احتفاء “ترامب” والثورة العربية المضادة بتصنيف “حسم” وتجاهل أحداث الكونجرس

- ‎فيتقارير

تلقف إعلام الثورة المضادة في الدول العربية "زفرة النهاية" لإدارة دونالد ترامب التي صنف فيها ما يطلق عليه "حركة "حسم" بالإرهاب؛ فيما يهتم العالم بما يدور حول الكونجرس ومدى قدرة أمريكا على النفاذ إلى ما بعد مرحلة ترامب بسلام وبأقل الخسائر، وجاء التصنيف الأمريكي ليتوافق مع اتهامات أمن الانقلاب بمصر ضمن قضية هزلية تم نسجها بمقر "لا ظوغلي" خلال حفلات تعذيب موسعة لنزع اعترافات بالإرهاب لشباب مورست ضدهم أشد أنواع التعذيب قسوة وإجراما. وهو ما كشف عن جانب منها الشاب محمود الأحمدي الذي تم إعدامه مع رفاقه بتهمة ملفقة بقتل النائب العام "هشام بركات"؛ حيث استعرض تفاصيل حفلات التعذيب و"الكهربا" التي مورست ضدهم لانتزاع الاعترافات الملفقة.  

افتتاحية الخليج

صحيفة "الخليج" الإماراتية خصصت افتتاحيتها أمس الإثنين 18 يناير، لتربط بين جماعة الإخوان وحركة "حسم" رغم أن عنوان الافتتاحية (ما الفرق بين «الإخوان» و«حسم»؟) واستعانت الصحيفة بسجل "حسم" من خلال بيانات المكتب الصحفي بوزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بمصر. 

وزعمت الجريدة الإماراتية أن الحركة تأسست مطلع 2016، وكان أول ظهور لها في مايو 2016، بعد ثلاث سنوات من الانقلاب. مدعية أنها "أعلنت يومها مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي الديار المصرية السابق، الدكتور علي جمعة"، رغم أن البيان ظهر على صفحة الحركة على "فيسبوك" بعد سيطرة أمنية عليه، ما يثبت أن العملية بالكامل أشبه بحادث "منشية عبدالناصر" الذي سيق بموجبه الإخوان إلى المعتقلات الناصرية وأعواد المشانق.

وادعت الصحيفة أن "عمليات الحركة طالت عددا من القضاة الذين شاركوا في محاكمة قادة الإخوان، ومن بينهم محمود مرسي، إضافة إلى عدد من ضباط الشرطة، ونقاط التفتيش الأمنية، وتفجير في سفارة ميانمار".

وزعمت الصحيفة أن "أخطرها …الذي وقع في أول آغسطس 2019، أمام مستشفى معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا وإصابة آخرين".

معهد الأورام

وعقب وقوع حادث معهد الأورام المبهم، سارع عبد الفتاح السيسي إلى الكتابة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "أتقدم بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الجبان فى محيط منطقة قصر العيني، مساء الأمس، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

وفي محاولة لاستباق التحقيقات وإضفاء دوافع سياسية على الحادث قال: "نؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره، متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم".

ولم تكذب داخلية الانقلاب الخبر؛ فأصدرت بيانا زعمت فيه أنه "فى إطار فحص حادث انفجار إحدى السيارات بمنطقة شارع قصر العيني أمام معهد الأورام، والذى تبيّن من الفحص المبدئي أنه نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكي بثلاث سيارات، وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه. وأنه بعد إجراءات الفحص والتحري وجمع المعلومات، توصلت إلى تحديد السيارة المتسببة فى الحادث وتحديد خط سيرها، حيث تبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر". 

وادعت أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات، وقد أدى حدوث التصادم إلى انفجارها. كما تشير التقديرات إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها فى تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية، وأنها توصلت وفق التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقوف حركة "حسم" وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعدادا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها"!

 

تناقض واضح 

ويرى مراقبون أنه رغم إشادة الافتتاحية بالقرار الي اتخذته إدارة ترامب بشأن "حسم" ومن تتهمهم بالفرار إلى تركيا على ذمة الاتهام بالانتماء لها، إلا أنها لم تسأل نفسها عما كان يمنع امريكا من أن تكون الخطوة الأمريكية مباشرة تجاه الإخوان.

إلا أنها اعترفت أن "الإدارة الأمريكية أرادت أن تميز بين جماعة الإخوان، و«حسم»"، زاعمة أنهما يشكلان "جسما إرهابيا واحدا". وقالت إن "محاولات جرت في الكونجرس قبل عامين لإدراج «جماعة الإخوان» في قائمة الإرهاب، لكن المحاولة لم تبصر النور".

واعترفت مجددا أن "الدولة الأمريكية العميقة لا تزال ترى في جماعة الإخوان «قوة إسلامية معتدلة»، كما تروج لنفسها في الدول الغربية".

ورصد المراقبون التناقض الشديد في الافتتاحية الإماراتية، التي زعمت أن "لطالما راهن «الإخوان» على الفوضى كسبيل لتحريك المشهد تجاه تحقيق طموحاتهم، وأهدافهم، وهم في سبيل الوصول إلى هذا الهدف يلملمون أشتاتهم لعلهم يستعيدون بعض قوتهم، خصوصا أنهم يجدون في تركيا ملاذهم الحصين الذي يوفر لهم ما يحتاجون إليه من مال، وإعلام، ومأوى، وتواصل مع العالم الخارجي"، في نفس الوقت الذي تداولت المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي بالإمارات أنباء عن خطوات جادة وزيارات إماراتية رسمية لتطبيع العلاقات مع تركيا التي اتهمها المقال بأنها راعية للإخوان"!