خبراء: زيارة وفد الانقلاب لليبيا نتيجة التغيرات في المشهد الدولي والإقليمي

- ‎فيأخبار

 

الإعلان عن عودة العلاقات الرسمية بين حكومة الانقلاب وحكومة الوفاق الوطنية الليبية المعترف بها دوليا وتحديد موعد لتبادل البعثات الدبلوماسية بينهما جاء بعد زيارة وفد عسكري رفيع من المخابرات والدفاع والخارجية إلى طرابلس للمرة الأولى منذ عام 2014 تعهد خلالها، بحسب تسريبات صحفية، بعدم السماح بعودة الحرب من جديد في الأراضي الليبية.
مفارقة أمنية أمام صانع القرار في نظام الانقلاب يمثلها الصراع الدائر في ليبيا في حين أن أفضل حل على المدى الطويل لمصر سيكون دولة قوية مستقرة في ليبيا من أجل حماية الحدود وزيادة حجم التبادل التجاري، فإن نظام الانقلاب ظل يدعم أطرافا محددة في شرق ليبيا ما يؤدي بالتبعية إلى وضع العراقيل أمام تشكل الدولة الليبية.
زيارة أمنية
وقال محمود الرملي،  الخبير الليبي في الشؤون السياسية والقانونية، إنه من السابق لأوانه القول بعودة العلاقات بين الانقلاب العسكري وحكومة الوفاق الليبية، مضيفا أن الجميع يدرك أن نظام السيسي انقلابي ولا أمان له وأنه يحاول الارتماء في أحضان الإمارات وتحقيق مصالحه.
وأضاف الرميلي، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة "مكملين"، أن الزيارة الأخيرة التي بدا واضحا توجهها الأمني أكثر من السياسي نظرا لأن رئيس الوفد هو نائب رئيس المخابرات، لافتا إلى أن القطيعة كانت من جانب المصريين، مشددا على أنه لا يمكن الوثوق في نظام الانقلاب العسكري لأنه يمثل جزءا من المشهد الذي يرسم لليبيا سياسيا واقتصاديا وأمنيا وهو نظام انقلابي لا يؤمن بربيع الثورات العربية وانقلب على نظام ديمقراطي مدني.
وأوضح أن نظام الانقلاب قتل الآلاف من الليبيين بسلاحه الذي ساعد به اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما زود المتمردين بالسلاح واحتضن عددا منهم في القاهرة لاستخدامهم للتنغيص على الدولة الليبية، مضيفا أن الانقلاب العسكري أدرك أخيرا عجزه عن مواجهة تركيا لأن وجودها باتفاقية شرعية مودعة لدى الأمم المتحدة، بينما الدول التي استدعاها حفتر متطفلة وتدعم متمردين كما أنه يخشى من غضبة الإدارة الأمريكية الجديدة. 
إعادة ترتيب أوراق
صلاح البكوش، المحلل السياسي الليبي، أشار إلى أن نظام الانقلاب تعامل مع القضية الليبية منذ استيلاء السيسي على السلطة كقضية أمينة بحتة، والملف الليبي بالكامل ليس في وزارة الخارجية ولكنه في يد المخابرات.
وأضاف، في نفس البرنامج، أن زيارة الوفد العسكري المصري كانت بهدف مناقشة الأوضاع الأمنية، موضحا أن تواصل نظام الانقلاب مع حكومة الوفاق جزء من إعادة ترتيب أوراقه بسبب التغيرات التي حدثت في المشهد الدولي والإقليمي.
وأ شار البكوش إلى إدانات الاتحاد الأوروبي لأوضاع حقوق الإنسان في مصر ومطالبته الأعضاء باتخاذ مواقف جادة تجاه نظام السيسي، كما تطرق إلى إدانات الإدارة الأمريكية الجديدة لملف حقوق الإنسان في مصر، كما أن الانقلاب متخوف من سيطرة روسيا على القرار في شرق ليبيا على حساب حكومة السيسي وهو ما دفع رئيس المخابرات المصرية لزيارة حفتر ومطالبته بتخفيف الهجوم على عقيلة صالح وتحذيره من القيام بأي مغامرة في ليبيا.    
تحقيق أكبر مكاسب
بدوره رأى د. عبدالموجود الدرديري، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" أن العلاقة بين الشعبين المصري والليبي إستراتيجية ومهمة للغاية، لكن نظام الانقلاب للأسف الشديد استعدى الشعب الليبي بتحركاته في 2014 لدعم المنقلب خليفة حفتر لإجهاض العملية الديمقراطية التي جاءت بعد الربيع العربي. مضيفا أن حكومة الوفاق لديها تخوف من أن نظام الانقلاب ربما مضطر للتقارب بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا والتغيرات الإقليمية والدولية وأنه يسعى لتحقيق أكبر مكاسب خلال هذه الظروف. 
وأوضح الدرديري، أنه من الأهمية بمكان أن يسعى الشعب الليبي بالتعاون مع حكومة الوفاق لحرمان خليفة حفتر من أي دور أساسي في العملية السياسية الليبية وأن يسعوا خلف مشروعهم الديمقراطي الذي ضحوا من أجله بآلاف الشهداء وأن لا يسمحوا للثورة المضادة أن توقف ثورتهم وتجربتهم الديمقراطية .    
  
https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/141909711030521