في ذكرى انتفاضة الخبز.. هل تتجدد مظاهرات الفقراء بعد رفع الأسعار وزيادة الفقر و”القطار السريع”؟

- ‎فيسوشيال

حين قرر الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977 رفع الأسعار بنسبة قليلة خرج المصريون إلى الشوارع رافضين للقرار في مظاهرات حاشدة أطلق عليها الناس "انتفاضة الخبز"، فيما وصفها السادات بأنها "انتفاضة الحرامية" وجرت أحداثها يومي 18 و 19 يناير في عدة مدن مصرية رفضا لمشروع ميزانية يرفع أسعار العديد من المواد الأساسية.

هل تتكرر؟
وفي الوقت الذي يستبعد فيه اقتصاديون وباحثون في العلوم السياسية تكرار سيناريو يناير 1977 تكشف المؤشرات اقترابها بشدة، بعد قيام حكومة الانقلاب باتخاذ إجراءات إصلاحية وصفت بأنها "مؤلمة"، شملت هذه القرارات رفع أسعار الخبز والسكر والشاي والأرز والبنزين وعدد كبير من السلع الأساسية. في إطار اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي. واعتبر مراقبون أن احتمال حدوث احتجاجات غاضبة من الشعب ضد القرارات التي تمس معيشتهم يظل أمرا وارد الحدوث.
وردد المتظاهرون حينئذ هتافات اشتهرت بعد ذلك منها: "هما بياكلوا حمام وفراخ واحنا الجوع دوخنا وداخ"، و"هما بيلبسوا آخر موضة واحنا بنسكن عشرة في أوضة"، و"سيد مرعي يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه"، و"يا سادات ليه معلش.. كيلو اللحمة بستين قرش".
وبالنظر إلى الحد الأدنى للأجور حاليا في مصر نجد أنه 1200 جنيه، ولا يتم تطبيقه على كافة العاملين بالدولة، وما بدأ العمل به منذ عام 2014. إضافة إلى ذلك فهناك أكثر من 11,8 مليون مواطن ينفقون شهريا أقل من 333 جنيها وفقا لمعلومات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، التي أشارت أيضا إلى أن 27,8% من السكان في مصر فقراء، لا يستطيعون الوفاء بمتطلباتهم الأساسية، وتعد هي النسبة الأعلى للفقر منذ عام 2000.

إيكونوميست: ثورة قادمة
فى المقابل، رأت مجلة "الإيكونوميست" فى تقرير سابق لها ، أن المنقلب السيسى يخرب مصر ويزيد من القمع وعدم الكفاءة ما يدفعان إلى انتفاضة قادمة". مؤكدة أن الضغوط الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية داخل مصر تتزايد بلا هوادة، ولا يستطيع السيسي أن يوفر لمصر استقرارا مستداما، كما يحتاج النظام السياسي إلى إعادة انفتاح.
واليوم ومع مرور 44 عاما على أحداث يناير ١٩٧٧ وانتفاضة المصرين ضد الغلاء والقهر والظلم، يعود قائد الانقلاب بقرارات مماثلة لكنها أكثر وحشية وغلظة على فقراء الوطن.
ويبقى السؤال قائما.: "هل من الممكن أن تشهد مصر ثورة شعبية عارمة ربما يصفها البعض بثورة الفقراء أو ثورة الجياع إذا ما قررت حكومة الانقلاب رفع الدعم عنهم؟!