مع اقتراب الذكرى العاشرة لثورة يناير.. هل تندلع موجة احتجاجات جديدة ضد السيسي؟

- ‎فيتقارير

مع اقتراب الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير 2011 تتوقع أوساط عالمية ومراكز دراسات والخبراء اشتعال موجة جديدة من الغضب في المنطقة العربية وعلى رأسها مصر من أجل تحقيق أهداف الثوار "عيش حرية عدالة اجتماعية" والتى أجهضتها الدولة العميقة التي دبرت الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي على الشهيد محمد مرسى أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013.

من جانبها أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن الانتفاضات العربية لم تمت كما يتصور بعض الطغاة، متوقعة اندلاع احتجاجات مشابهة لما حدث في عام 2011 بالمنطقة العربية عموما وفي مصر بشكل خاص.

اضطرابات شعبية

وكشفت المجلة، في تقرير لها، أن توقع اندلاع ثورة مثل ثورة 25 يناير 2011 هو السبب في أن النظام المستبد بالرغم من ثباته الظاهر يشعر بانعدام أمن ملموس. مشيرة إلى أن مصر في عهد الانقلاب العسكري تتجمع فيها كافة المؤشرات المحتملة لوقوع اضطرابات شعبية بعد مرور 10 سنوات على ثورة 25 يناير.

وأوضحت المجلة أنه بالنسبة لأنظمة الانقلاب فان الدرس المستفاد من عام 2011 هو أن التهديدات الوجودية، مثل الديمقراطية، يمكن أن تظهر من أي مكان وفي أي وقت لكن جنون العظمة يدفعها نحو السياسات التي تغذي السخط الشعبي.
وقالت إنه بعد ما يقرب من عقد من القمع الانقلابى المتزايد لم يعد المجتمع المدني والمؤسسات السياسية التي يمكنها احتواء وتوجيه الغضب والإحباط الشعبي في العادة موجودة، مؤكدة أنه عندما يصل مثل هذا الغضب إلى درجة الغليان حتما، سيكون أكثر دراماتيكية من أي وقت مضى.
واضافت المجلة: "من غير المرجح أن تشبه الاحتجاجات المستقبلية انتفاضات 2011، لافتة الى أن المنطقة تغيرت كثيرا وتعلم الأوتوقراطيون كيفية استقطاب وتعطيل وهزيمة المنافسين. لافتة إلى أنه من غير المرجح أن تتفاجأ الأنظمة بالاضطرابات الداخلية أو العدوى الإقليمية اللاحقة، ومن غير المرجح أن تمتنع حكومات الانقلاب عن استخدام القوة في المراحل الأولى من الاحتجاج لكن المتظاهرين المحتملين تعلموا أيضا دروسا قيمة".
وأكدت المجلة أنه بالرغم من أن النجاحات الاستبدادية تركت الجماهير العربية محبطة ومنكسرة، إلا أن الحركات الثورية الأخيرة في الجزائر والعراق ولبنان والسودان أظهرت أن الأمل لا يزال قائما.

احتقان متزايد

وقال الدكتور خليل العنانى استاذ العلاقات الدولية بالجامعات البريطانية إن "مصر تشهد توترا واحتقانا متزايدا، مع ارتفاع نبرة الانتقادات التي يوجهها الغاضبون للسيسي بشكل يومي سواء على شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال الاحتجاجات التي تحدث بين وقت وآخر، وذلك رغم القبضة الحديدية التي يمارسها السيسي". 

وأضاف "العناني" في تصريحات صحفية، "قبل سنوات لم يكن أحد يجرؤ على انتقاد السيسي سرا أو علانية أما الآن تعج وسائل التواصل الاجتماعي بانتقادات واتهامات للسيسي وعائلته والمقربين منه بالفساد والتربح واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب مالية، فضلا عن أن توريط السيسي للجيش في كافة مجالات الاقتصاد أغضب شرائح كثيرة، خاصة من رجال الأعمال الذين كانوا يدعمونه بقوة عند انقلابه فى 2013.
وأكد أنه مع إغلاق السيسي لكافة منافذ التعبير واستمرار استخدام العنف والقمع ضد المعارضين؛ فمن المتوقع أن تنفجر الأوضاع في وجهه. مشيرا إلى أن 25 يناير المقبل سيشهد احتجاجات عنيفة ضد نظام الانقلاب.

الدولة العميقة

وحذر الباحث السياسي عمار ديوب الثوار من الدولة العميقة، مشيرا إلى أن هذه الدولة هي المالكة للثروات والسلطة والمؤثرة الأساسية على بنية المجتمع، ولها دور أساسي في تشكيل الدولة برمتها؛اقتصادا وسياسة وثقافة وأيديولوجيا وتراثا.
وطالب "ديوب"، في تصريحات صحفية، بمواجهة تلك الدولة العميقة، وأنه بدون هذه المواجهة لن يكون لتغيير شكل الحكم تأثير كبير، رغم أهمية الديمقراطية شكلا للحكم أو مسألة سياسية نضالية في برامج الثورات، أو الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين.
وقال إن مواجهة الدولة العميقة عامل أساسي في نجاح الثورات، ويضيف إليها قطاعات شعبية واسعة، حيث سيكون الأمل كبيرا بتغيير كبير في مختلف مجالات الحياة.
وكشف "ديوب" أن الدولة العميقة تلتقي مع كتلٍ في المعارضات، خاصة فيما يتعلق بالنظام الاقتصادي الرأسمالي وهىا لا تهتم بتوجيه هذا النظام، الى ما يرفع دخل الفئات الفقيرة، ويحقق إيرادات عالية للدولة تعود على كل المواطنين بتطوير المجتمع والنهوض به وانما تعمل لمصلحتها الخاصة.

أنظمة قمعية

من جانبه أشار د. محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية عقب الانقلاب العسكري، إلى أن الأنظمة القمعية التي ترسخت لعقود طويلة جعلت انتفاضات الشعوب وثوراتهم من أجل حقوقهم وحرياتهم أمرا حتميا. منتقدا، في تغريدة عبر حسابه على تويتر"، من يصفون ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة. ولفت إلى أنه إذا كانت هناك مؤامرة فهي من قبل تلك الأنظمة التي تآمرت على الكرامة الإنسانية.
وشدد على أن اتهام ثورات الربيع العربي بأنها السبب الرئيس في الأزمات والصراعات التي تشهدها المنطقة غير صحيح، مؤكدا أن الأنظمة القمعية هي السبب في ذلك.
وأضاف البرادعى: "مخطئ من يظن أن ما نراه من صراعات وتدهور سببه الربيع العربي؛ السبب الحقيقي هي تلك الأنظمة القمعية، موضحا أن الانقسامات الطائفية والأيديولوجية، سواء كانت حقيقية أو مفتعلة، كانت وما زالت أقصر الطرق لإعادة استنساخ الأنظمة السلطوية ونجاح الثورات المضادة.