“التواصل” منقسم.. بين مؤيدين للأزهر أثنوا على بيانه ورافضين مقابلة وزير خارجية فرنسا

- ‎فيسوشيال

تصدر في الساعات الأخيرة من مساء الأحد صباح الاثنين هاشتاج #شيخ_الأزهر على "تويتر" وسط ثناء من نشطاء وصحفيين على موقف الأزهر الشريف ورفضه التنازل أو أن يكون منصة لإلغاء لوقف المقاطعة الاقتصادية للبضائع الفرنسية.
ورأى آخرون أن شيخ الأزهر كان واجبا عليه رفض لقاء لودريان من الأساس بعد رفضه الاعتذار عن الموقف الفرنسي من الاعتداء على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن زيارة إيف لودريان وزير الخارجية إلى مصر رآها الصحفي الاقتصادي مصطفى عبد السلام أنها من آثار المقاطعة، وكتب "المقاطعة لا تزال توجع فرنسا؛ والدليل أن ماكرون أوفد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى القاهرة في زيارة تهدف إلى "التهدئة" مع العالم العربي بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عليه السلام كما قالت وكالات الأنباء الكبرى قبل قليل".

وكتب "Hatem Elfahl" فقال "الأزهر سيكون فعلا يمثل ما يقرب من ملياري مسلم إذا انضم لصوت الشعوب وللمقاطعه ولكن نخشى أن يكون الأزهر هو السلم الذي ينزل عليه ماكرون من شجرة الغرور والتكبر والعنصرية. المقاطعه مستمرة لأن النبي أغلى من الأزهر وأغلى من الوطن".


رسائل قوية

وقال الصحفي محمد الشبراوي إن بيان الأزهر كانت "رسائل قوية من شيخ الأزهر للعالم خلال لقائه وزير خارجية فرنسا"، وأضاف "Ahmed Sayed"، و"ليبقى الأزهر ورجاله دائمًا حوائط صد وسدود منيعة أمام من يتجرأ على نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وتابعت "راجية الرحمن"، "مطلب رسمي شيخنا الفاضل اعتذار رسمي من ماكرون عما بدر منه وإلا المقاطعة هي الرد عليه وعلى أمثاله.. بارك الله فيك وفي جهودك".

رفض المقابلة
واقترح "Mohamed Sawah" أنه "لو كان فضيله الإمام رفض مقابلته لكان هذا أفضل وأبلغ رد على هؤلاء.. عموما بيان الأزهر ليس بسيئ… صلى الله عليك يا خير خلق الله يا حبيبي يا رسول الله".
وكتب "أحمد الجداوي": "كان من الأجمل عدم مقابلة فضيلة الإمام لهذا العنصرى الحاقد لأن حكومة بلاده ولا رئيسها لم يقدم أي اعتذار، وبهذه المقابلة أعطى لهم أن الأزهر لا يبالي ولا يهتم بمشاعر جموع المسلمين".
أما حساب "الأستاذ حمدي شداد" فقال: "لم يعتذر ولم يعتذر رئيسه فلماذا قابله شيخ الأزهر..كنت أتمنى أن يرفض شيخ الأزهر لقاءه".

ماذا قال
وأكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أن الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ووصف "الإرهاب الإسلامي" مرفوضان وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي "لودريان". وبحسب بيان للأزهر تداولته صفحة "الأزهر الشريف" على "فيسبوك" قال "الطيب": "إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلًا ومضمونًا".
وأضاف، "الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسوف نتتبع من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط". وأعلن شيخ الأزهر أن "محمد ﷺ رحمة لنا ولكم، وهو نور أبدي بعثه الله للبشرية".

وأضاف "هل من الحكمة المغامرة بمشاعر ملايين البشر من أجل ورقة مسيئة.. لا أستطيع أن أتفهم أي حرية هذه ؟!". معربا عن أن صدره "متسع للحوار والعمل معكم ومع الجميع ؛ ولكني أقول: إن الإساءة لمحمد ﷺ مرفوضة تمامًا". وأردف "أوروبا مدينة لنبينا محمد ولديننا لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء".


مصطلحات مرفوضة
 

وعن مصطلحات رددها الرئيس الفرنسي قال أحمد الطيب: "نرفض وصف الإرهاب بالإسلامي، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع".
وأوضح أن "الناس لن تُمسك بالقواميس حتى تتحقق عن فروق بين المصطلحات ومعانيها، المصطلحات التي تستعملونها تجرح المسلمين جميعًا، وهي عمل غير إنساني ولا يتفق مع الحضارة".

وأعرب عن عدم تقيده بالدبلوماسية عندما يهان الإسلام ونبي الإسلام، وقال: "حديثي بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه، صلوات الله وسلامه عليه.
وأضاف "تصريح وزير الخارجية الفرنسي في غضون الأزمة كان محل احترام وتقدير منا، وكان بمثابة صوت العقل والحكمة الذي نشجعه".
وأوضح أن "المسلمين حول العالم (حكامًا ومحكومين) رافضون للإرهاب الذي يتصرف باسم الدين، ويؤكدون على براءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب".

مقاومة الإرهاب
وأعرب شيخ الأزهر عن تمنيه أن يكون هناك وعي بمعاناة المسلمن من الإرهاب وقال: "وددنا أن يكون المسئولون في أوروبا على وعي بأن ما يحدث لا يمثل الإسلام والمسلمين؛ خاصة أن من يدفع ثمن هذا الإرهاب هم المسلمون أكثر من غيرهم".
واعتبر أن "الأزهر يمثل صوت ما يقرب من ملياري مسلم، وقلتُ إن الإرهابيين لا يمثلوننا، ولسنا مسئولين عن أفعالهم، وأعلنتُ ذلك في المحافل الدولية كافة، في باريس ولندن وجنيف والولايات المتحدة وروما ودول آسيا وفي كل مكان، وحينما نقول ذلك لا نقوله اعتذارًا، فالإسلام لا يحتاج إلى اعتذارات".

وأضاف "الطيب": "أنا أول المحتجين على حرية التعبير إذا ما أساءت هذه الحرية لأي دين من الأديان وليس الإسلام فقط". وأكمل "أنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة باتاكلان وأعلنا رفضنا لأي إرهاب".
وتابع: "إن التجاوزات موجودة عند أتباع كل دين وفي شتى الأنظمة، فإذا قلنا إن المسيحية ليست مسئولة عن حادث نيوزيلندا؛ فيجب أن نقول أيضًا إن الإسلام غير مسئول عن إرهاب من يقاتلون باسمه، أنا لا أقبل أبدًا أن يُتهم الإسلام بالإرهاب".
واستتأنف "-نحن هنا في الأزهر قديمًا وحديثًا نواجه الإرهاب فكرًا وتعليمًا، ووضعنا مقررات ومناهج جديدة تبين للجميع أن الإرهابيين مجرمون وأن الإسلام بريء من تصرفاتهم.من تصرفاتهم".
وأعرب عن استعداد الأزهر للتعاون معكم –فرنسا- "من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ومحاربة الفكر المتطرف داخل فرنسا وأوربا"، و"على استعدادٍ لتقديم منصة خاصة للتعريف بالإسلام وأحكامه الصحيحة لنشر الوسطية والاعتدال والتسامح الإسلامي".