المشاركون بمؤتمر”الرئيس الشهيد في قلب الثورة”: على الأحرار تحقيق حلم “مرسي” في حرية الوطن

- ‎فيتقارير

لم تكن ثورة يناير إلا أحد أبواب الحرية ودعم الشعب المصري للحصول على حريته التي اغتصبها العسكر سنوات طويلة، ثم التفوا على الثورة بعد عامين فقط ليعيدوا الحكم العسكري مرة أخرى. وكان الرئيس محمد مرسي أحد أبناء تلك الثورة المجيدة، وأحد رجال الوطن الأحرار، قدمه شعبه ليمثله ويقوده فناله من المستبدين أذى وصل إلى الاختطاف والاعتقال والقتل، بعد أن ضرب مثالا في الصبر والثبات والحرص على عدم التفريط في "شرعية الرئيس المدني" وهي أحد المكتسبات المهمة لثورة يناير.   

وفي الذكرى العاشرة لثورة يناير وثورات الربيع العربي، نظمت "مؤسسة مرسي للديمقراطية" مؤتمر "الرئيس الشهيد في قلب الثورة" مساء الخميس، شارك فيه عدد من الشخصيات الوطنية المصرية والعربية والإسلامية استعرضوا نضال الرئيس وثباته ودوره في حماية مبادىء الثورة حتى الرمق الأخير. 

المرزوقي: لابد أن نحقق حلم الشهيد

وفي افتتاح المؤتمر قال الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق والرئيس الشرفي لمؤسسة مرسي للديمقراطية": "لقد أصبح من المسلم به إذا ذكرت ثورة يناير المجيدة أن يذكر الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله، لافتا إلى أن المؤسسة بحاجة إلى كافة الجهود والدعم من الشعوب الحرة؛ خاصة وأنها أخذت على عاتقها أن تكون منهم وبهم، مضيفا أن لمؤسسة سوف تكمل هياكلها وبنائها لتكون في الذكرى الثانية لوفاة الرئيس مرسي صرحا جاهزا لتقدم العون لهذه الأمة الحرة والشعوب الثائرة بفضل الله وجهود المخلصين من أبناء كل العالم الحر.

وأوضح "المرزوقي" أن الرئيس الشهيد لا يريد لنا أن نرثيه أو نمجده أو ننتقم له؛ فهو فوق كل هذا؛ بل يريد أن نواصل نضاله بأن نعطي لاستشهاده معنى ونحقق الأحلام التي ناضل من أجلها وهي أن يرى الشعب المصري حرا تحكمه دولة قوانين ومؤسسات وأن تعود لمصر هيبتها ومكانتها في العالم أجمع وفي العالم العربي بالأخص، وأن تكون جزءا لا يتجزأ من معركة تحرير هذه الأمة من القيود التي كبلت بها منذ قرون.

وأشار الرئيس التونسي الأسبق إلى أن الرئيس الشهيد محمد مرسي أصبح رمزا وقدوة للشباب وكل أبناء هذه الأمة المكلومة، والتي ستواصل نضالها إلى أن تتحقق أحلام محمد مرسي وكل شهداء الشعب المصري والأمة، ونحن على الدرب سائرون ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

مهاتير: مرسي مات شجاعا 

بدوره قال الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق: "في ذكرى ثورة يناير وذكرى مرور أكثر من عام على رحيل الرئيس الشهيد محمد مرسي يمكننا فعل الكثير لذكرى هذا الرئيس الديمقراطي المؤمن بالحرية ومقاومة الفساد. مشيرا إلى أن "مرسي قد أظهر للعالم كله نضاله تجاه هذه القيم الإنسانية وعدم الخوف من العواقب ودفع الثمن، لم يتردد قط حتى عندما كانت هناك معارضة قوية ضد قيادته للبلاد، وقف بحكمة وإخلاص وتمسك بالديمقراطية، كان للرئيس محمد مرسي ماض عظيم على كل المستويات حيث تخرج كمهندس معادن في الولايات المتحدة وتقدم للعالم كبروفيسير وعالم، وبالعودة إلى مصر انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ثم سجنه مبارك بسبب أنشطته، وقد مثل مرسي كل المصريين في البرلمان وشارك في الثورة التي أسقطت مبارك وفاز في الانتخابات وأصبح رئيسا لمصر كأول رئيس مدني منتخب بحرية".

وتابع: "عاش سنة من الحكم المضطرب كرئيس ضد مؤامرات وتلاعب من رجال النظام السابق، بعد ذلك تم اعتقاله وسجنه من قبلهم، لقد عاني كثيرا أثناء وجوده في السجن أثناء جلسة المحكمة أغشي عليه وتوفي في عام حزين في 2019، ومن الواضح لنا جميعا أن الرئيس مرسي كان له دور مهم في السياسة المصرية، كان شجاعا ودافع عن المبادئ الديمقراطية التي اعتنقها وموته خسارة كبيرة يجب أن نتذكره دائما على أنه مصري وطني شريف وعظيم".

واختتم: "في ذكرى يناير نترحم على شهداء الثورة ونتمنى لمصر الحرية والعدل والاستقرار".            

كمال الخطيب: الطغاة تآمروا على حرية المصريين

وقال الشيخ، كمال الخطيب، رئيس لجنة القدس بمؤسسة مرسي للديمقراطية، إن ثورة 25 يناير كانت بداية العهد الجديد الذي اختار من خلاله المصريون إرادتهم وقرارهم انتخاب رئيس شرعي لهم كان الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله.

وأضاف أنه بعد مرور 10 سنوات أدرك المصريون خاصة والعرب عامة حاجتهم إلى الحرية التي تآمر عليها الطغاة والانقلابيون ليسلبوا من المصريين هذا الحق الذي تكفله لهم شرائع الأرض والسماء، معربا عن سعادته بالانضمام إلى مؤسسة الرئيس مرسي للديمقراطية التي تخلد ذكرى الرئيس الشهيد الذي كان أملا ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية والإسلامية كلها.

وأوضح أن الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي يطلق اسمه على هذه المؤسسة، دفع ثمنا غاليا لموقفه الواضح غير المتلعثم من القضية الفلسطينية خاصة وقضايا الأمة عامة وفي أخص الخصوص من قضية فلسطين كانت القدس والمجلس الأقصى المبارك الذي كان أمنيته أن يصلي فيه. وقد صرح بذلك عدة مرات.

وأشار "الخطيب" إلى أن القضية الفلسطينية لا تنفصل أبدا في ماضيها وحاضرها ومستقبلها عما يجري في الوطن العربي عموما وفي مصر الشقيقة على وجه الخصوص، مضيفا أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى تتعرض الآن لموجة من الاستهداف لكن هذه المرة قد حظيت مع الأسف بغطاء ودعم مباشر وغير مباشر من خلال موجة التطبيع و"التتبيع" التي قامت بها بعض الأنظمة العربية ممن شاركت هي بالأساس في التآمر والانقلاب على ثورات الربيع العربي كلها وعلى الثورة المصرية على وجه الخصوص.

ولفت إلى أن المؤسسة بصدد وضع برنامج لدعم قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، موجها الشكر لكل من ساهم في إطلاق هذه المؤسسة المباركة، والتي ستعقد عليها إن شاء الله آمال عراض ستكون ذروتها بإذن الله عز وجل أن يعود الشعب المصري الشقيق لنيل حريته ويختار بإرادته قيادته تكون ممن يكمل مسيرة الرئيس الشهيد محمد مرسي.

واختتم قائلا: "كانت القضية الفلسطينية أحد أبرز القضايا في وجدان الرئيس محمد مرسي، كما كانت أحد مطالب الثورة المصرية ورفع علم فلسطين في ميدان التحرير بجوار العلم المصري، إنها قضية الأمة الأولى بلا منازع".

مؤسسة مرسي للديمقراطية: الأمل باق والشعوب حاضرة

وألقى كلمة أمانة مؤسسة مرسي للديمقراطية الإعلامي محمد جمال هلال الذي قال: "في الذكرى العاشرة لثورة يناير وبعد عقد من الزمان لا زلنا نتطلع ولا زالت شعوب العالم العربي تتحرك في نضالها السلمي ضد الاستبداد.. نعم قد نشهد حالة من الجزر ولكن بعده لابد من مد وبعد العسر يسرا فشعوبنا حية منتفضة ثائرة وأبلغ دليل على ذلك أننا فقط ومنذ أقل من سنتين بعدما ظن البعض أن موجات الثورات العربية قد حطت رحالها دون عودة في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا شاهدنا موجة جديدة وقوية كانت في الجزائر والعراق والسودان ولبنان فلم تيأس تلك الشعوب مما حدث في مصر من انقلاب دموي ولا ما جرى في اليمن من مليشيات الحوثي ولا ما فعله المجرم بشار في حق سوريا ولا من انقلاب حفتر في ليبيا ولا من تلك المؤامرات التي حيكت في تونس، لم تيأس تلك الشعوب في الجزائر والعراق والسودان ولبنان مما حدث من محاولة انقلاب في تركيا في 15 من يوليو ولا محاولة اجتياح قطر وحصارها بل استمرت وانتفضت ولا تزال. وقد رأينا المظاهرات تعود في مصر في عام 2019 بعد انقطاع وركون فالأمل باق والشعوب حاضرة".

وأضافت المؤسسة: "إننا هنا نؤكد أن (مؤسسة مرسي للديمقراطية) ستكون بكم كبرى المؤسسات في الشرق الأوسط والعالم وستعمل على تحقيق الديمقراطية وتجابه الفساد والاستبداد والانقلابات العسكرية كمنظمة مجتمع مدني دولية مستقلة، وقد أعد مجلس مؤسسي المؤسسة خطة طموحة ستكون فاعلة في أنشطة مختلفة متنوعة كالدراسات الإستراتيجية والحكم الرشيد وتحفيز الديمقراطية وكذلك البحث العلمي والوعي ومناصرة المظلومين وستعمل المؤسسة في الحريات العامة وحقوق الإنسان والتنمية وخدمة القضية الفلسطينية ومناصرة قضايا الشعب، كما ستكرم الرموز والخادمين للقضايا في أوطانهم وللبشرية في عدة مجالات حول العالم، وستطلق المؤسسة بعد اكتمال هياكلها وفروعها خطتها الطموحة بجهد دؤوب يقوم على جهد الشباب وحكمة الكبار رجالا ونساء بكل الأديان والتوجهات".

وأوضحت أنه "فعليا تضم مؤسسة مرسي تحت التأسيس الآن عددا كبيرا من الأحرار حول العالم من جنسيات وملل وأديان وأفكار مختلفة ومن الجنسين وستعمل المؤسسة تباعا بعدما ستعلن عن مجلس أمنائها والذي يشارك عدد منه في هذا المؤتمر سوف يكتمل العمل بجهد المخلصين، ونؤكد أن المؤسسة هي منظمة دولية للمجتمع المدني وليست حزبا سياسيا أو جماعة عرقية أو تيارا قوميا وبالتالي هي لا تمارس السياسة وإنما تدعم خيار الشعوب وتضم في عضويتها كل التيارات المؤمنة بالديمقراطية والتعايش والسلام والرافضة أيضا للاستبداد والاحتلال وستحافظ المؤسسة على استقلال تمويلها وفق الأطر القانونية بفضل تبرعات أفرادها بشفافية وستحافظ على تنوع الأفراد في مجلس أمنائها وستتحرك برصيد وافر لذلك الزعيم المناضل الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي آن لنا أن نقتدي به والذي يعتبره العالم الآن إرثا ديمقراطيا ونضاليا يمثل هذه المنطقة العربية والإسلامية كما يمثل غاندي الهند ويمثل مانديلا إفريقيا".

لا ننظر للوراء

وتابعت: "المؤسسة منذ أعلنت تدشينها وجدت تعاطفا غير مسبوق عن طريق التواصل مع النخب والجماهير المتطلعة للعمل وخدمة أهداف هذه المؤسسة والعبء الآن أصبح كبيرا على تلك المؤسسة الوليدة وعلى النخب والمؤسسين لتحقيق هذه الأهداف وقيادة هذا الصرح، ولقد أسس محبو الرئيس وأصدقاؤه عدة مؤسسات تنضوي تحت "مؤسسة مرسي للديمقراطية" في بريطانيا وأمريكا وتركيا وإفريقيا وسيستمر العمل لنكون في كل بلد نحمل الخير والسلام والعدالة".

وأردفت: "نؤكد أننا في الحالة المصرية نقدر الشرفاء في مؤسسات الدولة المصرية ومع رمزية الرئيس الشهيد لنا لسنا في صراع مع الدولة وإنما نرفض الظلم من أفراد أفسدوا الحياة في هذا البلد والذي نشرف بأن الشهيد مرسي رحمه الله يحمل جنسيته وأوصى بمؤسساته خيرا، وسعى جاهدا للحفاظ على تلك المؤسسات ومن أبرزها المؤسسة العسكرية والقضائية والأمنية، وسنكون مع سيادة القانون والعدل والديمقراطية مصلحون وداعمون لمصر البلد الأم والمنشأ لمحمد مرسي أحد مفاخر العالم العربي والإسلامي".

وواصلت: "لا ننظر للوراء حينما نتحدث عن الشهيد محمد مرسي؛ فهدف هذه المؤسسة إيجاد شخص وأشخاص بالطرق الديمقراطية يكونون مثل، بل أفضل من محمد مرسي، وهذا ما كان يتمناه رحمه الله من التداول السلمي للسلطة وإصلاح الوطن؛ فالشهيد مرسي ليس مقدسا عندنا بقدر احترامنا له وتقديمنا له كقدوة نقتدي بصوابه ونجتنب خطأه لنقدم للبشرية مثالا للعدل والرشد في كل المجالات".

واستطردت :"إن مجلس أمناء المؤسسة يرى أنه لن تكتمل عضويته إلا بخروج كافة المعتقلين في العالم العربي والإسلامي ليكونوا هنا بيننا وليحققوا معنا ويخدموا أوطانهم بجوارنا في هذه المؤسسة الدولية، ولقد عانت هذه المؤسسة مخاضا عسيرا في ميلادها لعل الظروف والإمكانات وكذلك التقليص الذي تتعرض له المؤسسة والقمع هو أكبر دليل وشاهد على ذلك حتى خرجت لنا بهذه الأهداف وتلك الروح لنتحد جميعا حول العالم من أجل قيم الخير والعدل والحرية والسلام، قيم تجمعنا لمواجهة الشر والفساد والظلم والاستبداد والعنف والحروب".