“عسقلان” يخصم 16% من موارد قناة السويس والسيسي مشغول بهدم القاهرة!

- ‎فيتقارير

منذ أيام، أكد رئيس هيئة قناة السويس بسلطة الانقلاب أسامة ربيع وجود تخوفات لدى سلطة الانقلاب من مشروع "عسقلان" المشترك بين الصهاينة والإمارات والسعودية قائلا إنه "سيؤثر بشكل كبير على القناة". وقال الفريق أسامة ربيع خلال لقاء مع الذراع الإعلامي حمدي رزق على قناة "صدى البلد" إنه حتى الآن لم يظهر مشروع ينافس قناة السويس، لكن في الأفق البعيد سوف يظهر مشروع مثل مشروع "عسقلان" الخط البري والسكة الحديد، يستغرق 5 سنوات للانتهاء منه، وتفكر مصر في بدائل لهذا المشروع الذي سوف يؤثر على سفن البترول المارة في قناة السويس بنحو 16%. مضيفا: "هذا عوضا عن مشروع خط سيبريا الذي دشنه الرئيس الروسي بوتين والذي خصم من حصة قناة السويس نحو 15 % أخرى ولجوء السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح بسبب ارتفاع قيمة المرور في قناة السويس والذي تسعى الدول لتجنبه".

مشروع قومي
في المقابل كتبت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تحت عنوان "توسّع «المشروعات القومية»: عشوائية التخطيط والتنفيذ" مؤكدة أن المنقلب  السيسي يسرع في تمرير مشروعات على غرار افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة خلال عام، بغضّ النظر عن جدواها الاقتصادية والعائد منها ومدّة تنفيذها.
واستغربت الصحيفة تَوسّع النظام في استخدام وصف "مشروع قومي"، وهو ما من شأنه إزالة جميع العقبات القانونية أمام تنفيذ مشاريع من هذا النوع.
وعن وسائل تنفيذ مثل هذه المشروعات أشارت الصحيفة إلى نموذج آخر وفر له الانقلاب تشريعات تساند العسف بحقوق المصريين، ومن ذلك التعديلات التي أدخلت على قانون البناء عام 2018. حيث قنن النظام أسلوب نزع الملكية بإجبار الملّاك على توقيع عقود رسمية، إلى جانب الإسناد بالأمر المباشر الذي تَوسّع فيه لمصلحة شركات محدّدة يمتلكها رجال أعمال تابعون للنظام، أو من خلال "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة" التي تستحوذ على غالبية المشاريع، وتُسنِد أجزاء كبيرة منها إلى مقاولين يقومون بتنفيذها باتفاقات بخسة في كثير من الأحيان.


مقابر السيدة عائشة
وكما حدث مع المقابر التاريخية في القاهرة العتيقة، أعلن محافظ القاهرة عن نيته إزالة 2760 مقبرة موجودة بمنطقة السيدة عائشة، ووعد بنقلها إلى منطقة 15 مايو، إضافة لإزالة كوبري السيدة عائشة بالمرافق المحيطة به، لربط منطقة مجرى العيون وعين الصيرة وكل مناطق القاهرة القديمة، لتصبح منطقة للسياحة الدينية!

وبالفعل نفذت المحافظة الإزالات ومنها؛ إزالة 47 عقارا و23 محلا إلى سوق التونسي، إضافة إلى نقل 136 أسرة إلى منطقة الأسمرات في مساكن مجهزة.
وتعمل "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة"  على الانتهاء من "محور الحضارات" لربط منطقة متحف الحضارات بالطريق الدائري في اتجاه المنيب والأوتوستراد، يتم استكمال أعمال التطوير بميدان السيدة عائشة، ضمن مخطط بناء محاور مرورية جديدة بجانب تطوير المنطقة، لافتا إلى نقل الموقف والبدء في عمل حديقة مكانه، فضلا عن إنشاء كوبري في اتجاه نادي الأبطال.

وقال مراقبون إنه فعليا بدأت عملية مراجعة لوضع الآلاف من المباني الموجودة على جانبَي الطريق الدائري الذي يحيط بالقاهرة الكبرى، بسبب عملية التوسعة الجارية للطريق في المناطق الأكثر ازدحاما التي سيتمّ فيها هدم العقارات وتعويض أصحابها، لكن قيمة التعويض لن تكون مساوية لقيمة المباني في السوق العقاري، وخاصة أن غالبيتها حاصل على تراخيص قانوني بالفعل.
وتَفرض حكومة الانقلاب مبالغ محدّدة للتعويضات بدعوى أن هذه العملية «مشروع قومي»، وهو ما أثار غضب كثير من الأهالي، وأجل عملية إزالة بعض العقارات بالفعل خلال الأسابيع الماضية.

تشريد الأسر
صحيفة الأخبار اللبنانية قالت إن مثل هذا التوسعات والتي ستمتد إلى القرى، بحسب تصريحات السيسي الأخيرة بأن القرى تنتظرها عملية "تطوير" كشف ملامحها مؤخرا في إحدى زياراته من أجل ما زعم أنه "تحسين جودة الحياة"، المثيرة للدهشة أنه قال إن الخطّة تواجه عجزا ماليا كبيرا.
ولفتت الصحيفة إلى أن رؤية "الجنرال" السيسي التي لم تراعِ الأسر والعائلات وما سيحدث لها حتى لو لم تُشرَّد. إذ إن مجرّد فكرة الانتقال من منزل إلى آخر، أو اعادة هيكلة القرى نفسها وبناء منازل جديدة تختلف في طبيعتها عن المنازل الخاصة للأهالي، أمر ستكون له تبعات، وإن لم تظهر على الفور.

استحواذ الجيش
ومقابل قرارات حاكم العسكر التي لا تنثني أمام دعاوى القضاء الإداري، أشارت "الأخبار" إلى أن تفريغ الوزارات من قياداتها بات وسيلة إضافية لتعزيز سيطرة الجيش على المشروعات، وأن توسيع استخدام عبارة المشروعات القومية يستهدف إسناد المزيد من المشروعات إلى الهيئة الهندسة للقوات المسلحة، والتي باتت تتولى التخطيط والتنفيذ باعتبارها وزارة بديلة للإسكان، منتزِعة صلاحية عدّة وزارات، مع سرعة في التنفيذ وإسناد بالأمر المباشر إلى الشركات التي بات كثير منها يقوم بسداد رشى لضباط من أجل الحصول على فرصة العمل في المشروعات، على رغم تدنّي العائد بسبب احتكار الجيش العمل.
ويبدو أن قاعدة "الجيش هو الرابح الوحيد" هي السائدة بعدما "نجحت خطّة السيسي في الوصول بالشركات الخاصة إلى القبول بأدنى ربحية ممكنة مقابل ضغط عمل على مدار الساعة لتحقيق سرعة الإنجاز، بما جعل التنافسية التي كانت موجودة قبل استيلائه على السلطة غير متوافرة، مع تقييد جميع القوانين وتعديلها بصورة تمنع الاعتراض على أيّ عمل يُقرّر السيسي تنفيذه، وتعمل الحكومة على خلق موارد مالية له، سواء بالاقتراض من الخارج أو حتى بأموال السندات، بغضّ النظر عن العائد المادي من تنفيذه" بحسب الأخبار اللبنانية.