بعد عقد على الثورة.. الفقر والقمع يدعمان دوافع الشعب للإطاحة بالعسكر

- ‎فيسوشيال

يتلفت المصريون بعد 10 سنوات على ثورتهم ضد حكم قام على قبضة حديدية ليكتشفوا أنه عاد أسوأ مما كان فلم يتبق في مصر غير الهواء يتنفسه المواطنون دون مقابل حتى الآن بعد أن ألهبت ظهورهم بسياط غلاء لا يرحم وأوجعتهم ظروف معيشية صعبة ولوحقوا جميعا بالضرائب والرسوم ثم حوصروا بالإزالات والتشريد وهدم البيوت.

في الجانب القاتم من الصورة يبدو الجيش المنقلب على رئيس مصر الشرعى الشهيد محمد مرسى منفردا، وقد أمسك بتلابيب اقتصاد المحروسة ولم يعد هناك مجالا أو قطاعا بعيدا عن سطوته مقررا أن يقلل اقتصاده القائم على الإتاوات لصالح اقتصاد من نوع آخر لا يعرف سوى الاحتكار وسياسة الأمر المباشر بعيدا عن دراسات الجدوى التي يعتبرها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بلا جدوى حتى باتت مؤسسات الشعب تباع بأبخس الأثمان وتحول ما تبقى من شركات الأفراد إلى مقاولين من الباطن لخدمة شركات الجيش.

أراض وثروات وخيرات ومياه وجزر وحتى تاريخ وآثار الوطن باتت جميعها مقيدة بديون ثقيلة معروضة للبيع أو التصفية مرهونة بيد الجنرالات يتقاسمونها فيما بينهم كإقطاعيات ومناطق نفوذ بشكل غير مباشر.

مشهد مأساوي يؤكد بلا شك أن الثورة قادمة لا محالة وكما فاجأ الفصل السابق العسكر فسيباغتهم الفصل الأخير المرتقب.

وقال الناشط السياسي محمد كمال إن قيادات المؤسسة العسكرية غدرت بالثورة لكنها لن تستطيع سرقة الثورة واستئصال الحلم المترسخ في دماء المصريين، مضيفا أنها استغلت فترة الهدنة عقب الثورة وحتى منتصف 2013 للانقلاب على الثورة.

وأضاف "كمال"، في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم، على قناة مكملين، أن المجلس العسكري كان أمامه خياران؛الأول الرضوخ لرغبات الجماهير في إسقاط نظام مبارك ودولة يوليو 1952، والثاني التضحية برأس النظام والتهدئة ثم الانقلاب على الثورة مرة أخرى لكنه اختار الخيار الثاني. 

وأوضح أن المجلس العسكري كان يعلم أن القوى السياسية لن تتفق فيما بينها، ولعب على الخلافات الجذرية المتراكمة منذ سنوات طوال بين القوى السياسية، وتمكن من إحداث شقاق بين الإسلاميين والعلمانيين. 

بدوره قال المهندس خالد السرتي، مؤسس مبادرة أصحاب البلد، إن الثورة لا زالت قائمة في قلوب المصريين، مضيفا أن الثورة الفرنسية نجحت بعد فترة طويلة من اندلاعها ويجب على الشعب المصري أن يدرك حقيقة واحدة وهي أن ثورة يناير أعظم إنجاز للمصريين في العصر الحديث.

وأضاف "السرتي" في حواره على نفس البرنامج، أن الثورة تحتاج إلى تخطيط وإعداد وليس شعارات، مؤكدا أن العسكر كان يحتضن كل القوى الثورية ويحميها كما كان يتحكم في المشهد السياسي من خلال الأفلام وحتى الأذرع الإعلامية التي اتضح بعد ذلك أنها من صنع المخابرات الحربية وما حدث في 25 يناير كان بموافقة العسكر وما حدث في محمد محمود ورابعة والنهضة خير دليل. 

بدوره رأى الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى شاهين، أن السياسات التقشفية التي يتخذها العسكر الآن تؤكد أن الشعب سيرث تركة ثقيلة للغاية، وإصلاحها سيكون صعبا جدا، مضيفا أن أي حكومة جديدة ستأتي في مصر ستواجه تحديات كبيرة، وأول هذه التحديات أن ما تم اتخاذه من التسعينات من سياسات خلخلة القطاع العام لم تؤت ثمارها لان القطاع الخاص فشل في القيام بالدور فضلا عن الإضرار بالمصالح الإستراتيجية لمصر.

وأضاف شاهين أن أي حكومة تأتي لإدارة مصر مستقبلا ستجد نفسها مضطرة للاعتماد على الخارج وهذا يعني عدم استقلالية القرار الوطني لمصر، مضيفا أن هناك عددا كبير من الصناعات التي كانت مصر تحتل مركزا متقدما فيها تم تصفيتها مثل الغزل والنسيج والأسمنت والحديد والصلب.

وأوضح "شاهين" أن الإصلاح الذي زعم نظام السيسي تحقيقه هو إصلاح شكلي وليس حقيقيا يرتبط بهياكل الاقتصاد الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة، بل على العكس تم تهميش الصناعات الأساسية مثل الأسمدة والإسمنت والحديد والغزل، وهو ما أشار إليه البنك الدولي في تقريره الأخير بأن حكومة الانقلاب لم تحقق زيادة تذكر في الصادرات، كما أن الاستثمارات الأجنبية والمحلية لم تزداد. 

https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/2847072608905873