مؤشرات فوز “بايدن” بالتصويت المبكر.. وتأثيراته على “الإخوان”

- ‎فيتقارير

أشارت مؤسسات قياس الرأي العام، إلى تقدم المرشح للانتخابات الأمريكية “جو بايدن” في عموم أمريكا، وهو ما يدفع إلى أن التصويت المبكر يأتي نتيجة الغضب من إدارة ترامب، والحرص على حشد الناس ضده؛ للتخلص من شبح تجدد انتخابه مرة أخرى.
وللمرة الأولى منذ أكثر من 100 عام، يشارك قرابة الـ 53 مليون أمريكي في مرحلة التصويت المبكر، التي تسبق التصويت الأساسي بعشرة أيام تقريبًا، بحشد من خلالها أنصار الرئيس الحالي والمرشح للفترة المقبلة دونالد ترامب أنصاره، للتصويت لنفسه في الانتخابات المبكرة؛ لإثبات أن شعبيته قائمة ومستمرة.

ترامب والمسلمين
المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب، معروف بعدائه للمسلمين وبحظرهم وتوقيفهم في مطارات أمريكا، وهو ما جاء عليه بنتيجة سلبية في انخفاض اسهمه التي ما فتئ جو بايدن في اللعب عليها مع المهعاجرين عامة ومع المسلمين خاصة والذين يشكلون وزنا انتخابيا معقولا.

وفي حالة فوز ترامب، قال مراقبون إن موقفه من جماعة الإخوان واضح بتصنيفه لها “إرهابية”، وعملت إدارته على إدراج جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ “الجماعات الإرهابية الأجنبية”. وبحسب المراقبين؛ يرفض ترامب التواصل من أي نوع مع جماعة الإخوان أو التعاون معهم، وهو ما يظهر في قيام وزارة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب بالكشف عن مراسلات هيلاري كلينتون، لتشويه الإخوان ومن ثم الربيع العربي، حينما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، مع قيادات الإخوان في المنطقة.

وتعتبر تسريبات كلينتون آخر ما في المشهد قبل حملة التصويت المبكر القائمة خلال هذه الساعات، ويتهم ترامب كما يتهم محور الثورة المضادة الحزب الديمقراطي، والرئيس السابق باراك أوباما، والمرشح الحالي جو بايدن، بالتواصل ودعم جماعات الإسلام السياسي “الإخوان المسلمين”؛ انطلاقًا من كون تلك السياسة تتناقض مع تعهدات أمريكية تم التأسيس لها منذ الـ 11 من سبتمبر 2001، بعدم التفاوض مع ما تراه أمريكا “جماعات إرهابية”، أو بناء صلات معهم، مهما كان مستواها.


“بايدن” يتقرب للمسلمين
ويرى العديد من المراقبين أن فوز جو بايدن سيكون في صالح جماعة الإخوان المسلمين؛ فـ”بايدن” كان جزءًا من إدارة أوباما التي حاولت استيعاب جماعات الإسلام السياسي -وفي القلب منها الإخوان المسلمين- عبر إدماجهم في السلطة، خاصة وأن أوباما كان يرى أن الإخوان يمثلون الإسلام المعتدل (عكس التيارات المتشددة وقتها كالقاعدة)، كما أنهم يمثلون الوريث الشرعي لمؤسسات الحكم العربية؛ نظرًا لحجم الدعم الشعبي لهم.
ويشير مراقبون إلى أن ذلك ظهر في عدم معارضة أمريكا لوصول الإخوان إلى الحكم عقب ثورة يناير 2011، وقيامها بعد ذلك بتعليق جزء من المساعدات المقدمة إلى مصر عقب انقلاب “السيسي” على الإخوان في 2013.

ومن اللافتات المهمة في موقف بايدن من جماعة الإخوان تلميحه التحذيري للديكتاتور المفضل لترامب (السيسي) بأن الأمور لن تكون كسابقاتها ولن يمنح شيكا على بياض. ففي 12 يوليو الماضي (2020)، كتب بايدن عبر حسابه تحذيرًا صارمًا، قائلًا: إنه إذا تم انتخابه رئيسًا فلن يكون هناك “شيكات على بياض للديكتاتور المفضل لترامب”، ومؤكدًا أن قمع القاهرة لحقوق الإنسان لن يتم تجاهله من قبل إدارته حال فوزه بالرئاسة الأمريكية.
وأكد “جو بايدن” هذا المعنى بحسب المراقبين بإلقاء  كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع والخمسين للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية “إسنا”، وهو فرع قديم تابع لجماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة. وأشار متابعون إلى أن ذلك يعتبر المرة الأولى التي يتحدث فيها مرشح رئاسي للمؤتمر.

ويميل متابعون للشأن الأمريكي إلى أن العلاقة القوية التي جمعت جو بايدن بـ “إسنا”، ومن ورائها جماعة الإخوان، قد تفتح الطريق أمام علاقات مميزة بين الطرفين، فيما لو نجح المرشح الديمقراطي في الوصول إلى البيت الأبيض، وأن الأمر قد يؤثر على رؤية بايدن لما يجري في الشرق الأوسط.

تسريبات هيلاري
وكما كانت تسريبات وزير خارجية باراك أوباما ومرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون سلاحا بيد ترامب، جاءت رياح مراسلات كلينتون، بما لا تشتهي سفن ترامب، فتواصلها كوزيرة للخارجية الأمريكية مع قيادات الإسلام السياسي في المنطقة. أفصحت بحسب مراقبين في جوهرها أن الإخوان المسلمين هم الجهة الأكثر قدرة على قيادة المنطقة، والحفاظ على المصالح الإستراتيجية لأمريكا، وأنهم الأقدر على منافسة التنظيمات المتطرفة، وأنّ هذا الدعم يأتي في سياقات الحيلولة دون وصول تنظيمات راديكالية لقيادة الدول في المنطقة.
ومن المأمول للمتابعين أن يحقق “بايدن” الاهتمام اللائق بقضية “حقوق الإنسان” والمعتقلين الذين أغلبهم من جماعة الإخوان، في تكوين علاقته بمصر، حيث اشاروا إلى صحيفة “واشنطن بوست”، التي كشفت عن تقديم 56 نائبًا ديمقراطيًّا رسالة للسيسي، تدين انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وحث المشرعون السيسي على إطلاق سراح السجناء “قبل أن يصبح سجنهم غير المشروع حكمًا بالإعدام؛ بسبب جائحة فيروس كورونا”.
واعتبر المراقبون أن الرسالة من قبل الديمقراطيين (المحسوب عليهم بايدن)، وفي هذا التوقيت (اقتراب الانتخابات الرئاسية)، يشير إلى أن الديمقراطيين وفي مقدمتهم “بايدن” يريد أن يرسل رسالة للسيسي بأن قضايا حقوق الإنسان ستكون على رأس قضايا العلاقات مع مصر في حالة فوزه.

مؤشر المناظرة
وتقول التقارير إن ترامب هُزم مبكرا بعد أول مناظرة مع جو بايدن واضطر لقلب صفحة الهزيمة بحيلة إصابته وزوجته ميلانيا ترامب بكورونا.
وقالت تقارير إن المناظرة الأخيرة التي جمعت بين ترامب وبايدن كانت ساخنة، وتمكن فيها بايدن من توجيه الاتهامات، والضغط على ترامب بشتى الصور، وهو ما أظهر ترامب ضعيفًا، وغير قادر على الرد؛ حيث هاجم بايدن ملفات الفساد والتهرب الضريبي لشركات ترامب، وهو ما عجز عن الرد عنه، بأن ثمة صفقة عُقدت بين وزارة المالية وشركاته.
وهاجم بايدن الطريقة التي أدار بها ترامب أزمة جائحة الكورونا، علاوة على أنه وصف ترامب بأنه المسئول الأول عن موت وإصابة مئات الآلآف من الأمريكيين، في حين رد ترامب بأن الصين هي من تتحمل المسئولية وليس إدارته.