“الجارديان” نقلا عن شباب الثورة: لن نستسلم أبدا وما زلنا نحلم بالديمقراطية

- ‎فيتقارير

نشرت صحيفة الجارديان تقريرا للإعلامي أسامة جاويش بعنوان "لن أستسلم أبدا: المنفيون في مصر ما زالوا يحلمون بالديمقراطية" أكد فيه رغبة المطاردين من انقلاب السيسي وقمعه في العودة وأملهم في ثورة جديدة على يد جيل جديد يتعلم من آمالهم المحطمة.
وقال "جاويش": "يعتقد أولئك الذين انتفضوا ضد الديكتاتورية أن نموذجهم سيلهم جيلاً آخر". مضيفا أنه في مقاله المنشور الثلاثاء 9 فبراير 2021، أنه قبل عشر سنوات كانوا يطيحون بالديكتاتور المصري حسني مبارك والآن هم في المنفى في بريطانيا، تحت تهديد السجن من قبل النظام العسكري، وأنه بالنسبة لثوار القاهرة، كانت رحلة طويلة مليئة بالآمال الكبيرة والأحلام المحطمة".

واستعان "جاويش" بعدد من الشخصيات المطاردة منهم "سيد" ، 39 عاما، الذي قال: "كنت جزءا من لحظة تاريخية". كان يعمل في الشرق الأوسط في ديسمبر 2010 عندما أضرم محمد بوعزيزي ، البائع التونسي المتجول، النار في نفسه احتجاجا على معاملة المسؤولين المحليين له. وأثارت الحادثة، مدفوعة بتغطية وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجات في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك مصر، حيث توافدت حشود على ميدان التحرير في القاهرة للمطالبة بالإطاحة بنظام مبارك.
تونس الملهمة
يقول سيد: "لقد ألهمتنا تونس.. كان لدي حلم أن نتمكن من تغيير مصر" عاد إلى وطنه وقام بدور قيادي في الثورة. "كان أفضل قرار اتخذته على الإطلاق". مضيفا: "كنا ساذجين.. لقد هزمتنا الثورة المضادة.. لقد دمر النظام حياتي في مصر.. لقد سجنوني وعذبوني وهددوني.. لم يتركوا لي أي خيار لمجرد الفرار من بلدي"، وصل إلى لندن في عام 2018 لطلب اللجوء.
وتحدث "جاويش" عن الناشط السياسي علي خفاجي القيادي الشاب في جماعة الإخوان المسلمين، الذي شارك في 25 يناير 2011، والذي يصف الوضع بعد 18 يوما من الاحتجاجات وتنحى مبارك بأنه "كان يوما صادما"، "لقد هززنا عرش مبارك. لقد أنهينا 30 عاما من الفساد والظلم والخوف المستمر".

واستهدف النظام الانقلابي "خفاجي"، الذي يعيش الآن في مانشستر، لأول مرة في عام 2013، إلا أنه هرب إلىبريطانيا عام 2019. ويؤكد: "حكمت عليّ حكومة السيسي بالسجن 50 عاما غيابيا، وجمدت جميع أصولي، ووضعت اسمي على قائمة الإرهاب". 
الأحلام القصيرة

أما هاني محمود، 41 ، مسؤول الاتصالات السياسية للمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، فكان في شوارع القاهرة عندما سقط النظام ويقول: "كان اليوم الخامس والعشرون يوما مليئا بالأمل لنا جميعا". "أخيرا سنحصل على العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتغيير الإيجابي".
وأضاف أن تلك الأحلام قصيرة العمر حطمها الجيش في 3 يوليو 2013 ، حيث شن الجيش انقلابا على الحكومة الثورية، وأقال قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري الجديد محمد مرسي ووصف الثورة بأنها مؤامرة على الجيش وعلق الدستور الجديد.
وأضاف أن السيسي شن موجة من القمع وانتهاكات حقوق الإنسان ضد خصومه السياسيين، حيث يوجد في مصر الآن 60 ألف سجين سياسي ، معظمهم من نشطاء شباب وسياسيين وصحفيين وأطباء عارضوا النظام.
وطلب "هاني" اللجوء في بريطانيا، ويعيش الآن في أسكتلندا مع أسرته. ويعتبر نفسه محظوظا لأنه نجح في تحقيق ذلك في الوقت المناسب. يقول: "أنا محظوظ لأنني لاجئ في المملكة المتحدة". على حد علمي ، لم يترك نظام السيسي أي شخص آمن بالثورة أو شارك فيها. لدي الكثير من الأصدقاء الذين قتلوا أو سسجنوا أو نُفوا".

ربيع جديد
ورصد الإعلامي أسامة جاويش بعض ملامح التغير بين من يندبون الآمال الضائعة في مصر الديمقراطية بمزيج من الغضب وخيبة الأمل، ويتركز جهدهم بعد 10 سنوات من إزاحة مبارك على إخراج أصدقائهم من السجن. يقول "سيد": "تقاعدت من السياسة.. الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله الآن هو القيام بحملة من أجل أصدقائنا في السجن".

أما "هاني" فيقول: "من غير الأخلاقي تجاهل كل هذا الألم، أن ننسى أصدقاءنا في السجون أو الذين قُتلوا وأن نستمر في حياتنا".
وأضاف أن كثيرين غاضبون من أن بريطانيا تحتفظ بعلاقات مع النظام العسكري في مصر.. طالما استمرت الدول القوية مثل أمريكا وبريطانيا في الارتباط بالسيسي بينما تتجاهل فظائعه، فسوف تستمر الديكتاتوريات في الوجود". "إنه أمر مخز. منحتني المملكة المتحدة الحماية ضد السيسي ، لكنها تواصل التعامل معه".
وقال خفاجي: "لن أستسلم أبدا". سأواصل ما بدأناه في 2011. العوامل التي حفزت الثورة قبل 10 سنوات مستمرة حتى يومنا هذا. عاجلا أم آجلا سوف يخرج المصريون إلى الشوارع مرة أخرى للمطالبة بمستقبل أفضل".
وأيده "سيد": "لقد فعلناها مرة ويمكننا أن نفعلها مرة أخرى. على الرغم من فشل الثورة ، ترك جيلنا دروسا جيدة للأجيال القادمة".
هذا الطموح هو آخر وميض لألسنة اللهب التي هزت الشرق الأوسط وأطاحت بأحد أطول الديكتاتوريات في المنطقةويخلص "هاني" الخاتمة قائلا: "إرث الثورة هو الأمل، حتى مع كل هزائمنا".

https://www.theguardian.com/global-development/2021/feb/09/i-will-never-give-up-egypts-exiles-still-dream-of-democracy