كشفت انتصار زوجة سفاح مصر عبد الفتاح السيسي، أن فرعون مصر الجديد يفضل طواجن الخضار وخصوصا البامية. تصريحات "انتصار"، في لقاء مع الممثلة إسعاد يونس على قناة(dmc) التي يملكها جهاز المخابرات العامة، دفعت بعض النشطاء إلى التهكم، متوقعين أن يتم تأميم "مطاعم البرنس" من أجل أن يحظى زعيم الانقلاب بأكبر قدر من طواجن البامية؛ وذلك بناء على هوس رئيس الانقلاب بالسيطرة على كل شيء. وقال آخر: "ربما بات على ملاك مطاعم "البرنس"و"أم حسن" و"صبحي كابر"، أن يودعوا مطاعمهم ذائعة الصيت".
وشنت أجهزة السيسي الأمنية مؤخرا حملة اعتقالات طالت عددا من رجال الأعمال الناجحين، فقد جرى اعتقال صفوان ثابت، صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة "جهينة". وسيد رجب السويركي، صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" لتجارة الملابس الجاهزة. ومحمد رجب، صاحب سلسلة أسواق "أولاد رجب" لتجارة المواد الغذائية. ومعروف عن رجال الأعمال هؤلاء أنهم أيدوا السيسي طائعين أو مكرهين، وتبرع صفوان ثابت لصندوق السيسي "تحيا مصر" بـ50 مليون جنيه قبل سنوات. كما تبرع "السويركي" بـ10 ملايين جنيه للصندوق بعد أن جرى اعتقاله مؤخرا بتهمة الإرهاب وتمويل تنظيم إرهابي!
ابتزاز رجال الأعمال
حملة الاعتقالات الأخيرة ربطها البعض باعتقال رجل الأعمال صلاح دياب، مالك المصري اليوم، في بداية سبتمبر الماضي، متهمين عصابة العسكر بابتزاز رجال الأعمال لدعم صندوق "تحيا مصر"، وكذلك السيطرة على مفاصل الاقتصاد.
من جانبه، قال الخبير المصري بمجال الإدارة والتخطيط، الدكتور هاني سليمان: "في عام 2014، اجتمع السيسي، برجال الأعمال الكبار وبينهم صفوان ثابت، ودار الحديث حول تأميم بعض شركات القطاع الخاص، لكن السيسي نفى هذا التوجه، وألمح بأن على رجال الأعمال التبرع لصندوق "تحيا مصر"، وفي تهديد ضمني بموضوع التأميم". وأضاف أن"أكثر رجال الأعمال تبرعوا بمبالغ كبيرة للصندوق، وقدم صفوان ثابت 50 مليون جنيه، ولكن يبدو أن السيسي توقع منه أكثر، وجرت مفاوضات مع ثابت لإقناعه أو إجباره على التبرع بمبلغ أكبر، ولكن يبدو أنه رفض، فتم الحجز على أمواله عام 2015، واليوم يتم اعتقاله مع السويركي، وقبلهما صلاح دياب، وغيرهم".
وأشار سليمان إلى أن "نجيب ساويرس صرح مرة بأنه لا يمكن لأحد أن يجبره على التبرع، ولكن يبدوأنه تلقى تهديدا صريحا، فعاد واستسلم للأوامر".
وفي تقديره للموقف، يرى السياسي المصري حاتم أبو زيد، أن "السلطات تريد تدمير أي حركة اقتصادية بمصر، لتصبح خربة تماما، ولكي ينفرد الجنرالات بالسوق الاقتصادي بمجالات الألبان وغيرها". مضيفاً: "بالإضافة لما يتداول حول كونها عملية ابتزاز لأصحاب الأموال، للاستيلاء على جزء منها لاستكمال العاصمة الإدارية، وخاصة بعد توقف تمويلات الخليج"، لافتا إلى أنه"لم تعد هناك قروض ترجى من البنك الدولي".
عبد الناصر وفوزي
سُعار السفاح السيسي وولعه بنهب أموال الموسرين هى سياسة اتبعها أبو الانقلابات العسكرية الدكتاتور جمال عبد الناصر مع خصومه، ولعل قصة عبدالناصر مع الفنان والمطرب محمد فوزي خير مثال على ذلك؛ حيث تمر هذه الأيام ذكرى وفاة "فوزي" مقهورا من قمع العسكر وإجرامهم. تقول الناشطة سناء ونيس: "رفض فنان سبق عصره بسنوات التطبيل لجمال عبد الناصر، فكان جزاؤه الاستيلاء على شركته وفيلته، وفوجئ باحتلال مكتبه ووضع المكتب الخاص به في حجرة الفراش وتحديد مرتب صغير (من ماله)؛ فحزن حتي مرض ومات مقهورا، لكنه لم يتنازل لآخر لحظة في عمره مثل الآخرين. رحم الله العبقري الجميل محمد فوزي".
وتعرض فوزي للاضطھاد في عھد عبدالناصر، حیث تعمد الدكتاتور الانتقام من محمد فوزي لا لجريمة فعلها ولكن للصداقة التي جمعته باللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة والذي كان يؤمن بضرورة عودة الجيش إلى ثكناته وإقامة نظام ديمقراطي تعددي على عكس عبدالناصر الذي يعد الأب الروحي للنظم العسكرية القمعية في العلام العربي كله.
فأثناء الفترة التي تلت انقلاب 23 يوليو 1952م، ألقى فوزي بثقله خلف اللواء محمد نجيب، وعندا تصاعد الصراع على السلطة سنة 1954م، بين نجيب وعبدالناصر، لم یدرك فوزي موازيين القوى بشكل واضح؛ الأمر الذي أدى إلى تصنيفه من جانب عبدالناصر كأحد الداعمين لمنافسيه على السلطة. يقول الناشط فتحي سلامة :" اللى فى الصورة دة الملحن والمغنى محمد فوزى، الفنان دة رفض يطبل ويزمر ويغنى لعبد الناصر زي عبد الحليم وأم كلثوم وغيرهم، كان فنان مخلص للفن؛ بس علشان كدة عبد الناصرأمم شركتة وشغله فيها موظف بـ 100 جنية فى الشهر، ومنع ظهوره فى وسائل الإعلام، ومات مقهورا". ولأنه لم یدرك المشھد، أو ربما لم یكن یعبأ، فإنه ظل على تأییده للواء نجیب، كما نشأت علاقة متینة بینھما بسبب اقتناع فوزي بالعھد الجدید ورموزه والالتحام بالمشاریع الوطنیة الأولى التى نادى بھا ودعمھا نجیب، ورغم أن فوزي لم یكن حتى من ھواة الحدیث فى السیاسة، إلا أنه لم یتخلف مرة عن اللقاءات التي كان یجریھا اللواء محمد نجیب مع رجال الفن. في عام 1961 مارس الانقلابي عبدالناصر تضییقا واضحا على فوزي، وأحد أھم مظاھر ھذا "التضییق" ھو فرض الحراسة على موزع أفلامه الوحید في الداخل وھي شركته الإنتاجیة بمقریھا في القاھرة والإسكندریة، وكانت ھذه سابقة لم تعرفھا الحیاة الفنیة في مصر من قبل أو من بعد، وأدى ذلك إلى غل یدي محمد فوزي داخلیا وخارجیا في تمویل وتوزیع أفلامه بخلاف المبالغ المالیة التي كان قد تكبدھا في التجھیز لھذه الأفلام.
كما استولت عصابة الانقلاب التي قادها عبد الناصر وسبق بها السفاح السيسي على شركة مصر فون لصاحبھا محمد فوزي، ولم تفعل ذلك مع شركة صوت الفن لصاحبیھا عبد الوھاب وعبد الحلیم حافظ لتبقى صوت الفن وحدھا تقریبا بلا منافس في سوق الإنتاج الغنائي بعد أن أجبر المشاغب الأول محمد فوزي على الانسحاب من الساحة.
ولم تقف ملاحقة فوزي عند ھذا الحد، بل امتدت إلى الطعن في فنه، وكان ذلك عن طریق إثارة حالة من الكراھیة بین السینمائیین تجاه فوزي لدرجة بلغت التقلیل من موھبته والتحریض عليه، وعلى الرغم من علاقة فوزي القویة بنجیب، فإنه لم یتوقف عن الغناء لحركة 23 يوليو بعد عزل نجیب، كما تغنى بالاشتراكیة والعدالة وحقوق العمال.
وتزعم فوزي أثناء رئاسته لجمعیة المؤلفین والملحنین، حملة لجمع التبرعات من جانب أعضاء الجمعیة لصالح إعادة إعمار مدینة بور سعید بعد العدوان الثلاثي سنة 1956، وقام مع وفد الجمعیة بتسلیم الانقلابي عبد الناصر شخصیا ھذه التبرعات في اللقاء الوحید تقریبا الذى جمعه بـ عبدالناصر، دون أن یتوقف عن المشاركة بالغناء في الحفلات العامة التي ترتبط بمناسبات رسمیة. وقالت زوجته كریمة في مقابلة صحفیة، إنه بعد التأمیم لم یعد فوزي ھو ذلك الرجل الذي تعرفه، فقد دخل فى حالة اكتئاب دائم حتى وإن حاولت روحه المرحة التغلب على ذلك الاكتئاب، وبدأ ینعكس ھذا على حالته الصحیة وشھیته للطعام، ومن ثم دخوله فى دوامة السرطان، وتوفي الفنان ذو الشعبیة الكبیرة عن عمر 48 عاما، وشارك عشرات الألوف في جنازته.