بعد “علاج الكفتة”.. “الجينوم” آخر اختراعات السيسي لنهب أموال المصريين

- ‎فيتقارير

لا تقف العقلية الشيطانية للعسكر عن التخطيط والتفكير لنهب أموال شعب يهوي بسرعة الصاروخ إلى قاع سحيقة من الفقر، ولا تمر ساعة حتى يخرج سفيههم بمشروع قانون يحلب به مالم يحلب من مليارات الغلابة، ومن سبوبة الشهر العقاري التي تم تجميدها مؤقتا بعد تذمر المصريين، إلى سبوبة "الجينيوم".
وأعلن السفاح عبدالفتاح السيسي إطلاق فنكوش "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، وإنشاء المركز المصري للجينوم، وتهذي حكومة الهذيان الانقلابية بالزعم أن مشروع "الجينوم" هو أكبر مشروع علمي فى تاريخ مصر الحديثة، وتترأس وزارة الدفاع إدارة السبوبة الجديدة، بالتعاون مع الصحة والاتصالات بتكلفة 2 مليار جنيه.

سبوبة جينية!
وتزعم حكومة الانقلاب أن مشروع الجينوم للمصريين يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للمصريين، لعلاج الأمراض المختلفة وتحديد العوامل الجينية المؤثرة في الاستجابة لأسباب الأوبئة، وأنه العمود الرئيسي لأية منظومة صحية متطورة، وأن فنكوش "الجينوم" سيصل الى نخاع قدماء المصريين، والجينات المتعلقة بالأمراض الشائعة مثل القلب والأورام والأمراض الوراثية.
وأسندت عصابة الانقلاب المشروع إلى "مركز البحوث والطب التجديدي" التابع لوزارة الدفاع بحكومة الانقلاب ذات الخبرة في علم الجينوم (!!)، وعلى زعم عصابة الانقلاب سيصبح المركز منارة لكل الباحثين المهتمين بأبحاث الجينوم داخل مصر وخارجها، ويسهم في رفع قدرات الباحثين وبناء كتلة حرجة من العلماء المصريين في هذا المجال المهم، وإتاحة الفرصة لدراسة العينات داخل مصر دون الحاجة للإفصاح عن أية بيانات تتعلق بالأمن القومي!
وتتزاحم سبوبات العسكر مع فضائحهم في مجال النصب على المصريين، وتذكر "سبوبة "الجينيوم" مع سبوبة جهاز العلاج بـ"الكفتة" والذي أعلنت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في عام 2014 أنه بات قادرا على شفاء مرضى الإيدز وفيروس سي.

ما قبل الجينيوم
في الـ22 من فبراير عام 2014، نشر المتحدث العسكري للقوات المسلحة على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» بيانا أعلن فيه عما وصفه بـ«الاكتشاف المصري الفريد من نوعه»، لاكتشاف وعلاج مرضى فيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي سي والإيدز، بنسبة نجاح تجاوزت 90%، وبدون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة.
وأعقب هذا الإعلان دعاية إعلامية كبيرة تشيد بهذا «الإنجاز» غير المسبوق، بالإضافة إلى الهجوم على من شكك فيه أو في مصداقيته، وعرض التليفزيون تقريرا مصورا عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في ابتكار العلاج الجديد، من خلال كبسولات تعمل على رفع كفاءة الجهاز المناعي للإنسان، إلى جانب جهاز «سي سي دي» للقضاء على الفيروسات من النوعين.
وظهر في الفيديو اللواء الراحل إبراهيم عبد العاطي مخترع العلاج المزعوم وهو يفحص مريضا بواسطة الجهاز، ويبلغه بشفائه التام من مرض الإيدز.
عرض التلفزيون الرسمي للعسكر كذلك توضيحا لمراحل تصنيع الجهاز من داخل المصنع الخاص بإنتاجه في وزارة الانتاج الحربي، ونشر كيفية قيام المرضى بتسجيل أسمائهم للالتحاق ببرنامج العلاج الجديد، وقامت قنوات أخرى بإجراء حوارات ومقابلات مع الفريق الذي قيل إنه وراء الجهاز.
وأعلن «عبد العاطي» الذي وافته المنية قبل اسابيع أنه يقوم بسحب الفيروس من جسد الإنسان ويقوم بإرجاعه إليه مرة أخرى عبارة عن «صباع كفتة» يتغذى عليه، وادعى أن أجهزة المخابرات العالمية عرضت عليه 2 مليار دولار ليتخلى عن اختراعه، وأن المخابرات المصرية اختطفته وجاءت به إلى مصر.

معجزة علاج الفيروسات 

وعندما بدأت الانتقادات توجه للجهاز الجديد وتشكك في صحته، بدأت سياسة إعلامية أخري تقوم على التشكيك في وطنية المنتقدين والادعاء أن الهجوم على العلاج الجديد هو نوع من محاربة البلاد بكاملها، وطالبت المذيعة «نائلة عمارة» بحرمان المشككين في الجهاز وأقاربهم وعائلاتهم من العلاج إذا مرضوا، وحددت القوات المسلحة يوم 30 يونيو 2015موعدا لبدء علاج المصابين.
بعض الإعلاميين التابعين للانقلاب حاولوا تدارك الأمر قبل استفحاله، وأكدوا أن الجهاز مهمته التشخيص واكتشاف الحالات فقط، لكن فريق العمل بالجهاز الجديد رد مفسدا تلك المحاولات، بتأكيده أنه للعلاج وليس للتشخيص فقط، كما أنه مختص أيضا باكتشاف وعلاج كافة الفيروسات الأخرى مثل أنفلونزا الخنازير، وعلاج أمراض السكر والصدفية والسرطان وقصور الشرايين التاجية، بالإضافة إلى تحسين الحالة الجنسية للمريض.
وهو ما أكده اللواء "حمدي بخيت" الخبير الإستراتيجي الذي أكد أن الجهاز لتشخيص وعلاج الإيدز وفيروس سي، وأن القوات المسلحة عالجت عدة حالات بالفعل، داعيا إلى الحفاظ على سرية الجهاز لأنه سر حربي!
وهاجم إعلاميون الدكتور «عصام حجي»، المستشار العلمي للرئيس المعين «عدلي منصور» في ذلك الوقت، لانتقاده الجهاز ووصفه بالفضيحة العلمية لمصر، وقال المذيع «أحمد موسى» إن هجوم «حجي» تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية وشركات الأدوية التي ستتضرر بشدة من هذا الجهاز.
وصل الأمر إلى أن بعض الإعلاميين حاول استغلال الموضوع لتلميع صورة السفاح السيسي والإيحاء بأنه فوجئ بالأمر وأنه ليس مسؤولا عنه، بل وأنه غاضب منه وأنه أمر بالتحقيق في ملابساته، لكن مدير الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة نفى أن يكون السفاح السيسي قد أمر بتشكيل لجنة للتحقيق، رغم أنه من المستحيل أن تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنظيم مؤتمر صحفي «عالمي» للإعلان عن الاختراع دون علم السفاح السيسي شخصيا.