة الغربية، وهذا كحال كل المحافظات، وهو فرع كبير ويؤدي خدمة دوائية جيدة، وهو مستغل بالدور الأول والثاني، يستفاد منه في حالة زيادة توريد الألبان، إلا أنه عرض على اللجنة أنه فرع غير مستغل، وتم عمل مزايدة ولم تصل إلى الحد المقرر في هذه المنطقة.

وكشف محمد وهب الله، عضو لجنة القوى العاملة والأمين العام لاتحاد عمال مصر، بطلب إحاطة إلى رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، ووزير قطاع الأعمال، قال إن "منطقة شبرا مصر يوجد بها المقر الرئيسي للشركة المصرية على مساحة أكثر من 30 ألف متر، وهو مستغل استغلالا كبيرا لحوالي 20 ألف متر، وبها 3000 عامل، بالإضافة إلى أن هذه المخازن تمثل مخزونًا استراتيجيًّا لمصر كلها، وأنه مجهز طبقًا للمواصفات العالمية للحفاظ على الدواء كالأدوية الحساسة والمهمة ولبن الأطفال وغيرها، بالإضافة إلى أنه مركز كبير لتمويل المستشفيات الخاصة والعامة في مصر، وفروع بيع الصيدليات الأهلية، والحاسب الآلي، وإدارة مكتب رئيس مجلس الإدارة، وقطاع الاستيراد والتخزين، والشئون الإدارية والتدريب، وشئون مجلس الإدارة، والصيدليات والقطاع القانوني والمالي والهندسي، ونجد أنه يتم اتخاذ إجراءات لنقل هذه الأماكن المستغلة والبحث عن أماكن غيرها، تمهيدًا لبيعها.


القطاع الصحي
وتطل الإمارات من خلف عمليات البيع الضخمة للمؤسسات الحكومية في قطاعات بعينها، مثل سيطرتها معظم المستشفيات والمعامل الخاصة، وهو ما شكا منه أطباء مصريون وكذلك أعضاء بمجلس نقابة الأطباء وأبدوا تحذيرهم من ذلك.

ومن أبرز الكيانات الهامة التي تسيطر عليها، شركة أبراج كابيتال الإمارتية، في صفقة استحواذ، جعلتها أكبر من مُجرد مُستثمر أجنبي، وأقرب لهيئة المُحكتر. وشملت صفقات الاستحواذ للشركة الإمارتية، شراء 12 مستشفى خاص، أبرزها مستشفى القاهرة التخصصي، والنيل بدراوي، والقاهرة، وكليوباترا، والنيل، بجانب معامل التحاليل الأشهر: المختبر والبرج، وتأسيس شركة جديدة تضم المعملين، وبلوغها المراحل الأخيرة في التفاوض لشراء شركة آمون للأدوية.

وتُظهر الإحصائيات الصادرة من البنك المركزي المصري، احتلال دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول، من حيث الاستثمارات العربية المباشرة الموجودة بمصر، بقيمة 401.2 مليون دولار. ولا تعتمد سياسة الإمارات على بناء مستشفيات جديدة، بل تستهدف قطف ثمار (الارباح) مباشرة من الاستحواذ على المؤسسات الناجحة.