«جيهان فاضل» طالبت بحق الشهيدة أسماء البلتاجي وهربت من جحيم العسكر.. أين هى الآن؟

- ‎فيتقارير

" بائعة في كندا أحسن من ممثلة في مصر"، هكذا حال الفنانة الثائرة جيهان فاضل، مثلها مثل فنانين آخرين سطروا مواقف بطولية ورفضوا الانقلاب والرقص على أنغام الخيانة، وتقول فاضل إنها كانت تدرك بأنها ستدفع ثمن مشاركتها في ثورة 25 يناير 2011، سواء بالسباب الذي تتعرض له أو ضيق الحال، لكنها عدّته أمرًا بسيطًا أمام الذين شاركوا في الثورة وفقدوا حياتهم ومنهم من فقد عينيه، أو يجلس على كرسي متحرك أو معتقل.
وهاجرت "فاضل" إلى كندا جراء التضييق الذي عانته، فلم تشارك سوى في 3 أعمال فنية من إنتاج شركة العدل جروب، لكنها عانت البطالة بعد سيطرة المخابرات العامة على سوق الدراما في مصر، لكونها من المعارضين للعسكر.

سحل الثوار
بداية صدام "فاضل" مع العسكر ما كتبته في شهر مارس من العام 2012، عندما أكدت ان المجلس العسكري له الخيارات ان يكون مع الثورة او يقف ضدها وهو ما تم اختياره وقام بتوريط الجيش في سحل الثوار، مؤكدة أيضا أن المجلس العسكري عليه أن يرحل.
وكتبت جيهان فاضل على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلة "المجلس العسكري كان عنده خيار ان يكون مع الثــورة واختار ان يقف ضدها ويعمل ثورة مضادة وورط الجيش في قتل ولادنا وسحل بناتنا ولازم يسقط ويرحل".
ورغم ما مارسته عصابة السفاح السيسي، عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، من قمع وترهيب للمعارضة بشتى الوسائل، بما فيها المصادرة والمنع والحصار وحتى السجن، إلا أن كثيراً من الأعمال الفنية التي رفضت ذلك الانقلاب وجدت طريقها إلى النور.
كما عرف أصحابها طريقهم الواضح المناهض لما حدث ويحدث من انقلاب على مبادئ الديمقراطية والحرية، التي لاحت طلائعها، في 25 يناير عام 2011، مع ثورة الشعب في ميدان التحرير ضد الظلم والقمع والاستبداد، الذي مارسته دولة المخلوع مبارك، ثم تراجعت واختفت مع صعود دولة العسكر على جثة أول تجربة حكم ديمقراطي في تاريخ مصر، والتي بدأت مع انتخاب الرئيس الشهيد محمد مرسي، رئيساً للبلاد.
ودعت "فاضل" جموع المصريين إلى إسقاط الانقلاب الذي وصفته بالصهيوني ولتحقيق القصاص لدماء الشهداء، وقالت عبر تويتر: "خالد سعيد، عماد عفت، مينا دنيال، أسماء البلتاجي، سندس رضا، شيماء الصباغ، الدم واحد والرب واحد والوطن واحد والثورة واحدة والعدو واحد".
وتابعت: "الشعب يريد إسقاط النظام، التحرير، الثورة مستمرة، والقصاص قادم انزل هات حق أسماء البلتاجي وسندس رضا وشيماء الصباغ، يسقط الانقلاب الصهيوني".

عسكر مغتصب
يقول الناشط السياسي عمرو محمود :" كلنا نعرف الفنانة جيهان فاضل اللى من ثوار يناير بس كلنا ما يعرفش انها هاجرت كندا عشان مش منافقة زى المنافقين وانتهى بيها الحال إنها تشتغل بائعة هناك في سوبر ماركت".
ويقول محمد عبد الصبور :" شكل الموضوع أكبر من كدة.. اتظاهر اتضغط عليها لفعل شيء ينافي أخلاقها.. عسكر مغتصب…".
ويقول الاعلامي حسام الشوربجي:" الممثلة #جيهان_فاضل اعتزلت الفن رغمًا عنها وهاجرت لكندا للعمل في سوبر ماركت لتعول أطفالها اضطرت لكده بسبب حرمانها من الأدوار بعد مشاركتها في الثورة ورفضها لحكم العسكر ومطالبتها بإعادة هيكلة الداخلية ومحاكمة قتـلة الثوار بقالنا أكثر من 10 سنين بندفع ثمن حب بلدنا غربة وقهر وظلم".
وفي عام الانقلاب الأسود رفضت "فاضل"، انقلاب السفاح عبد الفتاح السيسي على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وتساءلت في تغريدة على موقع "تويتر": بأي حق الشاويش السيسي يعزل الرئيس المنتخب ويعين رئيسًا؟!!! يسقط الانقلاب العسكري".
وأضافت: يسقط الانقلاب العسكري.. الدكتور محمد مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب ولن نقبل انقلابًا على إرادة الشعب، يسقط الشاويش السيسي".
وقالت "فاضل" إن تدخل الجيش السافر في شئون الدولة المصرية لا تلقي له بالًا بقدر رد الفعل من الحكومة المعنية بهذا الشيء، منوهة إلى أن التدخل من جانب أمريكا ينبع من مصالحها في إنهاء الثورة الشعبية، وتأكيد أن ما حدث انقلاب عسكري.
وأشارت "فاضل" خلال لقائها بالناشط السياسي أحمد دومة على قناة "أون تي في"، أن من أبسط حقوقها انتقاد الجيش عندما يدخل في المعركة السياسية، فهو من اختار أن يترك جبهته التي ولي لأجلها وهي حماية الوطن والانتقال للعمل السياسي.
وليست "فاضل" الوحيدة بل سبقها فنانون آخرون، منهم الفنان، هشام عبد الحميد، الذي كان من مؤيدي ثورة 25 يناير، وقال في تصريحات سابقة، أواخر 2012 خلال احتجاجات نظمها العسكر ضد حكم الرئيس الشهيد: "مبادئ الديمقراطية تحتم علي ألا أرفض الرئيس مرسي، حتى ولو لم يكن من معسكري، فقد أصبح رئيساً لكل المصريين".
وقال إن "ما حدث في 30 يونيو ما هو إلا تمهيد لانقلاب عسكري، وأن البلاد تسير إلى الأسوأ، ولا يوجد مساحات للرأي المعارض"، وأكد في تصريح بعد ذلك "أنا ليبرالي وأؤمن بالديمقراطية إلى أبعد الحدود، لكني أؤيد معسكر الرئيس محمد مرسي والإخوان، الذين تحولوا إلى معسكر الديمقراطية".
وكان آخر عمل فني شارك به هشام عبد الحميد عام 2011 وهو مسلسل "بالشمع الأحمر" مع الفنانة يسرا من إخراج سمير سيف، بينما يعد فيلمه "أيام صعبة" آخر عمل سينمائي له وقدمه عام 2009، وسبق لهشام عبدالحميد أن قدم العديد من الأفلام والمسلسلات، منها "أولاد عزام" و"نور الصباح" و"معالي الوزير" و"المهمة" و"أوان الورد" و"قليل من الحب كثير من العنف" و"بوابة إبليس" و"الحب في طابا" و"غرام الأفاعي"، وغيرها من الأعمال الفنية.
واعتزلت "فاضل" الفن نهائيًا قبل سنوات قليلة، وعملت بائعة في محل بقالة صغير يحمل اسم"طيبة"، وهو العمل الثاني لها بعد أن عملت في بداية وجودها في كندا بأحد المطاعم المتخصصة في تقديم الأكلات المصرية مثل الفول والطعمية، إذ تعمل بأجر يومي زهيد من أجل قضاء يومها مع أبنائها الثلاثة، فيما زعمت نقابة المهن التمثيلية في حكومة الانقلاب عدم معرفتها بسفر "فاضل" أو حتى قرار اعتزال الفن.