تيران وصنافير وعلاقتها بخط الملاحة الإماراتي “الإسرائيلي” وخراب قناة السويس

- ‎فيأخبار

من دون شك، ما أعلنه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، السبت 30 يناير 2021، عن حجم التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني خلال 5 شهور فقط يعبر إلى أي مدى وصلت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية من تقارب وأبعاد إستراتيجية، تؤثر على مصر بقوة، وهو ما جعل حكومة الديكتاتور عبدالفتاح السيسي، كالطائر المذبوح؛ لا تدري ماذا تفعل لمواجهة المخاطر المحدقة بمصر، سواء على صعيد قناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية التجارية العالمية، أو التاثيرات الاقتصادية الأخرى.
وأعلنت حكومة دبي السبت أن حجم التبادل التجاري بين دبي وإسرائيل خلال الأشهر الخمس الأخيرة يبلغ مليار درهم إماراتي، وفق إحصائية حديثة لجمارك دبي. وأن أبرز صادرات إسرائيل لدبي، هي الخضروات والفواكه والألماس والأجهزة التكنولوجية والأدوات الطبية. أما أبرز صادرات دبي لإسرائيل فهي الهواتف الذكية وقطع غيار المحركات والعطور.

ورطة قناة السويس
ويوم الخميس الماضي 28 يناير 2021م، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن هناك متابعة لما يتم الإعلان عنه بشأن وجود طرق بديلة للقناة، مشيرا إلى أنه من وقت لآخر يتم تقديم حوافز ومشاريع وخدمات جديدة، حتى تكون الأفضل من أي طرق أخرى. مضيفا خلال لقاء تليفزيوني أنه “حتى الآن لم يظهر مشروع ينافس قناة السويس.”
جاء ذلك في وقت انطلقت فيه شائعات تتحدث عن أن "إسرائيل" تعمل على إنشاء "مشروع عسقلان" الذي يبلغ طوله 254 كيلومترا من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث سيوفر طريقا موازيا لقناة السويس المصرية، عبر شبكة خطوط أنابيب ستنقل النفط والغاز ليس فقط إلى المنطقة، ولكن إلى مناطق كثيرة في أوروبا وآسيا.
إلى ذلك، أوضح ربيع أن “في الأفق البعيد سوف يظهر مشروع عسقلان الخط البري والسكة الحديد، والذي سيستغرق إنشاؤه 5 سنوات”. وتابع قائلا: “تفكر مصر في بدائل لهذا المشروع الذي سوف يؤثر على سفن البترول المارة في قناة السويس بنحو 16%”. وأكد أن “أي مشروع في النقل البحري، ومواز لقناة السويس، يسحب جزءا من السفن المارة في قناة السويس يكون مؤثرا عليها”.

من "جبل علي" إلى ميناء حيفا
وفي 21 أكتوبرالماضي، قالت شركة الشحن الإسرائيلية زيم، إنها ستقدم خدمة مباشرة لميناء جبل علي بالإمارات. ومع الخط الجديد، تنضم "زيم" لعدد من المنافسين الدوليين، من بينهم إم.إس.سي وميرسك، في الإعلان عن الربط بين "الخليج ـ إسرائيل ـ أوروبا". وقالت زيم إن خطها سينقل الشحنات من جبل علي إلى ميناء حيفا الإسرائيلي على البحر المتوسط والعكس ويتيح خدمة من إسرائيل وشرق البحر المتوسط للإمارات.
تجدر الإشارة إلى أن "كينون هولدنغز" تمتلك حصة 32% في زيم. والإمارات منذ اتفاق البلدين على تطبيع العلاقات. وفي هذا السياق، قال نائب الرئيس التنفيذي في "زيم" راني بن يهودا إن الخدمة المباشرة الجديدة من وإلى الإمارات ستقود لنمو مستقبلي "فضلا عن زيادة أخرى لمدى محفظة خدماتنا".وقال رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية آدم بوهلر، إن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات المتحدة ستؤسس صندوقا لتشجيع استثمارات القطاع الخاص والتعاون الإقليمي.
وفي سياق متصل، قالت شركة خطوط الأنابيب الإسرائيلية إي.إيه.بي.سي، إنها وقعت اتفاقا مبدئيا للمساعدة في نقل النفط من الإمارات العربية المتحدة إلى أوروبا عبر خط أنابيب يربط مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر وميناء عسقلان على ساحل البحر المتوسط.
وتعمل "موانئ دبي العالمية" في 31 دولة، منها مصر، حيث تعمل في ميناء السخنة على ساحل البحر الأحمر، في موقع قريب من المدخل الجنوبي لقناة السويس، مما يجعل من هذا الموقع ميزة إستراتيجية للتعامل مع البضائع العابرة خلال أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاما في العالم، وفق الموقع الإلكتروني لشركة "موانئ دبي السخنة".
وكانت مصادر اماراتية كشفت في سبتمبر 2021م، أنّ هناك توجها إماراتيا للسيطرة على إدارة الموانئ المصرية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تصفية ما تبقّى من استثمارات قطرية في مصر، عبر التنسيق مع مسؤولين في أجهزة سيادية مصرية، لإحلال استثمارات إماراتية محل تلك التي كانت تملكها شركات قطرية، وتواجه أزمات حاليا في مصر.
وتأتي الشراكة بين "موانئ دبي" والشركة الإسرائيلية، في الوقت الذي بسطت فيه الإمارات أيضاً نفوذها على معظم موانئ اليمن، من خلال وجودها في التحالف العسكري مع السعودية للحرب في البلد الذي يحظى بسواحل وموانئ استراتيجية على البحر الأحمر.

وبحسب التقديرات الإستراتيجية، فإن الاتفاقات الإسرائيلية الإماراتية ستكون على حساب مصر، وتجعل قناة السويس مجرد مجرى مائي بلا قيمة، إذ إن ناقلات النفط التي تنقل نفط الخليج لأوروبا عبر قناة السويس ستهجر قناة السويس، إذ سيجري نقل بترول الإمارات والبحرين والسعودية واحتمال دول أخرى مستقبلا، عبر خط أنابيب يمر باراضي السعودية إلى "إسرائيل" عند ميناء إيلات على البحر الأحمر(أم الرشراش المصرية المحتلة)، ثم يجري نقله من "أم الرشراش" إلى البحر المتوسط، حيث ميناء حيفا، وأيضا البضائع الأخرى سيجري نقلها عبر خط سكة حديد مواز لقناة السويس؛ وهو ما يقلص إيرادات مصر.
ولعل ما مكن "إسرائيل" والامارات من السير في هذا المخطط، هو الخيانة الكبرى من السيسي وبيعه جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية وهو ما حول "خليج تيران" من خليج مصري خالص إلى مياه دولية؛ وهو ما يمنح الاحتلال الإسرائلي حق المرور فيه دون أي اعتراض مصري على عكس ما كان قائما قبل التفريط في الجزيرتين.