موجة ثالثة على الأبواب.. كورونا تفضح متاجرة وإهمال العسكر بصحة المصريين

- ‎فيتقارير

تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الأسبوعين الأخيرين بحسب الأرقام المضروبة التى تعلنها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب تستهدف بها الحكومة الزعم بأن بأن نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي نجح فى مواجهة الموجة الثانية للفيروس كما نجح فى مواجهة الموجة الأولى، وهى الأكاذيب التى اعتاد نظام العسكر ترديدها عبر أبواق المطبلاتية، إلا أن الواقع يشير إلى تزايد الإصابات وحالات الوفيات؛ وهو ما دفع عددا من الأطباء إلى التأكيد بأن مصر على أبواب موجة ثالثة للفيروس قد تكون أشد شراسة من الموجتين السابقتين.
وقال أطباء إن مصر ستشهد دخول فصائل جديدة للفيروس خاصة الفيروس البريطانى والذى أجبر الجزائر على إعلان الإغلاق ووقف رحلات الطيران من وإلى البلاد لمدة شهر. وحذروا المواطنين من تجاهل الإجراءات الاحترازية أو عدم ارتداء الكمامات، مطالبين بعدم الاختلاط خاصة فى شهر رمضان الذى قد يشهد قمة الموجة الثالثة للفيروس.
كان "الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء" قد اعترف من خلال دراسة استكشافية مطولة ترصد بالأرقام وضع مصر ما بين "موجتين" منذ دخول كورونا البلاد بأن الموجة الثانية من فيروس كورونا أشد وأسرع من الموجة الأولى، موضحا أن عدد الإصابات اليومية في الموجة الأولى استغرق 85 يومًا حتى يكسر حاجز الألف إصابة، في حين أن عدد الإصابات اليومي في الموجة الثانية استغرق 31 يوما فقط لكسر حاجز الألف إصابة.
وأشارت الدراسة (التي اعتمدت للأسف على الأرقام الحكومية المضروبة والمشكوك في صحتها) إلى أن متوسط الإصابات اليومي يوضح شدة الموجة الثانية؛ حيث بلغ 587 إصابة يوميًا، في حين كان في الموجة الأولى 429 إصابة يومية، موضحة أن نهاية الموجة الأولى شهدت تزايدا في أعداد الإصابات الأسبوعي بشكل طفيف حتى الأسبوع الخامس حيث بلغ عدد الإصابات الأسبوعي 1616لكن شهد الأسبوع السادس ارتفاعا كبيرا في إجمالي الإصابات الأسبوعي الذي بلغ 2432 إصابة، واستمرت أعداد الإصابات في الزيادة في الموجة الثانية بشكل كبير حيث لوحظ أن إجمالي الإصابات في الأسبوع العاشر بلغ 4394 إصابة وتضاعف هذا الإجمالي في الأسبوع الحادي عشر ليصل إلى 8113 إصابة.
وأكدت أن الموجة الثانية من جائحة كورونا أشد خطورة من الأولى، مشيرة إلى أنه بمقارنة أعداد الوفيات خلال الموجتين، استغرقت الموجة الأولى 90 يومًا لكسر حاجز الـ 50 حالة وفاة يوميا، حيث سجل يوم 13 يونيو 62 حالة، إلا إنه في الموجة الثانية استغرقت 36 يومًا فقط حيث سجلت مصر يوم 27 ديسمبر 53 حالة وفاة. ولفتت الدراسة إلى أنه بمقارنة المتوسط اليومي للوفيات خلال الموجتين؛ يتضح الفارق في تسارع الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس حيث بلغ المتوسط اليومي للوفيات مع بدء ظهور وفيات في الموجة الأولى 7 حالات، فيما بلغ المتوسط في الموجة الثانية 26 حالة.

أمور واردة
من جانبه، زعم محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للصحة والوقاية، أن معدل الإصابات والوفيات انخفض بشكل ملحوظ مطالبا بضرورة توخى الحذر لأن الفيروس مازال موجودا وعلى الجميع التعامل معه على هذا الأساس، فالإهمال يمكن أن يسبب كوارث وفق تعبيره. وحذر تاج الدين فى تصريحات صحفية، من الاطمئنان الزائد لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن تحول الفيروس أو دخول فيروسات جديدة أو موجة ثالثة أمور واردة. وطالب بضرورة الاستمرار فى إجرءات الحماية والوقاية كعامل رئيسى للنجاة، خاصة مع بداية فصل الخريف تحسباً لأى احتمالات.
وأضاف تاج الدين أن مصر خلال الموجة الأولى وصلت إلى ما يقارب عشرة آلاف إصابة فى الأسبوع الواحد، مدعيا أن سبب هذا الارتفاع كان عدم التزام البعض بالإرشادات؛ ما أدى لانتشار العدوى، موضحا أن ارتفاع الاصابات وانخفاضها فى أى وقت مرهون بمدى حرصنا والتزامنا بعوامل الأمن والسلامة. مؤكدا أنه فى حال وجود الحذر ستكون اوضاعنا فى تحسن مستمر بحسب تصريحاته.
وحول التقارير الأجنبية التى تؤكد أن معدل وفيات المصريين جراء كورونا من أعلى معدلات الوفيات فى العالم، زعم تاج الدين أن هذا كلام غير صحيح بالمرة، قائلا: "أنصح كل من يشكك فى ذلك بالعودة إلى أرقام الإصابات فى العالم وأيضا الوفيات بالنظر إلى حجم السكان، وبالتالى يمكن القول إننا فى منطقة أقل من متوسطة بالنسبة إلى معظم الدول وفق زعمه.
وقال الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة، إن الموجة الأولى لفيروس كورونا انتقلت إلى مصر بعد أن وصلت إلى القمة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أنه مادامت هناك موجة ثالثة تشهدها بعض الدول الأوربية خاصة المانيا وإسبانيا بالإضافة إلى ظهور فيروسات متحورة فى بريطانيا وغيره، فمن المؤكد أن هذا سينتقل إلى مصر قريبا. وطالب مصباح فى تصريحات صحفية، المصريين بفرض إجراءات وقائية واحترازية مشددة وتجنب الاختلاط والأماكن المغلقة حتى يبتعدوا عن العدوى.

منظومة منهارة
وتوقع عز الدين الكومي البرلماني السابق، تعرض مصر لموجة ثالثة من كورونا أو لأى وباء فى ظل انهيار المنظومة الصحية بالكامل وفشل دولة العسكر في النهوض بها. وحول التقارير التى تزعم نجاح نظام الانقلاب فى القضاء على كورونا خلال موجتى الفيروس الأولى والثانية، قال الكومى فى تصريحات صحفية، إن هذه أكاذيب وشعارات ترددها أبواق الانقلاب لا وجود لها فى الواقع، معتبرا أن ما يتردد حول هذا النجاح هو إنجازات على ورق مثل إنجازات السيسي. وأشار إلى أن أن الجزئية الوحيدة الصادقة في تقارير الانقلاب هي الخاصة بإرسال مساعدات لبلدان أخرى لمكافحة كورونا، مؤكدا أن نظام الانقلاب أرسل مساعدات لحكومات بعينها من أجل كسب الشرعية أو "الشو الإعلامي" لا أكثر.
وأكد الكومى أن جائحة كورونا فضحت نظام العسكر وإهماله لصحة المصريين، لافتا إلى أنه ليست من أولويات نظام السيسي الإنفاق على القطاع الصحي أو الاهتمام بأوجاع المصريين، مدللا على ذلك بارتفاع عدد الوفيات بين الأطباء والتمريض والعاملين فى قطاع الصحة جراء فيروس كورونا بسبب عدم وجود المستلزمات الطبية والوقائية فى المستشفيات الحكومية.