بعد العقد الأول.. كشف حساب الربيع العربي برؤية “بي بي سي” و”الجارديان” و”فايننشال تايمز”

- ‎فيتقارير

اعتبر موقع "بي بي سي" أنه في ذكرى مرور 10 سنوات على خروج المصريين إلى الشوارع للإطاحة برئيسهم الأطول خدمة، حسني مبارك، تجدر الإشارة إلى أن انتفاضتهم كانت جزءا من حركة احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في العالم العربي لإنهاء الحكم الاستبدادي. وأنه رغم مغادرة مبارك للسلطة، يعتقد الكثيرون أن أحلام مصر الديمقراطية لم تتحقق بعد.

واشار الموقع، في التقرير الذي نشره تحت عنوان: "أحلام مصر بالديمقراطية ما زالت حية" إلى كم الانتقادات التي تسلطها منظمات حقوق الإنسان مرارا تجاه القيود الصارمة المفروضة على حرية التعبير في عهد عبد الفتاح السيسي، رغم ادعائه وأجهزته التنفيذية وأنصاره أنه "يحمي البلاد من الفوضى".

الخوف مستمر
وبشئ من التفصيل استعرض موقع صحيفة الجارديان "10 سنوات على ثورة الحرية المصرية" مشيرا إلى أنه في ذكرى الثورة "حاول السيسي محو كل رموز الثورة مستخدما القمع القاسي وسحق كل دعوات التغيير".
وقارن محرر التقرير إن القمع استمر طيلة 6 عقود نصفها في عهد المخلوع مبارك وعقد أخير في عهد السيسي، وقال: بعد مرور عقد، فإن مركز الثورة التي أصبحت تعرف مع غيرها من الانتفاضات العربية بـ"الربيع العربي" بات اليوم مكانا مختلفا وكذا البلد، فقد تم تغيير صورة الميدان واستبدل الإسمنت بالمساحات الخضراء فيه، ونصبت فيه مسلة متجهة للسماء. وتتحرك السيارات في الميدان بهدوء بعد خلوه من المحتجين، وأي محاولة لإثارة (أشباح ميدان التحرير) يتم قمعها بالقوة لدولة عسكرية حصنت نفسها في أعقاب الثورة.

وعود أوباما

وأشارت "الجارديان" إلى قول معاذ عبد الكريم، أحد الناشطين في الثورة عندما قرر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إدارة ظهره لمبارك الذي حكم لثلاثين عاما ووقف مع الثوريين. وقال: "أوضح المصريون أنه لا شيء مقبولا غير انتصار الديمقراطية الحقيقية". ثم جاء تحدي المؤسسة العسكرية التي وقفت مع الثوريين الذين عبروا عن مطالبهم بقوة. وقال أوباما: "قام الجيش بمهمته على نحو وطني مسؤول كحام للدولة" و"عليه التأكد من عملية انتقالية تحمل مصداقية أمام المصريين".

وعلقت "سلوى جمل" التي دعمت ثورة يناير وأجبرت على الهروب من بلدها عام 2014، على كلام أوباما قائلة: "لم يكن يعرف في حينه ولكن كلماته كانت بمثابة المرثية.. من تلك اللحظة كان الجيش يخطط للسيطرة على السلطة".

وشاركتها نانسي عقيل، الناشطة والباحثة، الرأي؛ معتبرة أن استقالة مبارك في 11 فبراير، كشفت أن الأشهر اللاحقة لم تكن أي شيء يعبر عن انتقال سلس للسلطة و"كانت أسوأ لحظة بالنسبة لي.. شاهدت الدبابات وعلمت أن الجيش سيطر على السلطة، وشاهدت أناسا يقدمون الورود للجيش وينظفون الشوارع ويمسحون الشعارات الجدارية، وكانت بداية مرحلة محو آثار الثورة". وتضيف أن الناس ظلوا طوال هذه الفترة يقولون: "لا لا الجيش معنا، ولكننا نعرفهم ونعرف أنهم كانوا يديرون الأمور".

انهيار وتغيير
وفي تعليق من خالد منصور، المدير السابق للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قال إن الكثيرين ممن دعموا الثورة سيدعمون ثورة أخرى "فقد كانت نقطة تحول"، وأضاف: "لكننا لا نتحول دائما نحو وضع مريح أو اتجاه جيد"، وتابع: "الشيء الوحيد الذي جعلهم يحافظون على السلطة هو القوة، فالتماسك الاجتماعي وإنقاذ الاقتصاد والإرهاب وتهديد الأمن القومي تساعد هذه المؤسسات على القول: نحن المعقل الأخير، وبالتالي فلا بد من تأجيل التغيير".

تحليلات "نيوزويك" و"فايننشال"
الناشط والمترجم "حسن قطامش" رصدت مجلتا "نيوزويك" و"فاينانشيال تايمز" واقع المنطقة بعد مرور 10 سنوات على انطلاق ثورات الربيع العربي، حيث حملت الوسيلتان المهمتان الثورات ما ليست مسؤولة عنه حيث عرضت "نيوزويك" ما أسمته "كشف حساب" تضمن صورة الدمار الهائل في سوريا، أما التعليق على الصورة فقالت: "في الذكرى العاشرة لثورات الربيع العربي، المواطنون ضحوا بحياتهم وأطرافهم في محاولتهم للوصول إلى مجتمع أكثر عدلا وحرية وكرامة..".
وعنونت "فاينانشيال تايمز"  عددها بـ "العِقد الضائع" واستضافت بعض الذين شاركوا في الثورات قبل 10 سنوات من مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن لاستطلاع آرائهم في التحولات الكبيرة التي حصلت، وهل تبدلت قناعاتهم وآمالهم؟
وفي رأي معد التقرير أندرو إنجلاند، محرر الشرق الأوسط بالمجلة، قال: " إذا كان العمل الذي قام به البوعزيزي أشعل شرارة الانتفاضات، فإن سقوط مبارك هو الذي شجع بالفعل المحتجين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكسر حاجز الخوف الذي دام عقودا، وعزز الاعتقاد بأن الناس يمكن أن يحدثوا فرقا".
وقال أحد المشاركين: إن "الوضع الحالي أصبح عنيفا للغاية، وتحول الحلم إلى كابوس كبير، فبعد عشر سنوات من الثورة ما زال الناس مهمشين، لا يزالون مستبعدين، ما زالوا بلا كرامة، يمكن أن تقول هذا عن أي من البلدان التي اندلعت فيها الثورات".
وفي عام 2011، كان هناك حوالي 8 ملايين شخص في المنطقة يعيشون تحت خط الفقر البالغ 1.90 دولار في اليوم.

ووفقا للبنك الدولي فبحلول عام 2018، تضخم هذا الرقم إلى 28 مليونا، في منطقة بها أعلى معدل بطالة بين الشباب في العالم، بزيادة قدرها 250 في المائة عن عام 2011 !
وأضاف التقرير أنه بعد عشر سنوات من ذلك اليوم المليء بالأمل في ميدان التحرير، وجدت دراسة استقصائية حديثة للشباب العرب أن ما يقرب من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما يفكرون في مغادرة بلادهم.
وعن الأمل في نفوس الشباب قال أحدهم: "لا يوجد معنى للهزيمة الساحقة، لا يزال هناك شباب لم يهزموا وقادرين على خوض تجرية أخرى والفوز بها.. نعم الثورة لم تنجح، لكنها خسرت معركة ولم تخسر الحرب، الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، هذا لا يعني أن الأمور ستنفجر غدا.. ولكن … في مرحلة ما ستتصدع".