السيسي مذعور.. “65” ألف دولار شهريا لتلميع صورته في أمريكا.. المغزى والتوقيت

- ‎فيأخبار

في خطوة تكشف عن انعدام الإحساس بالمسئولية في ظل  الفقر المدقع الذي تعانيه مصر واعتماد نظام الطاغية عبدالفتاح السيسي على مصدرين أساسيين لموارد الدولة وهما فرض المزيد من الرسوم والضرائب الباهظة حيث بلغت قيمة الضرائب في موارد الدولة نحو 85%، والثاني هو التوسع في الاقتراض حيث وصلت الديون الخارجية إلى نحو 130 مليار دولار والمحلية إلى نحو 6 تريليونات جنيه، تعاقد سفير السيسي في واشنطن معتز زهران مع شركة "Brownstein Hyatt Farber Schreck" الأميركية، من أجل تحسين صورة نظام الانقلاب في أعقاب إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، على حساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وبحسب موقع "فورين لوبي" الأمريكي، فإن حكومة السيسي لم تهدر أي وقت في التحضير لحقبة ما بعد ترامب، إذ جمعت فريق ضغط قوياً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يضم عضو الكونغرس المتقاعد إد رويس، ومساعداً كبيراً سابقاً لزعيمة الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي. ومن المتوقع أن يتعاون مع رويس الرئيس السابق لموظفي بيلوسي، نديم الشامي، وهو من مواليد الولايات المتحدة، ولكنه قضى طفولته المبكرة في مصر، واثنان من شركاء الشركة، وهما عضو الضغط الجمهوري المخضرم مارك لامبكين، الذي يدير مكتب الشركة في العاصمة واشنطن، وجامع التبرعات الديمقراطي ألفريد موتور، فضلاً عن مدير السياسات في الشركة دوغلاس ماغواير.

وأشار الموقع إلى تقديم الشركة "خدمات العلاقات الحكومية والاستشارات الاستراتيجية بشأن الأمور المعروضة على حكومة الولايات المتحدة"، وفقاً لما ورد في ملفها لدى وزارة العدل الأميركية، بحيث يكون العقد لمدة أولية قدرها عام واحد، مع إعادة تقييم العقد بعد ذلك. وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ميشيل دن: "من الواضح أنهم قلقون"، في إشارة إلى السيسي وحكومته.

وتسود حالة من القلق والذعر في الدوائر السياسية والأمنية بحكومة الانقلاب في أعقاب فوز المرشح  الديمقراطي جوزيف بايدن وخسارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف. ويعزز هذه المخاوف أن برنامج الحزب الديمقراطي الذي وضعه نحو 150 سياسيا ومفكرا تعهد بدعم وتعزيز الديمقراطية في العالم.

ولا ينسى قادة أجهزة السيسي تهديدات بايدن لرئيس الانقلاب عندما كتب في تغريدة له يوم 12 يوليو 2020م يؤكد فيها أن إدارته لن تمنح دكتاتور  ترامب المفضل شيكا على بياض، وهي التغريدة التي مثلت رسالة واضحة المغزى والدلالة؛ حيث شدد أيضا على أن انتهاكات نظام السيسي المتكررة لحقوق الإنسان لن تقابلها إدارته بالتجاهل والصمت كما تفعل إدارة ترامب.

من ناحية أخرى، وعد أنتوني بلينكن مستشار حملة بايدن للسياسة الخارجية -خلال محادثة بالفيديو مع نشطاء الجالية العربية الأميركية- بالتزام إدارة بايدن بالمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في تعاملها مع الدول العربية، خاصة السعودية ومصر".  وقال بلينكن "إن ترامب يفعل الكثير لتقويض مكانتنا الأخلاقية على مستوى العالم وقدرتنا على القيادة، ولنتذكر أنه يطلق على السيسي لقب: دكتاتوري المفضل". وتعهد بلينكن -الذي سبق أن عمل نائبا لمستشار الأمن القومي في إدارة باراك أوباما- "بأن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية ومصر تحت حكم بايدن ستبدو مختلفة تماما عما هي عليه الآن".

وفي أكتوبر 2020م، وقّع نواب ديمقراطيون على خطاب موجه لرئيس الانقلاب أكدوا فيه أن انتهاكات حقوق الإنسان لن يُتسامح معها إذا فاز مرشح حزبهم بالرئاسة، وأدانوا حملة الاعتقالات الأخيرة في مصر بحق نشطاء وصحفيين ومعارضين. بل هدد نواب ديمقراطيون بقطع أو تجميد المساعدات العسكرية عن نظام السيسي إذا لم تتخذ القاهرة إجراءات ملموسة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.

وبحسب مراقبين فإن الإدارة  الديمقراطية الجديدة سوف تضغط على حكومات مصر والسعودية من أجل تحسين الأوضاع في ملفات الحريات وحقوق الإنسان التزاما بما تعهد به بايدن؛ لكنهم في ذات الوقت يقللون من الرهان كثيرا على تحسن الأوضاع التي يتوقع أن تكون تحسينات شكلية بعيدا عن الجوهر والمضمون.