أعلنت شركة “جهينة” للصناعات الغذائية المصرية، تعيين رجل الأعمال السعودي محمد بن عبد الله بن محمد الدغيم رئيسا لمجلس إدارة الشركة، خلفا لصاحب الشركة ورئيس المجلس السابق منذ تأسيسيها في 1983، صفوان ثابت الذي اعتقله السيسي بتهمة تمويل الإخوان.
وذلك على الرغم من أن شركة جهينة للصناعات الغذائية- أكبر منتج للألبان والعصائر المعبأة في مصر- قالت الخميس الماضي، إن مجلس الإدارة وافق بالإجماع على تعيين نائب رئيس الشركة سيف الدين صفوان قائما بأعمال رئيس مجلس الإدارة!
وقال مراقبون إن السيسي هو من أمر بتعيين الدغيم رئيسا لمجلس إدارة الشركة المفروض عليها قرار في أغسطس 2015 بالتحفظ على أموال وممتلكات رئيس جهينة بسبب صلات مزعومة له بجماعة الإخوان.
ورجل الأعمال السعودي "الدغيم" عضو مجلس إدارة غير تنفيذي ب"جهينة" منذ تأسيسها، وهو عضو في مجلس الأعمال المصري – السعودي وعضو الغرفة التجارية بمحافظة الدوادمي بالسعودية، وينسب له الشراكة –باسم آل سعود- في تمويل شراكات سعودية رسمية في أراض إثيوبية ويشاع أن له نصيبا من الاستثمارات في سد النهضة. ويحوز الدغيم ثقة الملك بعد توليه العديد من المناصب الإدارية والإشرافية في الحكومة السعودية، وخاصة الوزارات الخدمية.
رطانة الأذرع
وما تلوكه ألسنه الأذرع الإعلامية من تطورات في اعتقال السيسي لسيد السويركي مالك محلات "التوحيد والنور" بسبب "علامة الصلاة" وحفظ بعض القرآن كشرط للتعيين بسلسلته! ونشرت صحيفة "الوطن" المنحازة للانقلاب وذات الصلات بالأجهزة الأمنية، تقريرا عن "سيد رجب السويركي"، ادعت فيه أن الشركة لا تعين الأقباط، وتشترط أن يكون العامل فيها مسلما حافظا لبعض أو كل سور القرآن الكريم وتوفر وقتا لأداء الصلاة! وزعمت أن العامل في التوحيد والنور شاب كلاسيكي بـ"علامة الصلاة"، و"زي عادي"، بعيدا عن الموضة!
قضية غريبة
ورغم أنه منذ الانقلاب انتهى عصر الغرائب إلا أنه في خلال الأيام الفائتة من ديسمبر2020، اعتقلت داخلية الانقلاب رجلي الأعمال صفوان ثابت، وسيد السويركي، ويضاف إليهم وزير القوى العاملة الأسبق خالد الأزهري، المثير للدهشة أنه وجهت لثلاثتهم اتهامات "تمويل جماعة إرهابية" بشكل مشترك.
وقالت تقارير، إن القبض على صفوان ثابت تزامن مع اجتماع بين السيسي، الثلاثاء 1 ديسمبر، مع رئيس حكومته ووزراء الزراعة والتموين بحكومة الانقلاب –أصدر خلاله قرار تحفظ على أموال بعض الإعلاميين معارضي الانقلاب- وهو اللقاء الذي حضره مسؤول بالجيش، لمتابعة "المشروع القومي لإنشاء وتطوير مراكز تجميع الألبان"، والذي قرر فيه السيسي دعم كل مركز بـ50 ألف جنيه. وآخر تلك الأنباء الأحد 6 ديسمبر، كانت عن إعلان نيابة أمن الدولة العليا عن حبس وزير القوى العاملة بعهد الرئيس الشهيد محمد مرسي، خالد الأزهري، 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة "التمويل والانضمام لجماعة إرهابية"، بعد أن كانت أوقفته الأربعاء دون إعلان في حينه.
وربط مراقبون بين واقعة القبض على صفوان ثابت، وسيد السويركي، وخالد الأزهري، وضمهم في قضية واحدة، بعد القبض على رجل الأعمال صلاح دياب وبنفس الطريقة، مطلع سبتمبر الماضي، قبل إخلاء سبيله إثر تفاهمات مالية ودفع المعلوم للسيسي.
وقررت جهات التحقيق حبس رجل الأعمال صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة جهينة للصناعات الغذائية المصرية، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد أن خضع صفوان ثابت، السبت، للتحقيقات في حضور محاميه وواجهته جهات التحقيق بالاتهامات المنسوبة إليه، وصفتها مصادر أمنية لرويترز "بالمخالفات المالية".
ومن منطق شر البلية ما يضحك، سبق أن اعتقلت داخلية الانقلاب "ثابت" لذات الأسباب خلال عام 2016، وأخلت سبيله لاحقا. وهوما حدث أيضا مع سيد رجب السويركي مالك محلات التوحيد والنور والمتهم بتمويل جماعة "الإخوان". ففي يناير 2015، برأت محكمة جنح العجوزة في الجيزة سيد السويركي من تهمة “إهانة علم مصر”. إذ بيعت أحذية عليها العلم في سلسلة المحال التي يمتلكها. وأضافت مصادر أمنية لرويترز أن السويركي سيمثل أمام جهات التحقيق.