طالبت 8 منظمات حقوقية بسرعة الإفراج عن السيدة منار أبو النجا لكي تعود الى طفلها البراء أبو النجا في بيئة أسرية آمنة حتى تتمكن هي وابنها من الحصول على المساعدة النفسية والتأهيل اللازمين لاستمرار حياتهما بشكل طبيعي بعد الصدمة الشديدة التي تسبب فيها اعتقالهما وإخفائهما في سراديب الأمن الوطني لمدة عامين.
كما طالب "مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي"، و"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان"، والجبهة المصرية لحقوق الانسان"، و"مؤسسة حرية الفكر والتعبير"، و"مبادرة حرية"، و"كوميتي فور جاستس"، و"المفوضية المصرية للحقوق والحريات" و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان" بإجلاء مصير الزوج والأب عمر أبو النجا، الذي ما يزال مصيره مجهولا منذ اختطافه من منزله، مع زوجته وطفله، يوم 9 مارس 2019.
انهيار الطفل
وفي بيان للمنظمات استحضرت ما حدث للطفل البراء لدى فصله عن والدته المعتقلة بقرار من نيابة الانقلاب أثناء التحقيقات، حيث قال البيان إن الطفل أصيب بالهلع حين تم تفريقه عن أمه، لينتقل إلى الإقامة مع خالته، وظل يصرخ للعودة إلى "الأوضة" التي يرجح أنه أمضى فترة الإختفاء القسري فيها مع والدته.
وفي 21 فبراير 2021 كتب شقيق "منار" على صفحته الشخصية على فيسبوك: "عندي سؤال محيرني. هو المفروض نفرح برجوع البراء لينا بعد سنتين من الاختفاء القسري؟ ولا نحزن على الوضع اللي احنا شايفينه؟!! طفل مش عارف أهله وخايف منهم وبيصرخ عاوز ارجع الأوضه تاني .. عاوز ماما. طفل مش قابل يهزر مع ناس عاديين الناس اللي اتعود يشوفهم ناس ميري لابسين بشكل معين وليهم تصرفات معينة.. ولو هنحزن…نحزن على التدمير النفسي اللي حاصل للطفل اللي خرج بعد سنتين تقريبا مشوه نفسيا وربنا يعيننا على علاج اللي حصل له؟.. ولا نحزن على أمه اللي أجبروها في النيابة تحت تهديد انها تختفي تاني ومحدش يعرف لها طريق انها تقول انها متاخدة من يومين (مع ان معانا حكم محكمة ضد الداخلية يلزمهم بإظهارها من سنتين) وكمان ملفقين لها تهمة زور والعجيب انها بدون أحراز أو أدلة.ولا نحزن على أبوه اللي لحد حالا مظهرش معاهم ومنعرفش عنه حاجة؟؟؟ حد يفيدني؟؟؟؟ملناش غيرك يا رب".
مختفون قسريا
وفي 9 مارس 2019، أي قبل عامين، اعتقلت قوة أمنية أسرة كاملة من منزلها في الإسكندرية؛ شملت الأب عمر عبد الحميد أبو النجا، وزوجته منار عادل أبو النجا، 27 سنة وطفلهما "البراء" الذي كان يبلغ من العمر وقتها عاما واحدا، واختفت الأسرة دون أي أخبار عنها على مدى 23 شهرا.
وفي يوم 20 فبراير 2021، ظهرت "منار" مدرسة الرياضيات بجامعة طنطا، محافظة الغربية بصحبة ابنها وقد أصبح عمره 3 سنوات في نيابة أمن الدولة العليا ووجهت لها كالعادة اتهامات بالانضمام وتمويل منظمة إرهابية دون تحديد ماهية هذه المنظمة وذلك في القضية رقم 970/2020.
وبحسب محضر النيابة فقد ألقي القبض على الأم يوم 17 فبراير 2021 وليس يوم 9 مارس 2019، في أداء آخر متكرر لمن يظهرون بعد فترات طويلة من الإختفاء القسري للتغطية على اختفائهم.
بعد انتهاء التحقيقات تم ترحيل "منار" إلى سجن النساء في القناطر لتبدأ رحلتها في الحبس الاحتياطي الذي قد يستمر لشهور أو سنوات دون إحالة للمحاكمة وبتجديد دوري لقرار حبسها، لخمسة عشر يوما في عشر تجديدات متتابعة أمام النيابة ثم 45 يوما متتالية أيضا أمام غرفة المشورة إلى أن يتم اتخاذ قرار بشأنها. وحيث إن طفلها قد بلغ في هذه الأثناء ثلاث سنوات لم يعد باستطاعة السيدة منار اصطحابه معها في السجن، فالقانون لا يسمح للأطفال البقاء مع الأمهات المسجونات فيما يتجاوز العامين، وكأن سلطات الانقلاب تنفذ القانون!