برغم ألوان الأذى.. “إيكونوميست”: قمع الطغاة لا يحصنهم من موجة مرتقبة لربيع جديد

- ‎فيأخبار

قالت افتتاحية مجلة "ايكونوميست" البريطانية إنه رغم تحول الربيع العربي بشكل سريع إلى شتاء قاس، لدرجة أن هناك الكثير من سكان المنطقة في حالة يأس. وتغير الكثير في المنطقة، ولكن ليس للأحسن، إلا أن الطغاة العرب لم يعودوا آمنين، فأسعار النفط منهارة بدرجة لم يعد فيها حتى فيها ملوك "البترو دولار"، قادرون على شراء مواطنيهم بالدعم والوظائف الحكومية المريحة، وأصبح العديد من الحكام يعانون من الرهاب والخوف وزاد قمعهم.
واعتبرت أن مؤشرات ذلك، اتجاه محمد بن سلمان إلى سجن أقاربه في السعودية، وقمع عبد الفتاح السيسي المجتمع المدني في مصر.
وأضافت أن شعلة الربيع العربي لم تنطفئ بالكامل، والناشطون السياسيون يؤكدون ثقتهم بقدرتهم على إحداث التغيير.
وخلصت المجلة إلى أن "التاريخ لا يسير بخط مستقيم. تفشل الثورات ويعود الأشرار أحيانا، ولا يوجد سبب يجعلنا تنوقع أن الربيع العربي المقبل سيعطي نتائج أفضل من سابقه، كما لا يوجد سبب يجعلنا نؤمن بما يقوله الطغاة وأنهم قادرون على منعه”.
واستدركت بأن الدرس الوحيد الذي تعلمه المستبدون العرب هو أن عليهم سحق أي ومضة للمعارضة وإلا انتشرت، وباتت المنطقة أقل حرية مما كانت عليه قبل عام 2010، وربما أصبحت أكثر غضبا، وهزتها الحروب والجهاد واللاجئون وكوفيد-19.

لا شئ للاحتفال
وتحت عنوان "لا شيء للاحتفال.. الربيع العربي في العاشرة". تساءلت "إيكونوميست" عن سبب عدم تحسن أوضاع الشعوب العربية التي ثارت قبل عقد من الزمان، وهي مناسبة لا أحد يريد الاحتفال بها كما تقول المجلة، بعدما "لم تثمر إلا تجربة واحدة عن نتائج مستمرة، في بلد بوعزيزي، تونس. وفشلت بشكل بائس في مصر وانتهت بانقلاب عسكري. أما في اليمن وليبيا والأسوأ في سوريا فقد انزلقت نحو حروب أهلية لا نهاية لها وتدخلات أجنبية" بحسب المجلة.
وأضافت: "جنرالات المنطقة محصنون سياسيا بدرجة لا يسمحون فيها بأي انفتاح". لافتة إلى أن رغم ذلك فإن احتجاجات عام 2019 في الجزائر والسودان ولبنان والعراق. 
قائلة إنه: "بعد عشرة أعوام لا يمكن التعرف على بعض الدول العربية، حيث قُتل نصف مليون شخص، وشُرد 16 مليونا آخرون".
أما اتهامات "التفسيرات المتشددة للإسلام" فلا تتوافق مع التعددية، وكان من حظ تونس أنها حصلت على إسلاميين براجماتيين وجنرالات تعلموا القبول بما يقوله الساسة المنتخبون، وهذا استثناء يثبت صحة القاعدة. وفقا للمجلة.

غياب الاستقلال
وقالت المجلة إن التعطش بين المواطنين العرب لاختيار حكامهم قوي كما في المناطق الأخرى. مضيفة أن ما هم بحاجة إليه هو المؤسسات المستقلة مثل الجامعات والإعلام وجماعات العمل المدني والمحاكم والمساجد التي يمكنها التطور بدون أن تكون تحت سيطرة الحكومة.
وأشارت إلى أنه عندها يمكن القول إن المساحة للمواطنة قد فتحت، وأن الخلافات السياسية يمكن أن تحل بطريقة سلمية.
وانتقدت أن العرب ليس لديهم اليوم بظل الطغاة "حرية للنقاش"، "فالمدارس تركز على الحفظ أكثر من التعلم النقدي، أما الإعلام والمسجد فعادة ما يقدمان وجهة نظر الحكومة. وتحاول الأنظمة الأوتوقراطية السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل يولّد عدم الثقة والتضليل. وتنتشر نظريات المؤامرة في كل أنحاء العالم العربي والتي عادة ما تغذي عدم الثقة بالحكومة، بل وبين المواطنين أنفسهم".
واعتبرت أن الرشوة والواسطة لإنجاز اتفه الأمور الحياتية، هو ما يعتمد عليه النظام اليوم، وسط قلة يتوقع منها العمل للصالح العام، وعن سبب ذلك اشارت إلى أن الطغاة يطلبون من المواطنين التفكير بناء على شروط غير سياسية. ولو فازت جماعة بالسلطة فتقوم بأخذ كل المال والوظائف ويتم تصوير المعارضين للحكومة بالمتطرفين الذين يريدون قتل أبناء الوطن.