التحريض على “الإخوان”.. العامل المشترك بين الصهاينة والثورات المضادة

- ‎فيتقارير

كشفت الثورة المضادة العربية ارتباطها الوثيق بالصهيونية لاسيما مع بدء مرحلة جديدة مع فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن والمرتقب أن يتولى الرئاسة في يناير 2021.
ففي موقع جريدة "المدن" اللبنانية الإلكترونية، كتب الباحث المصري شادي لويس، مقالا، الأربعاء 4 نوفمبر 2020، تحت عنوان "بايدن وتوتر النظام المصري"، ومما جاء فيه: "لا يتخذ النظام المصري موقفًا معلنًا من الانتخابات الأمريكية الجارية، لكنه لا يخفي توتره. فماكينته الإعلامية داومت على ترويج نظرية مؤامرة تربط بين الحزب الديموقراطي الأمريكي وحركة الإخوان المسلمين وثورة يناير. وتصاعدت تلك الحملة الدعائية في الأسابيع الأخيرة، مستعينة بإيميلات هيلاري كلينتون، لخلق العديد من النظريات التآمرية. لكن هل يعني هذا تغيرًا مؤثرًا في السياسات الأميركية تجاه مصر، في حال فوز بايدن بالانتخابات؟

العلاقة الخاصة بين البلدين فقدت بعض مبرراتها، فتعاظُم الدور الخليجي في المنطقة مع عملية التطبيع الواسعة مع إسرائيل، التي تقودها الإمارات، خَصَمَ من القيمة الاستراتيجية لمصر، لا سيما دورها في ضمان أمن الكيان الصهيوني. من ناحية أخرى، فإن السياسات الانعزالية التي بدأتها إدارة أوباما الديموقراطية، لا يبدو بايدن عازمًا على تغييرها كثيرًا، والجدير بالذكر أن أوباما بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، اكتفى بتعليق المعونة العسكرية لمصر، لفترة قصيرة، حتى تولى السيسي منصب الرئاسة.

سفر صهيوني سابق
وزعم سفير صهيوني سابق أن "التهديد الواضح والحاضر للإخوان المسلمين العابرين للحدود يأتي في المرتبة الثانية بعد التهديد الذي يشكله آيات الله في إيران"، وهو ما "كان حافزًا رئيسيًا للإمارات العربية المتحدة والبحرين لإبرام اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة"!
وحرّض السفير يورام ايتنجر الإدارة الأمريكية القادمة على "لعبه الإرهاب والتخريب الإخواني" بحسب زعمه في قرار المملكة العربية السعودية بتوسيع التعاون الأمني والتجاري مع الكيان الصهيوني.
واستشهد بادعاء "ألبرت حوراني"، مؤرخ الشرق الأوسط في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، الذي زعم في كتابه (تاريخ الشعوب العربية، ص 445-446) أن من بين مبادئ جماعة الإخوان المسلمين "الرفض التام لجميع أشكال المجتمع باستثناء الإسلامي بالكامل".

وتحت عنوان "التهديد الإقليمي والعالمي للإخوان المسلمين"، نشر موقع وكالة الأخبار اليهودية (- Jewish News Syndicate ) مقالا للباحث والدبلوماسي الصهيوني السابق، "إيتنجر" خلال نوفمبر 2020 الجاري، طالب فيه الإدارة الأمريكية القادمة، بعد الانتخابات، بـ"الحفاظ على فهمها للتهديد الذي يشكله الإخوان على كل نظام عربي معتدل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"!.
وساق الكاتب مجموعة من المزاعم منها أن "هدف جماعة الإخوان المسلمين هو تخليص العالم العربي من النفوذ الغربي "الكافر" (الذي رسم الخريطة الحالية للشرق الأوسط)، وإسقاط الأنظمة العربية القائمة بطريقة تخريبية وثورية، وأسلمة المجتمعات العربية، وإنشاء "أمر إلهي" إسلامي شامل، ونشر الإسلام من خلال العنف و الإرهاب وكذلك من خلال التدخل السياسي والتنظيمي (على سبيل المثال، حزب العدالة والبناء في ليبيا، وحزب النهضة الحاكم في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وجبهة العمل الإسلامي التي تم حلها مؤخرًا في الأردن، الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت، الجماعة الإسلامية في الهند و باكستان وبنغلاديش، وحزب الرفاه الهندي).

وادعى أن "الإخوان المسلمون يؤكدون أن القاعدة الشرعية الوحيدة هي الحكم القائم على الإسلام. علاوة على ذلك، فإن الأنظمة العربية التي لا تستند إلى الشريعة (تعاليم الإسلام) تعتبر مرتدة وبالتالي فهي أهداف للجهاد".
وقال: "هل ستدرك الإدارة الأمريكية القادمة تهديد الإرهاب الإسلامي على الاستقرار العالمي، بما في ذلك الأمن الداخلي للولايات المتحدة؟ هل ستستمر في الدعم الأمريكي الحالي لمصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ودول عربية أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معركتها ضد التهديد المميت الذي يشكله الإخوان المسلمون؟

هل ستعمل الإدارة الأمريكية المقبلة على تقنين نبذ الإرهاب الإسلامي من خلال حظر جماعة الإخوان المسلمين وفروعها السياسية والاجتماعية مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، والجمعية الإسلامية الأمريكية، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية؟"

ورقة "المسار"
وقال الباحث أحمد حمزة في ورقة نشرها موقع مسار للدراسات الإنسانية إن تجربة الإخوان المسلمين خلال فترة حكم الدكتور مرسي، لم تكن مشجعة للإدارة الأمريكية في حينها لكنها في الوقت ذاته لم تكن سلبية بالمطلق، فقد مرت بفترات من الشد والجذب بين الطرفين، كان يمكن أن ينتهي إلى علاقة إيجابية لو لم يقطع الجيش الطريق بانقلابه على الشرعية".

وبالبحث في تدوينات بايدن في حسابه بتويتر منذ 2007 وحتى اليوم، نجد أنه لم يذكر الإخوان في أي مرة من المرات، بينما ذكرهم ترامب 30 مرة قبل توليه السلطة، واتسمت جميع تدويناته حولهم بالتحريض والتحذير منهم ومن خطرهم على الكيان الصهيوني والمنطقة.
وفي هذا الإطار من المستبعد أن تستجيب إدارة بايدن للضغوط التي تمارس عليها من قبل النظام المصري وحلفائه الإقليميين لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
وانتهى الباحث إلى أن "بايدن لا يبدي عداء مبدئيا للإخوان، لكن من المتوقع ألا تبدي إدارته حماسا لأي لقاءات رسمية مباشرة معهم أو مع أي من المعارضة المصرية حفاظا على علاقاتها بالنظام. ومن هنا فإن اللقاءات غير المباشرة بين الطرفين قد تكون الوسيلة المناسبة للتواصل، ومنها التواصل مع بعض أعضاء الكونجرس والمؤسسات غير الحكومية ومراكز الدراسات والجامعات ووسائل الإعلام الأمريكية.

ويظل هذا الافتراض بأن الإدارة الأمريكية ستكون متحفظة في التواصل المباشر مع الإخوان المسلمين والمعارضة المصرية بشكل عام طالما ظلت الأوضاع مستقرة في مصر، لكن الأمر قد يتغير إذا وجدت واشنطن أن نظام السيسي مهدد بصورة جدية".

موقف الإخوان
وتحت عنوان "بيان من "الإخوان المسلمون" حول الانتخابات الأمريكية"، نشر الموقع الرسمي للجماعة نص البيان، نقلا عن إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" والذي ثمّن العملية الانتخابية الأمريكية، التي أسفرت عن فوز جو بايدن بمنصب رئيس الولايات المتحدة الجديد، وهو الفوز الذي يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرًا على فرض إرادته.

وأعربت جماعة الإخوان عن تمنيها لبايدن وللشعب الأمريكي ولشعوب العالم أجمع دوام العيش الكريم في ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

واتجهت الجماعة بهذه المناسبة للإدارة الأمريكية الجديدة بأنه قد آن الأوان لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب.
وأضافت أن أي سياسات يتم فيها تجاهل الشعوب وخياراتها الحرة والاكتفاء ببناء علاقاتها مع مؤسسات الاستبداد الحاكمة، ستكون اختيارا في غير محله، ووقوفا على الجانب الخاطئ من التاريخ.

وأشارت إلى أن الإخوان المسلمين سيكونون دائما منحازين إلى الاختيارات الحرة للشعوب، رغبةً في الوصول إلى نظام عادل ومستقر يتمتع فيه الإنسان بحياة كريمة، وتعلو فيه قيم العدالة والديمقراطية والمساواة والتعددية والحريات العامة وحماية حقوق الإنسان.