شاهد| بعد نجاح المقاطعة.. مطالبات باعتذار ماكرون وإسقاطه في الانتخابات

- ‎فيتقارير

تواصلت الإدانات الرسمية والفعاليات الاحتجاجية الشعبية المنددة بتصريحات سيء الذكر إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام والنبي الكريم مع اتساع دائرة المقاطعة للمنتجات الفرنسية ردا على نشر الرسوم المسيئة.

واكتسبت دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية زخما واسعا في عدد من الدول العربية بانضمام عشرات الجمعيات والمجمعات التجارية إلى حملة المقاطعة، معلنة عبر منصاتها سحب المنتجات الفرنسية بشكل كامل على الرغم من دعوة وزارة الخارجية الفرنسية حكومات المنطقة لإيقاف هذه الدعوات فورا معتبرة أنها تصدر من أقلية راديكالية.

المهندس فاضل سلميان رئيس مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام، رأى أن نجاح دعوات المقاطعة للمنتجات الفرنسية تصاعد مع الاحتجاجات ضد تصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة للرسول الكريم وللإسلام تأتي تصديقا لقوله سبحانه وتعالى "إنا كفيناك المستهزئين".

وأضاف سليمان في مداخلة هاتفية لبرنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين" أن أصداء حملة المقاطعة جيدة وأفضل بكثير من حملة مقاطعة المنتجات الدنمركية، مضيفا أن هناك فرقا كبيرا بين إساءة مجلة توزع مجانا في الدنمرك للرسول الكريم وبين إساءة مسئولين رسميين في فرنسا للنبي.

وأوضح سليمان أن الاختلاف هذه المرة أن الهجوم على الإسلام جاء من رأس الدولة وبطريقة ممنهجة وفق خطة موضوعة سلفا، ثم أعقبه إساءة وزير الداخلية، مضيفا أن المسلمين في فرنسا يتعرضون لضغوط شديدة وتم إغلاق عشرات المراكز الإسلامية والمدارس والمساجد. وأشار سليمان إلى أن العداء الفرنسي للإسلام مترسخ في التاريخ الفرنسي، فالفرنسيون ينظرون إلى أنفسهم أنهم حائط الصد الذي منع انتشار الإسلام في أوروبا بعد فوزهم على الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء في فرنسا بقيادة عبدالرحمن الخافقي الذي استشهد في المعركة.

وتابع: "على الرغم من ذلك أصبح أكبر عدد للجالية الإسلامية في أوروبا موجودا في فرنسا، حيث يمثل المسلمون 10% من عدد سكان فرنسا، وماكرون يدرك جيدا عداء أغلبية الفرنسيين للإسلام وهو يسعى لاستغلال خطاب الكراهية الراديكالي اليميني المتطرف لمصلحته في الانتخابات بعد تراجع شعبيته في الفترة الأخيرة".

وأردف:"يجب التركيز في حملات المقاطعة على التأثير على حملة ماكرون الانتخابية وإفشاله في الانتخابات وليس مجر المقاطعة ليدرك أعداء الإسلام أن من يهاجمنا يخسر الانتخابات". واستطرد:" نحن أمام حكام ليسوا منبطحين وحسب بل يدعمون أعداء الإسلام والتيارات اليمينية المتطرفة، ولم يدافع عن الرسول الكريم سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الباكستاني عمران خان والحكومة الكويتية من بين 55 دولة عربية وإسلامية".

الحاج تهامي إبريز مستشار اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عضو المجلس التنفيذي للمنظمات الإسلامية في أوروبا، رأى أن حملات المقاطعة ستؤدي إلى تأجيج الموقف والعداء للمسلمين في فرنسا، مضيفا أن الإساءة للرسول يمكن للمسلمين في الخارج الرد عليها بالطرق المناسبة.

وأضاف إبريز أن نشر صحيفة شارلي إبدو للرسوم المسيئة هدفه إزعاج المسلمين واستفزازهم وإعاقة اندماجهم في المجتمع الفرنسي، مضيفا أن تصريحات ماكرون تعد خطأ جسيما، ويقوم المسلمون في فرنسا بإعداد مجموعة من الإجراءات الهادئة والهادفة للرد عليه بتعقل دون ضجة، وقد بدأت آلاف المساجد بتقديم شكاوى إلى ماكرون اعتراضا على تصريحاته، كما قامت العديد من التجمعات الإسلامية بالاعتراض على الحملات الإعلامية، كما تعقد الهيئات الإسلامية مؤتمرا كبيرا يوم 14 نوفمبر للتعريف بثوابت الإسلام.

بدوره قال الدكتور عبد العزيز بدر القطان الكاتب والمفكر الكويتي، إن الأذرع الاستخباراتية العربية الموالية للغرب وللكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية بدأت تحرك أذرعها الدينية للدفاع عن ماكرون وهو ما ظهر في تصريحات الشيخ خالد الجندي التي تتناغم مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن هؤلاء العلماء يتم استخدامهم بالإضافة إلى عدد من المنابر الإسلامية ومن خلال تقديمهم عبر برامج الفضائيات لدس السم في العسل للمسلمين، والآن يحاولون إفشال حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، والآن فرنسا تستجدي حلفاءها في المنطقة كمصر والإمارات والسعودية لوقف حملات المقاطعة.

وأوضح القطان أن الدول الغربية وأذرعها في العالم العربي يحاولون نشر الإسلام الإبراهيمي كما يسميه البعض بهدف إسقاط كل الثوابت الإسلامية بما فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الأذرع كانوا يتحدثون من قبل عن غربلة الأحاديث النبوية ويتطاولون على كتب الأحاديث النبوية.

وأشار إلى أن الشعب العربي والأمة الإسلامية عليها مسئولية كبرى للتعبير عن غضبه ونصرته للرسول الكريم عبر مقاطعة المنتجات الفرنسية ومقاطعة هذه الأذرع الاستخباراتية التي ترتدي عمائم أزهرية بعد أن احترقت وكشفت، مضيفا أن الحملة نجحت وآلمت فرنسا ويجب أن تستمر ويكون لها أهداف ومطالب منها اعتذار الرئيس الفرنسي وسن قانون يجرم الإساءة للإسلام. وأعرب عن أسفه لصمت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي عن الإساءات المتكررة من الزعماء الغربيين تجاه الإسلام والمسلمين.