“عمرو أديب” نموذجا.. ماذا لو اختفى المنافقون من الشاشات العربية؟

- ‎فيسوشيال

لو استحق شخص لقب "الحرباء المتلون" لكان ذلك الإعلامي المطبل عمرو أديب وعن جدارة واستحقاق، بعدما تداول مراقبون مقطع فيديو يسلط الضوء على تصريحات إعلام الانقلاب المطبل لدول حصار قطر، وعبَّر الحرباء عمرو أديب في السابق عن مواقفه من الأزمة الخليجية وحصار قطر قبل وبعد نجاح جهود المصالحة، ما يكشف حجم التناقض المدهش وكيف يتبنى المواقف وعكسها دون وخز من ضمير أو خوف من الله بما يؤكد أنه وأمثاله مجرد أدوات يوظفها الطغاة لخدمة أجنداتهم وتكريس استبدادهم.
وحسب الفيديو الذي رصدته "الحرية والعدالة"، فإن الحرباء المتلون أكد على مدار السنوات الماضية على ضرورة عدم المصالحة مع قطر، قائلا في برنامجه الذي يبثه على قناة "إم بي سي مصر" السعودية: "لا تصالح ولو قلدوك الذهب، يا أهل الخليج هل تريدون بينكم خائنا؟". وأضاف في تصريحاته السابقة: "هل قطر دي كانت مهمة في الخليج بأي حاجة، عمرها ما كان لها فايدة أو ميزة واختفاؤها من حياتنا لن يكون مؤثرا، فهي كالثعبان وهم ليسوا إخوتنا بل أعدائنا”.

حرباء متلونة

وفي تصريحاته الجديدة التي تلون فيها كالحرباء، قال أديب بعد نجاح جهود الكويت بتحقيق تقدم بالمصالحة السعودية القطرية: “بعتولي على الواتساب يسألوني إيه حكاية المصالحة الخليجية، أنا شخصيا كمواطن كان ليا أصدقاء في قطر الحكومة القطرية في أوقات عندها مناسبات كانت تدعوني نحن شعوب ودول معندناش مشاكل مع بعض إي المشكلة إنه الوضع يرجع زي أول؟”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تفاصيل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الخليجية، مشيرة إلى أن الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب هاتف السفاح عبدالفتاح السيسي لإنهاء الأزمة الراهنة بعد “تحفظ” عصابة الانقلاب على ما يجري من جهود. وتتجه الأزمة الخليجية إلى نهاية إيجابية، بعد أكثر من ثلاث سنوات على الحصار الرباعي الذي فُرض على قطر منذ يونيو 2017، وفي ظل تعدد المؤشرات الإيجابية خلال الساعات الأخيرة على قرب التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المصالحة الخليجية، أكد مراقبون أن الساعات الأخيرة شهدت تحوّل موقف عصابة الانقلاب بمصر من التحفظ على المصالحة إلى "الموافقة الحذرة".
وكشف مراقبون عن توجيه رسالة من المسؤولين عن ملف الإعلام في جهاز المخابرات العامة إلى ما يُعرَف باسم "الأذرع الإعلامية" بوقف الهجوم الإعلامي على قطر، وعدم التعرض لرموزها السياسية، والربط بينها وبين جماعة "الإخوان المسلمين" خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن تلك الرسالة عممت على القنوات الفضائية التابعة للجهاز والتلفزيون المصري، والصحف الخاصة والقومية.
من جانبه قال عضو برلمان الثورة، عز الدين الكومي: "لا شك في أن مصر لم تكن لها أي مصلحة في مقاطعة قطر سوى التبعية للسعودية والإمارات، لأنها كانت ترى أن مصلحة نظام الانقلاب مع الرياض وأبو ظبي حيث ينظر إليهما على أنهما الدعامتان الأساسيتان للانقلاب". وأكد الكومي أن "الدور المصري لم يكن له أي تأثير على المقاطعة باستثناء ما قام به الإعلام المصري من السب والشتم والقذف لدولة قطر، والزعم بأن قطر مع تركيا وإيران تقود مؤامرة كونية ضد مصر".
وأضاف: "اليوم رأينا أن هناك مصالحة على الأعتاب قامت بها الكويت وبدعم أمريكي، وهنا نتساءل: أين مصر من هذه المصالحة؟". ويعتقد الكومي أن "مصر لا شك ستتبع النهج الإماراتي"، لافتا إلى أن "السعودية بدأت تتململ من نهج أبوظبي الذي يسعى لتقزيم المملكة بدخولها في مهاترات مع أشقائها بينما تقوم هي بتحسين العلاقة مع بعض الدول مثل إيران". ولفت إلى أن "هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن مصر القوة الإقليمية التي كان يحسب لها ألف حساب صارت في ظل نظام الانقلاب تابعا ذليلا لدويلة الإمارات التي تأسست عام 71 وهذا شيء مخز في الحقيقة".
وعلى الرغم من صدور تعليمات واضحة من جهاز المخابرات العامة للأذرع الإعلامية، بعدم التعرض للمصالحة الخليجية بالسلب أو الهجوم على قطر وأميرها إلى حين صدور توجيهات جديدة من الجهاز، هاجم الإعلامي أحمد موسى، المقرّب من جهاز الأمن الوطني، دولة قطر، موجّهاً مجموعة من الإساءات إليها، بشكل أضفى غموضاً على موقف عصابة الانقلاب العسكري. ورغم أن عصابة الانقلاب بمصر تشارك في حصار قطر إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين، منذ منتصف عام 2017، إلا أن القاهرة تغيب بشكل مثير للتساؤلات عما يجري من توافقات بالمنطقة، بما فيها تلك التي يرتقب أن تحدث بين السعودية وتركيا.
تقزيم مصر
من جهته قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل: "مصر في هذا العصر أصبحت تحت أرجل كل الأمم لا تملك من أمرها شيئا". وأضاف: "مصر لديها كل مقومات الدولة العظمى ولكن الحكومات التي تتولى هذه الدولة الكبيرة هي التي تخفض رأسها"، وتابع: "لما حدثت أزمة الخليج لم تكن مصر طرفا فيها، لكنها ومع ذلك شاركت في حصار قطر".

وحول محددات التحرك المصري حال تصالحت قطر والسعودية، قال الأشعل إن "الأزمة شيء والحصار شيء آخر ويجب الفصل بينهما، والحديث الخليجي الآن عن الأزمة، ومصر ليست طرفا فيها وهي طرف فقط في الحصار، وبالتالي فهي ليست طرفا رئيسيا في المحادثات". وقال: "السعودية والإمارات لديهما نفوذ كبير على الحكومة المصرية -رغم حجم مصر وثقلها الدولي والعربي- ويقدرون على ضمها لو تمت المصالحة الخليجية". واستدرك بالقول: "ولكني أعتقد أن مصر ستستمر في فرض الحصار لأن قضيتها قضية أخرى".
وأوضح أن "مصر لن تغير موقفها لسببين، أولهما: إنقاذ ماء الوجه وحتى لا يقال إنها تابعة -هي بالفعل تابعة- وثانيا: لأن مشكلتها مع قطر أن الدوحة تأوي المعارضين لنظام القاهرة وتدعم الخط المعارض له عن طريق الإعلام وغيره". وأكد الأشعل أن "هذا ملف مختلف وسيظل قائما لأنه خلاف منذ العام 2013، ويسبق الخلاف الخليجي". وتوقع أنه "لو انضمت الإمارات للسعودية في المصالحة وهو ما سيحدث، فلن تضغط الدولتان على مصر لقبول المصالحة؛ لأن مصلحتهما ترك الخلاف المصري القطري قائما لاستخدام نظام القاهرة في الضغط على الدوحة".
جدير بالذكر أن حصار قطر لحقه هرولة تطبيع خليجي صهيوني قادتها الإمارات، ويرى مراقبون أن التحالف بين كيان العدو الصهيوني والإمارات، هو جزء من شبكة عالمية أيضا، تقوم ظاهرة الشعبوية العنصرية التي يمثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد أهم تعبيراتها، فإدارة ترامب لعبت دور المدافع الأكثر شراسة عن سياسات المستوطنين، ودعم رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي لم يقصر هو أيضا، عبر نفوذه ضمن اللوبي الصهيوني في أمريكا في دعم اتجاه ترامب، وفيما كان قادة المستوطنين يصلون لفوزه، كانت الإمارات تضع ثقلها السياسي والإعلامي والمالي لتأمين بقائه في البيت الأبيض.
ولا يمكن أن تكتمل الصورة من دون ربط هذا التحالف مع العدوانية السياسية والعسكرية للإمارات وحلفائها، بموجة العداء للإسلام في الغرب والعالم، في الوقت الذي ترفع فيه أبو ظبي شعارات التسامح والتقارب بين الأديان، وهي شعارات مفتوحة باتجاه كيان العدو الصهيوني والعنصريين اليمينيين الأوروبيين، ومغلقة باتجاه الشعوب العربية والإسلامية، والتي كان آخر تعبيراتها، منع الإمارات إعطاء تأشيرات دخول لمواطني 13 دولة عربية وإسلامية، في صدى لقرار ترامب الأول بعد انتخابه ضد مواطني 6 دول مسلمة.