ارتفعت وتيرة التباين في ما يعلن من إصابات وشهداء كورونا التي يلمسها المصريون في الواقع وما يتم الإعلان عنه في الصفحات الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي وبين البيانات الرسمية لوزارة الصحة بحكومة الانقلاب؛ فخلال الـ24 ساعة الماضية فقط اشتشهد ١٢ طبيبا متأثرين بفيروس كورونا، بينهم ٣ أعضاء بهيئة التدريس بجامعة عين شمس.
وخلال 3 ساعات فقط، نعت نقابة الأطباء استشارية الباطنة بالإسكندرية الدكتورة إيمان أحمد عبدالرحمن واستشاري أمراض النساء والتوليد بأسوان عبدالفتاح سليم واستشاري الأنف والأذن بمستشفى المنيرة أحمد أبوالنجا، إثر وفاتهم بفيروس كورونا. وبتلك الأعداد وصلت أعداد وفيات الأطباء، وفق بيانات النقابة، إلى أكثر من 300 من أعضائها بسبب فيروس كورونا منذ بداية الأزمة.
ووسط موجة الكذب التي يعتمدها السيسي وحكومته، هاجر فعليا ٧ آلاف طبيب من مصر بعد الموجة الأولى للفيروس كورونا، بحسب المركز المصري للدراسات الاقتصادية (ECES).
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء الأطباء الذين توفوا خلال آخر ٢٤ ساعة وهم: الدكتور فيصل يوسف أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية طب عين شمس، الدكتورة هالة محمود أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بطب عين شمس، الدكتورة منى على عبد الواحد مدرس الأشعة التشخيصية بكلية طب عين شمس، الدكتورة ماجده حمدي استشاري ورئيس قسم الباطنة بمستشفى أم المصريين سابقا، الدكتور محمد نجيب سعد حسنين عمر استشاري أمراض المسالك البولية بالفيوم، الدكتور أحمد الرفاعي أخصائي طب الأطفال بالمحمودية بالبحيرة، الدكتورة إيمان أحمد عبد الرحمن استشاري الباطنة بمستشفي مبرة فلمنج بالإسكندرية، الدكتور عبد الفتاح سليم استشارى النساء والتوليد بأسوان، الدكتور أحمد عبدالحميد محمد حسانين طبيب الباطنة بمستشفي الخازندارة العام، الدكتور إبراهيم ياسين إبراهيم سلام استشارى جراحة التجميل والحروق، الدكتور عيد المرسي فودة استشاري العظام بالدقهلية، بالإضافة إلى الدكتورة داليا محمد عوني أخصائية النساء والتوليد بمستشفي كفر الشيخ.
هل يجدي الإنفاق الإضافي؟
وتعهدت حكومة الانقلاب، في بداية أزمة كورونا، بتوجيه إنفاق إضافي، قدره 100 مليار جنيه، بحسب تصريحات أدلى بها السيسي لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، قال تقرير الصندوق إن ما تم إنفاقه خلال العام المالي الماضي كان أقل من 48 مليار جنيه، من أصل 109 مليار جنيه أنفقتها الحكومة منذ ظهور «كورونا» في مصر، وحتى أكتوبر الماضي.
بيانات وزارة المالية بحكومة الانقلاب كشفت عن توجيه 12.5% من الإنفاق الحكومي فقط نحو (13.698 مليار جنيه) على الرعاية الصحية، مقابل 34% (37.1 مليار جنيه) للإنفاق المتعلق بمساندة الأسر، وما يزيد على 53% من إجمالي الإنفاق لمختلف الجوانب المتعلقة بمساندة الشركات والقطاع الخاص، بقيمة 58.765 مليار جنيه.
وفي تفصيل الإنفاق الموجه لقطاع الصحة، حددت حكومة الانقلاب أقل من أربعة مليارات جنيه لمختلف النفقات المتعلقة بالعمالة والتوظيف في القطاع الطبي، فيما كان نصيب الإنفاق على المعدات والسلع والنفقات التشغيلية نحو 9 مليارات فقط!
إهمال طال الأطباء
ونشر ناشطون العديد من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي يكشفون فيها بالفيديوهات والصور إهمال الانقلاب وحكومته صحة المرضى.
https://twitter.com/1_s_herif/status/1348794896887537665
وبدا أن الانقلاب الذي يسارع إلى استلام الدعم الدولاري من المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي وغيرهما يعول على الأهالي في سد الفجوة الهائلة بين الواقع شديد السواد والصورة الوردية التي دابت حكومة الانقلاب على ترديدها والأذرع التابعة في الإعلام ومن خلال المخابرات.
ومن أبرز هذه الأمثلة لجهود الأهالي إنقاذ أهالي ههيا مرضى كورونا في مستشفى ههيا المركزي بجهود ذاتية بعد تعطل خزان الأكسجين بالمستشفى.
https://twitter.com/HOSSAMSHORBAGY/status/1347937817989681152
وكتبت أمين عام نقابة الأطباء السابقة، الدكتورة منى مينا أن الأعداد التي تعلن بشكل رسمي كاذبة، لافتة إلى "تقرير BBC الذي كشف أن الوفيات الزائدة في 3 شهور فقط "مايو و يونيو و يوليو، 60 ألف وفاة؛ بما يعني أنها تساوي تقريبا كل وفيات دول مثل إنجلترا وإيطاليا طوال فترة الوباء. وهذه من أكتر الدول تضررا من الوباء. مضيفة أن في مصر لا أحد يحلل أو يحصر أعداد المصابين والوفيات.
الوضع خطير
وأضافت على فيسبوك: "لازم يكون في اعتراف حقيقي بخطورة الوضع وتشديد الإجراءات الاحترازية وتطبق بجد.. الكمامة مش زي البطاقة الشخصية بنفتش على وجودها مع المواطن.. الكمامة لازم تبقى على الفم والأنف.. ولازم يتم إغلاق الأماكن المغلقة المزدحمة زي السينمات والمولات.. واستمرار أي نوع من القوافل الطبية حاليا شئ خارج نطاق المنطق".
وأضافت أن "الكلام بتاع نلفف الأطباء على مرضى العزل المنزلي ده كلام ضد كل معايير مكافحة العدوى.. وكلام خطير جدا.. حتى لو اتنفذ أسبوع واحد قبل وضوح فشله وإلغائه هيكون زود "الطين مبلة" على رأي المثل.. يا ريت نتراجع عن الغلط.. الدنيا مش ناقصة إطلاقا".
وفي تلميح إلى مستشفيات القوات المسلحة الميدانية التي لم تفتح للشعب قالت : "ده وقت فتح المستشفيات الميدانية اللي شفناها في التليفزيون.. الوضع محتاج جدا.. أمال عملناها ليه"؟
وعن غياب الشفافية بشأن لقاح كورونا الصيني الذي ستوزعه وزارة صحة الانقلاب على غالبية المصريين أضافت الدكتورة منى مينا: "أعلنوا عن نوع الفاكسين الموجود.. واعلنوا كلام علمي شفاف عنه لطمأنة الناس.. وطبعا وفروه بجد أولا.. مش اللي يدخل على الموقع يقول له "التسجيل في وقت لاحق".