مؤتمر “التحالف” في ذكراها العاشرة: ثورة يناير لن تموت والاصطفاف حتمي للتخلص من حكم العسكر

- ‎فيتقارير

نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية مؤتمرا صحفيا بعنوان "عشر سنوات.. 25 يناير لن تموت"، أكد المشاركون فيه أن أرواح الشهداء وأنات المصابين والحالمين بالتغيير ما زالت نصب أعينهم لتحقيق الديمقراطية التي انقلب عليها العسكر. وقال البيان الختامي للمؤتمر: "الآن استبان لكل المصريين أن بقاء السيسي في منصبه يمثل الخطر الكبر والبلاء الأعظم على حاضر مصر ومستقبلها يمثل الموت الذي لا يبقى ولا يذر وعليه فإن السعي لإزالته يعد واجبا شرعيا ووطنيا عاما يمارسه المصريون بكافة أطيافهم مستعملين كافة الوسائل المشروعة كما يعتبر السكوت عنه أبشع جريمة تمارس في حق الوكن وفي حق الجيل الحالي والأجيال المقبلة".

وأضاف البيان أن رؤية التحالف الوطني للمرحلة المقبلة تتلخص في العمل على محورين أساسيين تنبثق عنهما مشاريع عمل تختلف في صورها وأشكالها وتتفق في المنطلقات والغايات.

المحور الأول: هو ضرورة توحد القوى المصرية المناهضة للانقلاب العسكري والتواقة إلى الحرية والعيش الكريم في مواجهة الاحتلال بالوكالة الذي يمارسه العسكر بقيادة عبدالفتاح السيسي ويكون ذلك ضمن ميثاق شرف وأمانة يحكم تصرفات الجميع .

شارك في المؤتمر عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مدحت الحداد، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية الدكتور عطية عدلان، والإعلامي محمد جمال هلال ممثلا عن "مؤسسة مرسي للديمقراطية"، والدكتور عمرو عادل رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، والمهندس محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة.

تنسيق الجهود

المحور الثاني: تنسيق الجهود لتصب في اتجاه تنضيج الوعي والغضب والحالة الثورية لدى كافة شرائح الشعب المصري، والتحالف إذ يدعوا الجميع للتوحد ضد السيسي وعصابة العسكر يرجوا أن تتآلف القلوب وتخلص النوايا ويرتفع الجميع فوق المصالح الشخصية وينصح بعدم التوسع في وضع الشروط والمحددات ولنستعض عنها بتأقيت عقد التحالف المشترك إلى حين انتصار الثورة وتحقيقها لأهدافها وعندئذ يرد الأمر للأمة لتقول كلمتها وللشعب ليقرر مصيره وتعود الأحزاب والمكونات جميعها إلى قواعدها وتنزل إلى ميدان التنافس الشريف في ساحة نقية الحكم فيها للشعب فهذه المرحلة ليست بناء للدولة ولا تحديدا لملامح الحكم والسلطة وإنما هي ثورة على الظلم والطغيان واستردادا للمثار الثوري وعودة بالجميع إلى الإرادة الشعبية التي تملك وحدها الحق في تحديد وجهة البلاد.

وقال المهندس مدحت الحداد عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن ثورة 25 يناير رفعت وعي الشعب المصري بل والمنطقة كلها إلى عنان السماء، وأدركت معها الشعوب خطورة الانقلابات العسكرية على حريتها وكرامتها ونهضتها ووحدة صفها ودور الانقلاب العسكري في مصر في تكريس الديكتاتورية والظلم بالتسلط والنهب المنظم على مقدرات الشعب المصري.

وأضاف أن الشعوب العربية أدركت أيضا أنه قد تم الفصل بينها منذ أكثر من 100 عام عبر "اتفاقية سايكس بيكو" وهذا الفصل بين هذه الشعوب ما كان ليحدث إلا عندما كانت غائبة عن الوعي واليوم هذه الشعوب استردت وعيها من خلال ثورة 25 يناير وأدركت أنها قادرة على تغيير هؤلاء الحكام المتسلطين على مقدراتها.

وأوضح أنه بفضل روح ثورة 25 يناير التي انتابت الأمة بأسرها سوف تعود هذه الشعوب إلى التآلف تحت لواء واحد لإسقاط الحدود المصطنعة بينها. وتابع "الحداد": "حلم نسعى إليه سيتحقق كما تحققت أحلامنا من قبل في قيام هذه الثورة، وإسقاط هذه الحدود أيضا والتحام الأمة بأسرها مع بعضها لتصبح أمة واحدة.

وأردف:" هذا عن المستقبل أما عن الماضي فنتذكر الآن ديكتاتور مصر الذي وقف يخاطب شعبها ويتحدث عن نواب الأمة الذين وصلوا إلى أماكنهم رغم كل محاولات التذوير التي كنا نعيشها طوال ثلاثين عاما، وهو يقول على الملأ "خليهم يتسلوا"، فقامت الثورة بعدها بأيام".

واستطرد: "أما عن الحاضر الأليم فنحن نتحدث اليوم وهوية الدولة المصرية في خطر فبخلاف جرائم الانقلاب العسكري بحق الثوار والشعب عموما عمد إلى تدمير البنية الاجتماعية بتقسيم الناس إلى فرق وطوائف وشيع وتدمير البنية الأخلاقية لتزيين الباطل والحض على الرذائل والمنكرات وتدمير البنية الاقتصادية ونشر الفساد المالي والإداري وتعميق الطبقية واستحواذ فئة قليلة على ثروات البلاد دون باقي الشعب بل وإغراق الشعب في ديون لا قبل له بها، حتى أصبح الدين الخارجي يشكل 123 مليار دولار في مارس 2020، بخلاف 23 مليار دولار أموال ساخنة قد تخرج في أي وقت، وأقول لأصحاب المنح والتبرعات والقروض إن شعب مصر لم يصله شيء من ذلك فابحثوا عن من يسدد لكم هذه الأرقام، شعب مصر ليس مسؤولا عن هذه الأرقام التي كبلت يداه بها".

وأكمل: "أيضا تدمير البنية السياسية بحل الأحزاب وتجميدها وإعلاء الصوت والرأى الواحد، هذا هو الحال اليوم فماذا نجن فاعلون؟، لا أرى بعد 7 سنوات من الانقلاب العسكري وقد تفرقت القوى الوطنية يمينا ويسارا ووصلت إلى هذه الحالة التي نعلمها جميعا، لا أرى أمامها إلا الوحدة والاتحاد من أجل تشكيل تجمع لهذه القوى الوطنية لإسقاط الانقلاب العسكري وإعادة الدولة المدنية التي أرادها الشعب في 25 يناير، فهلموا جميعا يا أصحاب القيم والمبادئ وتخافون على مقدرات هذه الشعب وتعملون من أجل قضية مصر ليل نهار توحدوا من أجل إنهاء هذا الانقلاب".

انقلاب على قيم وهوية المجتمع  

من جانبه قال الدكتور عطية عدلان، أستاذ الفقه المقارن، إن الانقلاب العسكري لم يكن انقلابا على شرعية رئيس منتخب وعلى ثورة قام بها شعب وحسب وإنما كان انقلابا على قيم المجتمع المصري وعلى هويته الثقافية والحضارية ولما لا وهو الانقلاب الذي كانت ترعاه إسرائيل ومن يدور في فلكها من صهاينة العرب لذلك لا نعجب عندما نرى السيسي قائد الانقلاب يقود بنفسه عملية تزوير وتزييف لوعي الشعب المصري بدينه وهويته الإسلامية وينادي بإلحاح شديد بما سماه كذبا التجديد وما أراد التجديد وإنما أراد التضييع والتبديد.

وأضاف عدلان: "ها هي قنوات إعلام العار تصل الليل بالنهار لتحقق للطاغية مراده ومرادها ها هي إذ تضيق على الدعاة والعلماء وتقهرهم، تفتح المجال بكل رحابة لكل زنديق يطعن في الإسلام وها هي لا تترك فرصة دون أن تنتهزها للنيل من الأزهر الشريف واتهامه بالجمود ورعاية التطرف والإرهاب وتالبه بتغيير مناهجه التعليمية والخطاب الدعوي ليس بما يحقق للعلم الشرعي انتشارا وإنما يزيده ضياعا واندثارا ناهيك عن الترويج للرذائل وخنق الفضائل وغير ذلك مما بدا واضحا للعيان".

وأشار عدلان إلى أن "التحالف الوطني إذ يتابع ذلك كله عن كثب يحذر النظام الانقلابي من غضبة الشعب المصري المسلم الذي لا يبيع دينه بدنياه والذي إن صبر على ما حل عليه من بلاء في عيشه لا يمكن أن يستسيغ البلاء في دينه وعقيدته وديعو الشعب المصري إلى الاعتصام بحبل الله المتين والتمسك بالعروة الوثقي وعدم الانجرار وراء هؤلاء الفجار".

وأردف:"وإذا كانت ثورة يناير قد قضي على الكثير من مكتسباتها فقد بقي منها مكتسب كبير لم ولن يضيع وهو عشق الحرية وسيظل هذا المكتسب طاقة مدفونة وقوة مكنونة تنتظر من يبعثها وتترقب اللحظة السانحة التي سوف تأتي ويومها لن تغني عن المجرمين فئتهم ولو كثرت لأن الله مع المؤمنين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

وأكمل:" يبقى أن أهل العلم والدعوة عليهم واجب كبير وهو أن يدخلوا مع الناس فيما دخلوا فيه من المعارضة لنظام مستبد غاشم والثورة عليه وألا يضطروا بفقه الاستكانة الذي تم توليده في دهاليز المخابرات وأجهزة الأمن فليس لهؤلاء الحكام الظلمة في أعناق المسلمين بيعة وليس لهم على الأمة سمع ولا طاعة وما هم إلا مرحلة متقدمة من مراحل الاحتلال بالوكالة فيجب على أمة وجوبا الإعداد للإطاحة بهم والثورة عليهم".

مأساة الاستبداد والإذلال

بدوره قال الدكتور عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، إن المجلس الثوري لمصري يقاوم ويساعد في مواجهة الاستبداد العسكري الموجود في مصر، معربا عن استعداد المجلس للتعاون المطق مع كل الكيانات التي لا تزال مؤمنة بالثورة وحق الشعب في تقرير مصيره بعيدا عن التربيطات السياسية.

وأضاف أن مصر تعاني من مؤساة كبرى ومن الحكم العسكري على مدى 70 عاما، الحكم الذي يرفض تماما أن يصبح الشعب المصري جزء من معادلة السلطة والقوة ولكنه يحتكر الشعب ويضعه تحت الاستبداد والإذلال لتحقيق مصالح وتربيطات صهيونية.

وأوضح انه على مدار السنوات العشر الماضية كانت كل الكيانات تحاول تقديم المساعدة والدعم للذين في الداخل والخارج وحققت بعض النجاحات، وأخفقت في ملفات، لكنها تسعى دائما لتكون صوت الشعب وضميره أمام المجتمع الدولي وأيضا صوت الشعب والحامل لراية الثورة في الداخل المصري.

وأكد أن المجتمع المصري يعاني حالة استبداد شديدة، داعيا إلى التعاون بين كل القوى الحقيقية المؤمنة بدعم الشعب المصري وبدعم الثورة المصرية وبحتمية الثورة لإنقاذ شعب مصر، وحتى يدرك الشعب المصري أن الحل الوحيد هو التكاتف والتكتل لمقاومة الاستبداد الذي لا ينتهي، مشدد على أن الحل النهائي لن يأتي إلا من داخل مصر ومن الشعب المصري.

ميلاد مصر الجديدة

من جانبه قال المهندس محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة، إن ثورة يناير كانت ميلاد مصر الجديدة وميلاد الربيع العربي، مضيفا أن ثورة الياسمين كانت شرارة الثورات لكن امتلاء ميدان التحرير بالشباب المصري الحر كان شرارة الربيع العربي.

وقال "فتحي" إنه بعد مرور 10 سنوات من الحلم والأمل قدمنا فيها لمصر الكثير من أجل الحرية والكرامة والعدالة والاستقلال ولا زلنا نقدم ولا زلنا نحرص على ذلك؛ فالشعب المصري يستحق منا ومن كل العاملين في حقل السياسية الوطنية كل تضحية في سبيل الاستقلال والنهضة والحضارة".

وأكد أن النظام العسكري ليس نظاما فاسدا ظالما قاهرا لهذا الشعب بل هو نظام يتعمد الخيانة مع سبق الإصرار والترصد، مضيفا أن قتل الأبرياء في الشوارع أو في السجون واعتقال 60 ألف مصري على مدى سنوات والتفريط في مياه النيل وغاز البحر المتوسط والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير وتهجير أهالي سيناء وهدم منازلهم وتضييع مكانة مصر وتاريخها وحضارتها ومستقبلها وانهيار مستوى التعليم والصحة وانتشار البطالة، ليس ظلما أو فسادا بل خيانة مع سبق الإصرار والترصد.

وأوضح فتحي أن السنوات العشر الماضية كان العنوان الأبرز فيها نجاحات وفشل، كان هناك نجاحات من مختلف القوى السياسية وفي مقدمتها التحالف الوطني لدعم الشرعية، وكان هناك فشل في بعض الملفات لكن هذا لا يمنعنا أن نظل في العمل والتطوير والاتحاد لتغيير هذه النتيجة".

وأشار فتحي إلى أنه في ظل غضب شعبي متزايد في الداخل وتغييرات إقليمية كبيرة في الخارج تؤثر بشكل مباشر على الانقلاب العسكري تداعت القوى السياسية إلى الاتحاد والعمل على مشروع اصطفاف لجمع كلمة التيارات المختلفة تحت قيادة موحدة في الداخل والخارج وعنوانا للتواصل بين القوى السياسية في الداخل والخارج شعبيا وحكوميا، وان يكون هذا التعاون قائما على قاعدة واحدة إسقاط النظام وإدارة مرحلة انتقالية تصل بالشعب إلى الاستقرار لتبدأ ساعتها حالة التنافسية السياسية".

وكشف فتحي أن خطوة الاصطفاف الوطني باتت قريبة جدا، استجابة للضغط الشعبي باتحاد القوى الوطنية، مضيفاأهمية وضع خارطة طريق لإسقاط الانقلاب وتحقيق الاستقرار لمصر ووضعها على أول طريق النهضة والحضارة والاستقلال، مشددا على أن مصر تحتاج إلى معركة وعي وأمل وعمل فالثورة في مصر حلم وأمل في الحرية والكرامة والعدالة والصحة والتعليم والأمن والنهضة والاستقلال والحضارة وهذا الحلم يرفض أن يموت.