اعتذرت 6 دول عربية عن ترشيح ممثل لها حتى يصبح أمينا جديدا لجامعة الدول العربية "الوهمية" ،وذلك بتنسيق مع سلطة الانقلاب العسكرى فى مصر التي بادرت بإرسال خطاب إلى قادة الدول العربية، أعلنت فيها أن مصر تعتزم إعادة ترشيح “أحمد أبوالغيط” أمينا عاما لجامعة الدول العربية لفترة ثانية لمدة 5 سنوات.
السفير “بسام راضي”، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الانقلاب زعم في البيان أن "إعادة ترشيح الأمين العام، أحمد أبو الغيط، لفترة ثانية، يأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه مصر، تجاه عمل جامعة الدول العربية”. وأشار راضي، إلى حرص قائد الانقلاب العسكرى السيسي على توفير كل الدعم الممكن للمنظمة التي يجتمع تحت سقفها العرب، وتجسد طموحاتهم في عمل عربي جماعي منسق، يهدف إلى خدمة الشعوب والمصالح العربية” على حد قوله. وزعم راضي أن “ذلك هو ما اتسم به دور الأمين العام خلال فترة ولايته الأولى، من إدارة واعية وحكيمة، لدفة منظومة العمل العربي المشترك، خلال مرحلة مليئة بالتحديات شهدتها المنطقة العربية.
استمرار المخطط
المتتبع لإعادة ترشيح "أبو الغيط" يؤكد أن المخطط الجاري من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسى ماهو إلا تتمة لأمر المخطط الصهيوأمريكي نحو تنفيذ "صفقة القرن"، فلطالما كان الأمين الحالي والمترشح لإعادة وجوده بجامعة" الوهم العربية" طفل الصهاينة بين القاهرة وتل أبيب. اختير في يونيو 2016 لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، خلفا لنبيل العربي. كما أنه شغل منصب وزير خارجية مصر في عهد المخلوع الراحل “حسني مبارك”، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011؛ حيث شغل هذا المنصب في الفترة بين يوليو 2004 ومارس 2011م.
وتعرض "أبو الغيط" لانتقادات لاذعة بسبب موقفه من ثورة 25 يناير وعلاقته بإسرائيل وغزة، وأعاد نشطاء التذكير بلقائه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عام 2008، قبيل إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وصور شهيرة لهما يتبادلان الابتسامات والمصافحة بحرارة، ووصفوا "أبو الغيط" بأنه "صديق إسرائيل ورفيق ليفني".
أبو الغيط لم يخف سره بأنه معادٍ لثورات الربيع العربي، وعلى رأسها ثورة 25 يناير، كما يعرف بعلاقاته الوطيدة مع وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث قال خلال لقاء تلفزيوني “إن ما حدث في الدول العربية عام 2011 فورة مأساوية، وليست ثورة”. كما حمَّل يناير، مسؤولية سد النهضة الإثيوبي، زاعماً أن مشكلة مشروع سد النهضة لم يبدأ إلا حينما اختل توازن الدولة المصرية فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
إهانة للعقل والمنطق
وبرغم تأييد المنقلب وحلفائه من القادة العرب وتواصل التطبيع مع الكيان المحتل، خرجت صحيفة لوتان السويسرية في افتتاحية لها فاضحة السيسى وأعوانه بأنه "خطة السلام الأميركية -التي كشف عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد ثلاث سنوات من الانتظار، والتي كان من المفترض أن تسوي القضية الإسرائيلية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد- كانت فضيحة ومهزلة وإهانة للعقل والمنطق".
وأوضحت الافتتاحية أن الخطة الأمريكية تمتاز بالوضوح، لأنها تقدم فلسطين للمنتصر الإسرائيلي، وأن لها جوانب جيدة إذا تم تطبيقها، إذ إنها توضح أخيرا الوضع على حقيقته في الشرق الأوسط، بعد أكثر من نصف قرن من الغش والمظاهر الخادعة.
وقالت الصحيفة إن خطة السلام الأمريكية التي أعدها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق- لها هدف أول واضح، بأن تستولي "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية، مما يعني أن التحدي لا يتمثل في إيجاد "سلام" بالمنطقة، بقدر ما هو البناء على خمسين عاما من سياسة "الأمر الواقع" التي يتم تنفيذها بتناسق غير قابل للتغيير على ظهور الفلسطينيين، متسائلة: "أليست المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن والجزء الأكبر من الضفة الغربية ستصبح من الآن فصاعدا من حق المنتصر الإسرائيلي؟".