مقررات دراسية بدون قراّن وأحاديث.. هل يوقظ عداء السيسي للإسلام الغضب الشعبي؟

- ‎فيتقارير

بين مُطالب للشعب بالتخلي عن الخنوع والغوص في الشجاعة لإسقاط الانقلاب المشؤوم وتحرير المعتقلين في الوطن والسجون، خلف أسوار الظلم والاستبداد، وبين من يرون الشعب حليم وصبور ولكنه محذور غضبته، بات وضوح الانقلاب في -ضغطه على حلزون الغضب- هجومه على الإسلام أكبر من اعتقال دعاة أو منع الصلاة في المساجد أو صلاة التروايح، بل وصلت إلى أن يوجه الجنرال الطاغية عبد الفتاح السيسي، رئيس الانقلاب العسكري الذي سطا على الحكم وأجهاض المسار الديمقراطي منتصف 2013م، بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من المقررات التعليمية بذريعة أنها تعمل على نشر الأفكار المتطرفة!
فمستشار وزارة التعليم بحكومة الانقلاب رضا حجازي كشف تأييد "التعليم" وبتوجيهات شخصية من السيسي، اقتراح قدمه فريدي البياضي، النائب القبطي ببرلمان العسكر، حول تدريس مادة جديدة متضمنة القيم المشتركة بين الدين الإسلامي والمسيحية واليهودية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك في التعليم الأساسي.
وأشار حجازي إلى اتخاذ الوزارة قرارا بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مناهج اللغة العربية وقصرها على المادة الجديدة، وهو ما وجد إشادة من المتغربين والمهاجمين للإسلام ورموزه من عينة فاطمة ناعوت. السيسي سبق الإجراء الذي لقي غضبا على مواقع التواصل-النافذة الوحيدة الأكثر تعبيرا عن الرأي العام- بقرارات مثل هدم عشرات المساجد مقابل الإقرار لمئات الكنائس المخالفة، وإعلانه دعم فرنسا وزيارة باريس ولقائه الرئيس الفرنسي ماكرون رغم مهاجمتها المعلنة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إضافة لهدمه قبور الصحابة والتابعين والفقهاء مثل الإمام الشافعي والعز بن عبدالسلام وغيرهم.

حرب على الإسلام
وقال الدكتور محمد الصغير، وكيل اللجنة الدينية ببرلمان 2012، إن تلك توجيهات تمثل عدوانا على الدين الإسلامي الذي يدين به أكثر من 100 مليون مسلم في مصر، مضيفا أن من تقدم بهذا الطلب هو فريدي البياضي، النائب في برلمان العسكر وهو نجل الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية وهو ما يؤكد النزعة الطائفية لهذه المقترحات.
وأضاف الصغير، في حواره مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن هذه التوجيهات تنطوي على اتهام خطير للنصوص الإسلامية في القرآن الكريم والسنة المطهرة أنها بيئة خصبة لصناعة الإرهاب، مضيفا أن صدور هذه التفاهات من البياضي تنفيس عن مكنونات صدره بالعداء تجاه الإسلام، لكن موافقة نائب وزير التعليم على هذه التوجيهات رغم انتمائه للإسلام فعليه أن يعي أنه ولج بابا من أبواب الردة في الإسلام. وأوضح الصغير أن هذه القرارات تأتي في إطار الحرب على الإسلام عقيدة وشريعة، مضيفا أن الانقلاب العسكري في نسخته الأخيرة ليس في حرب مع فصيل أو جماعة أو حزب سياسي بل مع الإسلام كدين وهو يسعى إلى تمييعه وجعله خليطا من النصرانية وبقايا الإسلام واليهودية.

الثورة تختمر
ويرى الباحث الموريتاني محمد المختار الشنقيطي أن "الشعب المصري هادئ وصبور، لكن العرب تقول: "احذرْ غضبة الحليم"، وسنرى قريبا غضبة جديدة بأرض الكنانة، تغسل عار السيسي عن وجه مصر، وتضعها في مكانها الذي تستحقه رسالة وحضارة: "إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا".
أما النائب السيناوي د. حسام فوزي جبر فيرى أن "دعوة السيسي لحذف الآيات والأحاديث، سيهيج في نفوس المصريين وازع الدين، ويتمسك الناس به أكثر وأكثر، وسينقلب السحر على الساحر، وهذه سنة الله في خلقه، والأيام بيننا". وتساءل: "فمتى يفهم الطواغيت أنهم يهدمون بيوتهم بأيديهم؟!.. حفظ الله مصر وشعبها ودينها.. دينك دينك لحمك ودمك .. مصر_إسلامية وع العهد".
الناشط والصحفي سمير العركى يرى أن الأمور مهيأة الآن للغضب الشعبي، وأن الجميع يتلمظ وقال: "أشعر أن مصر وصلت إلى مرحلة انتهاء الصلاحية بجميع مكوناتها: – النظام السياسي – الجماعات الإسلامية – الأحزاب السياسية – النقابات المهنية – الحركة الثقافية والفنية – النشاط الأهلي". ورأى أنه "تاريخيا هذه هي النقطة التي ينبثق منها التغيير الشامل "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
روح تسري في المجتمع

غير أن الناشط حسن عبدالرحمن، يرى أن لكل شيء مفتاحا؛ فكتب: "ماذا خسر المجتمع المصرى بسبب غياب الإخوان؟!.. ثم قال: «الإخوان كانوا روحا تسرى فى المجتمع، وهذا ما أفقد الغرب وإسرائيل والنظم الخائنة العميلة صوابهم؛ لأنهم سيعيدون المجتمع المسلم الذى خدروه من قرنين لعقيدته وإيمانه وقضايا أمته، فلما انتزعهم العسكر منه عاد المجتمع جثة هامدة، ولن تعود للمجتمع روحه حتى يعود الإخوان بكامل طاقتهم للمجتمع".
ونُقل عن الدكتور يوسف القرضاوي تغريدته عبر حسابه "@alqaradaw" وكتب فيها: "من المهم أن يدرك الجميع ضرورة وحدة الصف وجمع الكلمة بين العاملين لنصرة الإسلام، وإن اختلفت رؤاهم أو آراؤهم الجزئية في بعض الأمور، فليس من اللازم إذا اختلفت آراؤهم أن تختلف قلوبهم".
مراقبون يرون أن الثورة باتت فريضة عين على الشعب ضد تلك القرارات التي ستضر بدينه وهويته الإسلامية، مشيرين إلى أن السيسي بدأ حربه على الدين بتهميش مادة الدين عن المقررات الدراسية بعد إلغاء درجاته من تقييم الطالب، مما ترتب عليه عدم دراستها أو الاهتمام بها. وحذر المراقبون من أن الخطر هو على الأجيال القادمة التي لن تعرف شيئا عن الدين، فضلا عن كوه ضربة قاصمة للغة العربية، لأن القرآن الكريم هو أوثق مصادر النحو والصرف والبلاغة والأدب العربي. بينما أيقن آخرون أن ما يفعله السيسي وبطانته من حذف الآيات القرآنية والأحاديث من المناهج لا جدوى منه، وأنه حتما هالك مثل من سبقوه ممن حاربوا الدين وسيبقي الإسلام، فالسماء والأرض تزولان ويبقى الإسلام يضيء قلوب الحائرين ويرشد الضالين إلى صراط الله المستقيم.