الحكام الخونة يحسبهم ماكرون ماء.. ومراقبون: الشعوب أولى بالإعتذار

- ‎فيتقارير

على مدى الساعات والأيام القليلة الماضية، أيقظ سيء الذكر الرئيس الفرنسي ماكرون عامل البدالة (التليفونات) في الإليزية ليهاتف "الرؤساء" والانقلابيين العرب لشرح وجهة النظر الفرنسية تجاه ما يحدث، وذلك فيما يبدو بعد نصائح من مقربين بأن يعلن نتائج اتصالاته مع نخبة من الاستبداديين العرب في محاولة منه لتجميل الوجه العكر وتصريحاته المشئومة منذ "الإسلام في أزمة" إلى دعوته لنشر "مزيد من الرسوم المسيئة".
ولأجل القدر هاتف ماركون السيسي -في نمط اعتاده المصريون من السيسي في الاتصال بالأوروبيين وروسيا إذا تعرضت قوات حفتر للهزيمة أو بعد تصريحات كالخط الأحمر في سرت والجفرة!- فمن الجانب الانقلابي كان تغطية الإعلام للمهاتفة الفرنسية أن السيسي تعهد لـ"ماكرون" خلال الاتصال أن مصر ماضية في محاربة الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، للحيلولة دون تحقيق أهدافها في تشويه صورة الإسلام والاتجار به لتأجيج المشاعر.

ومن الإعلام الفرنسي كان التصريح أن "السيسي يؤكد في اتصال هاتفي مع ماكرون رفْض مصر لما تعرضت له فرنسا من "أعمال إرهابية"، معتبرًا أنها مدانة بكل الأشكال وأن الإسلام بريء ممن يقومون بها"!.
كما اتصل ايمانويل ماكرون هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس وقال إنه يحترم الإسلام والعالم الإسلامي، وإنه لم يقصد الإساءة إلى المسلمين، وقال بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): " أُفرق بين الإرهاب والتطرف من جهة، والإسلام والعالم الإسلامي من جهة أخرى".

وفي اتصال سابق مع ولي عهد أبوظبي محمد ابن زايد أشاد شيطان العرب بـ"العلاقة بين فرنسا والعرب"، وبـ"جذور التواصل التاريخي والحضاري المشترك" بين فرنسا والعالم العربي، معبرا عن رفضه لـ"خطاب الكراهية".
اتصال بن زايد انعكس على تصريحات وزير خارجية الإمارات أنور قرقاش الذي دافع عن ماكرون وزجّ بالرئيس أردوغان إلى دائرة هجومه!
ماكرون الذي اعتذر للرئيس الفرنسي اعتبره "قرقاش" اتخذ موقفا سليما بمطالبة المسلمين بالاندماج الكامل مع علمانية فرنسا، وقال: "ماكرون "لم يخطئ" بتصريحاته عن الإسلام والنبي محمد، وأطالب المسلمين بتقبل كلام ماكرون!!".

ولكن فرنسا لم تكتفِ بالرد على قرقاش بسلسلة الاتصالات الاعتذارية بل أعادت السفير الفرنسي إلى أنقرة! وقالت فرنسا: "أعدنا سفيرنا إلى تركيا، لأنه لا يمكننا أن نبقى في أجواء من سوء التفاهم".
جدير بالذكر أن فرنسا سحبت سفيرها إلى تركيا بعد أسبوع على استدعائه إثر تصريح للرئيس التركي أردوغان يتهم ماكرون أنه بحاجة إلى فحص عقلي.

اتصالات غير مجدية
واعتبرت أوساط المراقبين أن اتصالاته الأخيرة غير مجدية فالمحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة قال: "ماكرون يواصل اتصالاته مع الرؤساء العرب كي يخبرهم أنه لم يقصد الإساءة للإسلام.. لا نعرف على وجه الدقة ماذا دار بينه وبينهم، خلا ما يُعلن عنه في الإعلام الرسمي.. يظن الأحمق أن مشكلته مع الأنظمة، فيما هي مع الشعوب.. الأنظمة ليست سواءً في الموقف بالطبع.. أمّة تثبت حيويتها مرة إثر مرة".
أما الكاتب القطري جابر الحرمي فأشار إلى أن "ماكرون " يلفّ اتصالات على الرؤساء العرب و"يحلف" أنه يحترم الإسلام ولم يقصد الإساءة إلى المسلمين..يا ماكرون لو حملة مقاطعه المنتجات الفرنسية بيد الرؤساء لوقفوا معك إلا من رحم ربي.. القضية عند الشعوب.. شوف لك حل معها.. لا تتعب حالك مع غيرهم. قضيتك مع ملياري مسلم ..".

أما البروفيسور الإماراتي يوسف اليوسف فقال "في الغرب جميع المؤسسات من الرئيس إلى البرلمان إلى الإعلام وحتى القضاء تحسب حساب لمشاعر الشعوب بل إن القوانين تتغير لتواكب أمزجة الغالبية، أما عندنا فكل هذه المؤسسات أشبه بالقطعان البشرية الضالة والضائعة وليس لديها أدنى احترام للشعوب وبعد ذلك تدعي كاذبة أنها تعبر عن أراد الشعوب".
وأضاف "ماكرون وأمثاله لن يحترموا المسلمين ومقدساتهم طالما أنهم يتعاملون مع قيادات مسلمة تافهة لا يتعدى اهتمامها نزواتها وبقائها في السلطة وطالما أن الشعوب غير قادرة على أن تكون في حالة أهبة دائمة للدفاع عن حقوقها ومقدساتها بكل السبل الممكنة والتي تكون مصلحتها أكبر من مفسدتها وهي كثيرة".

الاعتذار فرنسيًّا
غير أن حالة التيه التي ظهر عليها الصهيوني ماكرون، اعتبرها الرئيس السابق لتونس الدكتور المنصف المرزوقي جزء من حملة ماكرون الانتخابية الفرنسية، وأن الجديد هو أن ذلك يتم "على حساب ديننا الإسلامي وهذا شيء خطير" على حد وصفه.
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فاعتبرت أن: "ماكرون جعل نفسه ضحية تصريحاته".

وفضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، جان فرنسوا بايار، نفاق النخبة السياسية الفرنسية، وأكد وجود سياسات معادية للإسلام تتبناها الدولة الفرنسية.

اعتذار الجزيرة
ورأى النائب محمد عماد الدين أن توجه ماكرون حديث قناة الجزيرة جزء من التوجه نحو الشعوب وأن حديثه قصد به وقف مقاطعة الشعوب للمنتجات الفرنسية بما تهدد الاقتصاد وتهدد شخصك في الانتخابات القادمة.
ورأى أن ماكرون تكلم إلى الشعوب من خلال منصات الشعوب بلغة يسترضي بها الشعوب، مضيفا أن اقوى لغة للحديث يفهمها الغرب والشرق وأيضا يفهما حكام العرب بضاعة الغرب.

وعلّق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، قائلا إن تصريحات ماكرون، في الجزيرة لا تشكّل تراجعًا، بل تضمّنت تهمًا جديدة للمسلمين بأنهم حرّفوا كلامه.
وأضاف الريسوني، الذي سبق أن أفتى بوجوب مقاطعة البضائع الفرنسية، أن مواقف ماكرون إيذاء للمسلمين، وليست حرية تعبير.