عزل قائد “الدفاع الجوي” خوفا من علاقاته بأمريكا.. حادث العريش ليس السبب!

- ‎فيأخبار

أصدر عبدالفتاح السيسي، قرارا بعزل قائد الدفاع الجوي الفريق محمد علي فهمي، وتعيين اللواء أركان حرب محمد حجازي عبدالموجود بدلا منه. ويأتي القرار بعد أيام من مقتل قائد عمليات كتيبة الدفاع الجوي في مطار العريش العسكري، الرائد محمود رضا، برصاص قناصة جنوبي العريش.
ولم تتبن أية جهة مسؤولية هجوم العريش، الذي تم الجمعة قبل الماضية، كما تكتم الجيش على تفاصيله.
إلى هنا، وتبدو المعلومات عادية عن عزل فهمي، إلا أن العديد من التقارير المتداولة في أوساط الجيش توحي بأن هناك أمورا أخرى، يجري تسويتها داخل النظام العسكري.

مخاوف من البديل

حيث نقل الإعلامي بقناة الشرق عماد البحيري، عن مصادر داخل القوات المسلحة، أن عزل فهمي جاء مترافقا مع تأكد فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو ما مثل هاجسا لدى السيسي، الذي يعاني احتقانا كبيرا داخل أروقة نظامه العسكري، سواء على مستوى الجيش أو المدنيين المحيطين به؛ إذ يخشى السيسي من أية شخصية تتمتع بثقل في الأوساط الأمريكية؛ حيث يتمتع قائد الدفاع الجوي المعزول بعلاقات طيبة في الأوساط العسكرية الأمريكية بسبب دراسته هناك وتنسيقه مع القوات الأمريكية بالمنطقة العربية ومنها مصر بالطبع.
علاقات "فهمي" أخافت السيسي من أن يكون مرشحا بديلا للسيسي في حال رأت واشنطن التخلص من السيسي في المرحلة المقبلة، ولعل ما يدعم رواية الإعلامي عماد البحيري؛ ما تم كشفه خلال نوفمبر الماضي، بأن المخابرات العامة أعدت خطة لتجميل صورة نظام الانقلاب لدى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الديمقراطيين، وتم اختيار المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى للقيام بالمهمة؛ إلا أن محمود السيسي أوقف تنفيذ الخطة، ورفض تمريرها بداعي عدم ثقة السيسي ودائرته المحيطة بشخص عمرو موسى، وإمكان إجرائه محادثات سرية مع الأمريكان من خلف السيسي ونظامه.
سيناريو مكرر

كما ان هندسة قرار عزل "فهمي" من الدفاع الجوي، جرى تنفيذ مثله في عزل وزراء الدفاع والداخلية السابقين، صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار، حينما تم استهداف طائرتهما الخاصة ، خلال زيارتهما السرية إلى مطار العريش، وجرى إطلاق صاروخ على الطائرة التي قتل قائدها الخاص، المقرب من صدقي صبحي، وهو ما مهد لاتخاذ قرار التخلص منهما رغم قربهما من السيسي.

ولعل ما قد تشهده الأيام المقبلة من إقالات بالجيش تستهدف رئيس الأركان الحالي ، والذي رفض الانصياع لمهاترات السيسي بإقحام الجيش المصري في الحرب بليبيا، في وقت سابق. والأهم من ذلك أنه على مدار 3 سنوات من إطلاق العملية الشاملة في سيناء 2018، يجري قتل واستهداف عسكريين وقادة مهمين بشكل شبه يومي ولا يتم تغيير قيادات الأسلحة، وهو ما يؤكد معلومات خشية السيسي من الانقلاب عليه من أي قائد عسكري قد يراه الغرب صالحا لتلك المهمة. 

ويعيش السيسي في قلق شديد من سيناريو الاغتيال على طريقة السادات، بعد أن خنق كل فرص التعبير السلمي بالمجتمع المصري، سواء داخل المجتمع المصري أو بين مؤسسات الدولة والجيش؛ وهو ما دفعه للظهور قبل أيام من وراء حائط زجاجي عازل للرصاص بين طلاب الكلية الحربية، وقبلها في العديد من المناسبات العسكرية والأمنية مثل عيد الشرطة، محاطا بقوات خاصة بعيدة عن الجيش، وهكذا يعيش الخائن أجواء خيانة جديدة.