..على طريقة سيناريو دخول فيروس كورونا
تصر دولة العسكر على تكرار التجربة المأساوية التى تعاملت بمقتضاها مع دخول فيروس كورونا المستجد إلى مصر؛ حيث كانت تكابر وتنفى نفيا مطلقا دخول الفيروس إلى البلاد أو وجود أى إصابات بل وصل الأمر إلى أن يزعم أحد شيوخ العسكر أن مصر بلد الأمن والأمان وأن الله ذكرها فى القرآن ومن المستحيل أن يدخلها فيروس كورونا.
لكن هذا الإصرار وتلك المزاعم انهارت أمام فضح دول العالم للإصابات التى كانت تكتشفها فى مطاراتها قادمة من مصر ما اضطر منظمة الصحة العالمية للتدخل وفرض هيمنتها على الموقف وإجبارها مسئولى العسكر على الإعلان عن دخول الوباء إلى البلاد.
نفس السيناريو يتكرر مع الموجة الثانية لفيروس كورونا حيث تخرج هالة زايد وزيرة صحة الانقلاب لتعلن تزايد حالات الإصابات بالفيروس زاعمة أن الوزارة قررت تشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية وجهزت مستشفيات العزل والأطقم الطبية والأدوية اللازمة لعلاج المصابين.. لكنها تنفى دخول الموجة الثانية إلى البلاد رغم أنها تشير إلى دخولها إلى دول أوروبية والعديد من دول العالم.
غير مؤكدة
فى نفس السياق يحذر الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للصحة والوقاية، من الاطمئنان الزائد لفيروس كورونا، ويطالب بضرورة الاستمرار فى إجرءات الحماية والوقاية كعامل رئيسى للنجاة، خاصة مع بداية فصل الشتاء تحسباً لأى احتمالات واردة.
لكنه يزعم أن الموجة الثانية للفيروس غير مؤكدة ولا دليل لدينا على إمكانية تحققها، ونحن ما زلنا نتعامل مع الموجة الأولى التى بدأت من ووهان الصينية مع نهاية العام الفائت.
وأضاف تاج الدين فى تصريحات صحفية: كل شيء وارد، ويجب الاستمرار فى إجراءات الوقاية خاصة مع بداية الشتاء تحسباً لأى احتمالات يمكن أن تحدث، خاصة أنه فصل يحدث فيه تقارب مجتمعى، وفق تعبيره.
وحول ارتفاع الإصابات يدعى أن هذا الارتفاع طفيف مقارنة بما كان قبل أشهر وتحديدا فى فترة عيد الفطر الماضى، حيث شهدت البلاد ارتفاعا حادا فى الإصابات لدرجة أننا وصلنا إلى ما يقارب عشرة آلاف إصابة فى الأسبوع الواحد بينما نحن الآن تقريبا 800 إصابة فى الأسبوع، بحسب تصريحاته.
وحمل تاج الدين المواطنين مسئولية ارتفاع اصابات فيروس كورونا.. زاعما أنه يعود إلى عدم التزام البعض بالإرشادات إضافة إلى التقارب المجتمعى، ما أدى للعدوى.
وأشار إلى أن ارتفاع الإصابات وانخفاضها فى أى وقت مرهون بمدى حرصنا والتزامنا بعوامل الأمن والسلامة، مدعيا أنه فى حال وجود الحذر ستكون أوضاعنا فى تحسن مستمر، وفق تعبيره.
الصحة العالمية
فى المقابل دعا تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى توخي الحذر حيال وباء فيروس كورونا الذي عاود الانتشار بشكل مكثف مؤخرا فى إطار الموجة الثانية التى ضربت دول العالم والتى ستكون أشد شراسة من الموجة الأولى.
وقال جيبريسوس خلال مشاركته في منتدى السلام في باريس إن عامة الناس يمكن أن تكون سئمت من فيروس كورونا الجديد، لكن يجب أن يظل الجميع في حالة تأهب قصوى للتصدي له.
وأضاف: قد نكون سئمنا من كوفيد-19، لكنه لم يسأم منا، مشيرا إلى أنه رغم أن الدول الأوروبية تكافح من أجل التصدي للفيروس، لكن يبدو أنه لم يطرأ عليه تغير كبير، كما أن الإجراءات الرامية لمجابهة الموجة الثانية لم تتغير كذلك.
أعراض جديدة
وأكد الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني جامعة القاهرة، دخول مصر الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، لافتا إلى تزايد الإصابات بصورة أكبر بكثير من المعلن رسميا.
وقال سالم فى تصريحات صحفية، إن الفيروس في موجته الثانية بمصر، انتشاره أسرع من الموجة الأولى، ولكن الحالات أغلبها خفيفة ومتوسطة، والحالات الشديدة أقل بكثير من الموجة الأولى.
وحذر من أن أعراضا جديدة تظهر في الموجة الثانية من الفيروس، مطالبا المستشفيات بوضع بروتوكول علاجى جديد لمعالجة الحالات المصابة وتشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشار العدوى.
وتوقع سالم أن تتطور الأمور وتتزايد خطورة الوباء مما يفرض إغلاق بعض المناطق كما حدث فى الموجة الأولى.
أصعب وأطول
وطالب الدكتور محمد علام، نائب مستشفى عزل النجيلة السابق باتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات لمواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا، مشددا على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة والمسافة الآمنة بين الأفراد وأن تكون التجمعات في أماكن مفتوحة.
وأكد علام فى تصريحات صحفية أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى علاج أو لقاح فعال لفيروس كورونا، موضحا أن علاج كورونا المستخدم حاليا عبارة عن تقوية مناعة الجسم وحمايته من وصول أي بكتيريا تجعل حالته تتدهور.
وكشف أن المسحة الخاصة بفيروس كورونا غير دقيقة بنسبة 100%.. فالمسحة التي تؤخذ من الأنف دقتها 70% والتي تؤخذ من الفم دقتها 60 %.. كما أن الجهاز الذي يقوم بالاختبارات أيضا تختلف أنواعه فهناك أنواع من الكواشف دقتها نحو 80 % وآخر 99 % ويرجع ذلك لمن يقوم بأخذ المسحة وطبيعة المكان، وهذا من أسباب القيام بمسحتين بينهما 24 ساعة للتأكد من النتيجة.
وحذر علام من أن مدة كورونا في الموجه الثانية ستكون أطول لأن الموجه الأولى كانت بداية الانتشار في شهر إبريل 2020 وكانت أول حالات إصابة في مارس وفبراير وكان شهر مايو هو الأصعب من حيث زيادة الحالات ولكننا استقبلنا درجات الحرارة العالية التي ساعدت في احتواء الأمر.
وقال: الموجة الثانية أصعب بسبب الشتاء ودرجة الحرارة فالأمراض التنفسية في الطبيعي تزداد خلال شهور ديسمبر ويناير وفبراير وكورونا مثل هذه الأمراض سيتزايد انتشاره، مؤكدا أن الحل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة هو اتباع كافة التدابير الاحترازية.
وأضاف علام: جميع الأفراد تصاب بالبرد حوالي 4 أو 5 مرات سنويًا.. لذلك لا أنصح بإجراء المسحة من دون داع فإذا شعرت بأعراض البرد تقوم بعزل نفسك لحين ظهور أعراض صعوبة التنفس والسعال المستمر أو ارتفاع درجة الحرارة باستمرار.. في هذه الحالة من الممكن إجراء المسحة.
أنواع كثيرة
وكشفت الدكتورة رحاب سيد، طبيبة بلجنة مكافحة كورونا ، إن هناك أنواع كثيرة من فيروس كورونا فهي عائلة كبيرة من ضمنها السارس، مشيرة إلى أنه في الفترة الأخيرة أثبتت عدة دراسات أن الفيروس يهاجم الدم والأوعية الدموية كما حدث فى آوروبا مع بدء الموجة الثانية للفيروس.
وقالت "د.رحاب" فى تصريحات صحفية إن الفيروس قد يهاجم الأوعية الدموية، فلو هاجم أوعية الرئة يتم تجلط الدم وصعوبة في التنفس، وإذا هاجم الأوعية الخاصة بالجهاز الهضمي تظهر الأعراض في الإسهال وآلام بالمعدة وغيرها. وأكدت أن الكثيرين وصفوا فيروس كورونا (كوفيد 19) بأنه مرض دموي يصيب الأوعية الدموية ويسبب تجلطات في الدم قائلة: علشان كدا لجأت جميع المستشفيات وبروتوكولات العلاج لاستخدام أدوية السيولة ونتج عنها نتائج ايحابية كبيرة.
وحول مهاجمة الفيروس للجهاز الهضمي، أوضحت "د.رحاب" أن كوفيد 19 يهاجم المعدة منذ ظهوره وليس هذا بشيء جديد وتظهر الأعراض في صورة قيء وإسهال.