بعد تضاعف المصابين بكورونا.. هل يطبق الانقلاب الحظر الكامل أم يضحي بالمصريين؟

- ‎فيتقارير

يلح نشطاء وأطباء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة فرض الحظر الكامل بعدما وصل تفشي جائحة كورونا بسلالاتها المختلفة إلى مستويات خطيرة، وعلى عكس الحكومات الغربية التي أبدت انزعاجا واتخذت قرارات صارمة لمواجهة الموجة الثانية لتفشي الجائحة، لا تزال حكومة الطاغية عبدالفتاح تقلل من خطورة الموقف ولا تكترث بآلاف الضحايا الذين يسقطون كل يوم بين قتيل ومصاب، الأمر الذي أصاب جميع المستشفيات الحكومية بشلل تام بعدما باتت غير قادرة على استيعاب أفواج المصابين الذين لا يجدون لهم مكانا بالمستشفيات.
وكانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بحكومة الانقلاب، قد أعلنت مساء الأربعاء 23 ديسمبر 2020م أن مصر سجلت 911 إصابة بفيروس كورونا المستجد، كما تم تسجيل 42 حالة وفاة، موضحة أن الأسبوع الحالي شهد زيادة في أعداد الإصابات بفيروس «كورونا». وأشارت إلى أن محافظات القاهرة والإسكندرية والقليوبية والجيزة هي الأعلى من حيث معدل الإصابات بفيروس كورونا حتي الآن.
وفي الأيام الأخيرة، تسود حالة من الهلع بين المواطنين بعد الأنباء التي تحدثت عن السلالة الجديدة التي تصيب الأطفال وتتصف بالشراسة عن السلالات القديمة. لكن حكومة الانقلاب تخشى من العواقب الكبيرة من الغلق العام على الوضع الاقتصادي في ظل حالة الشلل التي أصابت قطاع السياحة، وتراجع إيرادات الدولة في أعقاب تفشي الجائحة منذ بدايات العام الجاري 2020م.
يقول أحد النشطاء «لن يضر الاقتصاد ثلاثة أشهر غلق للبلد عن طريق الحظر الكامل قبل أن نصل إلى مراحل لا نريدها للشعب بسبب كورونا وتقليل الموظفين حتى تتأكد من نتائج المصل". لكن الرد جاء سريعا من وزارة الطيران التي نفت ما تردد عن تعليق حركة الطيران بمصر، ونشرت صورا تؤكد سير الرحلات بشكل طبيعي ومنتظم لجميع الدول ومن بينها بريطانيا التي تنتشر فيها السلالة الجديدة لكورونا، والتي أوقفت معظم دول العالم الطيران معها! واليوم، تئن المستشفيات تحت نقص الخدمات ليس فقط لانعدام أجهزة التنفس الصناعي، بل أيضا بسبب أزمة نقص أنابيب الأكسجين؛ فقد ظهر مصريون يتبنون تزويد المستشفيات بوحدات الأكسجين وآخرون تبرعوا بثمن الأجهزة لمستشفيات الحميات المنوطة بالعزل، كما رصد مراقبون تبرع المواطنين بنحو 30 أسطوانة أكسجين لمستشفى الشهداء بالمنوفية؛ دعمًا لاحتياجاتها الطبية في ظل كورونا، بعد أزمة نقص حاد تضرر منها المرضى، ولم تبال بها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب.
قرارات فشنك
وأعلنت حكومة الانقلاب إغلاق مراكز الأفراح والدروس الخصوصية إلى جانب حظر إقامة سرادقات العزاء وغيرها مما يماثلها من تجمعات تعمل على زيادة انتشار العدوى في الأماكن المختلفة، وتقليل الأعداد في المؤسسات بما يتناسب مع إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد، وفرض ارتداء الكمامات على المترددين على المنشآت العامة ومترو الأنفاق والقطارات وغيرها من مؤسسات الدولة المختلفة. لكن الواقع أن الأسواق تعمل بكفاءة في الكثافة والتكدس، والكمامة موجودة من بابا الاحتياط (لزوم الكمين) والمقاهي تستقبل زبائنها حتى العاشرة مساء موعد مرور بلديات الأحياء والمدن والمراكز، ويبدو أن كورونا يرفض إصابة المصريين قبل مرور البلدية!
تحذيرات دولية من السفر لمصر
وأمام الأرقام الهشة التي تعلنها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب كل يوم، والنفي المستمر لوجود إصابات بالسلالة الجددة؛ فإن الخارجية الألمانية عممت تحذيرات لمواطنيها في بيان رسمي يحذر من السفر غير الضرروي إلى مصر باعتبارها مصفنة كمنطقة خطرة في تفشي الوباء. وأمام هذه الحقائق الصادمة، لا تزال حكومة الانقلاب تكابر ولم تتخذ قرارات جادة تتناسب مع حجم الكارثة، وتحرك نيابة عن أجهزة الدولة قطعان الذباب الإلكتروني الذين تشرف عليهم أجهزة مخابرات السيسي، والذين راحوا يهاجمون الحكومة الألمانية بسبب تحذيراتها من السفر لمصر!
واكتفت وزارة الصحة في مواجهة الانتشار الواسع للعدوى، بعدة قرارات إدارية تتعلق بالطواقم الطبية، فقد جرى وقف كافة الإجازات للأطقم الطبية، مع إلزام القطاعات المختلفة برفع درجة الاستعداد لمواجهة آثار موجة كورونا الثانية على مصر. وذلك جاء بعد أن أيد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض «cdc»، قرار الحكومة الالمانية ورفع تصنيف مصر من حيث الوضع الوبائي لانتشار فيروس كورونا للمستوي الرابع «الأعلى خطورة»، ويحذر من خطورة السفر إلى مصر، لتجنب الإصابة بالفيروس.
اعتراف رسمي

ورسميا قال الدكتور محمد النادي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس "كورونا"، إن أرقام إصابات فيروس كورونا في مصر يصعب التكهن بها، وأنه على الأقل فإن الإصابات تتضاعف 10 مرات عن الأرقام المعلنة حاليا من قبل وزارة الصحة بحكومة الانقلاب. لأن عدد المسحات قليل! وعن الرقم (10 أضعاف المعلن رسميا)، قال النادي في مداخلة مع برنامج "كلمة أخيرة" المُذاع عبر فضائية "ON": "وبكدة نبقى مجاملين"! أي أننا نتحدث عن أدنى تقدير محتمل، متوقعا وجود السلالة الجديدة من الفيروس داخل البلاد، معلقا: "لو أجرينا دراسة جينية لفيروس كورونا قد نجد السلالة الجديدة في مصر.