العالم يواجه الموجة الثالثة لكورونا بالإغلاق.. والانقلاب يكذب ويفبرك الإصابات والوفيات

- ‎فيتقارير

في الوقت الذى تتجه فيه دول العالم إلى الإغلاق الكامل وتعليق كافة الأنشطة والفعاليات وفرض إجراءات احترازية ووقائية مشددة استعدادا لمواجهة الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد التى يتوقع الأطباء وصولها إلى مصر مطلع إبريل المقبل، قرر مجلس وزراء الانقلاب عودة المهرجانات والفعاليات الفنية، ما يكشف حجم الاستهتار واللامبالاة بصحة المصريين، رغم أن نظام الانقلاب الدموى يزعم أنه يواجه فيروس كورونا، وأنه يخصص مليارات الجنيهات لهذا الغرض. وهي تصريحات للاستهلاك المحلي والإعلامي أما الواقع الميداني فينذر بكارثة مع تزايد حالات الإصابة والوفيات بسبب الجائحة.
كان مجلس وزراء الانقلاب قد أصدر بياناً جاء فيه: وافق مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب على طلب إيناس عبد الدايم وزيرة ثقافة الانقلاب باستثناء إقامة معارض الكتاب والمهرجانات والعروض المسرحية في الساحات والمناطق المفتوحة بنسبة حضور 50% من الطاقة الاستيعابية .
من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية، من قدوم موجتين، ثالثة ورابعة، من فيروس كورونا مطالبة دول العالم بتشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية من أجل تقليص أعداد حالات الإصابة والوفاة خاصة أن الموجة القادمة ستكون أكثر شراسة من الموجتين السابقتين.كما حذرت المنظمة حكومات العالم من تخفيف جهود مكافحة الفيروس، اعتمادا على ظهور اللقاحات، مؤكدة أن أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا واصلت ارتفاعها خلال الأيام الماضية. وتوقعت ظهور أعراض جديدة للفيروس لم تكن موجودة في السابق، خاصة مع تحورات الفيروس وطفراته، مشيرة إلى أن الفيروس سيهاجم الجسم كله وستتمثل الأعراض في فقدان حاستي الشم والتذوق وارتفاع في درجة الحرارة والحمي وكذلك الغثيان وآلام في العظم والسيلان في الأنف، والسعال الجاف والمغص وآلام في البطن.

عناد ومكابرة
فى المقابل واصلت وزارة الصحة والسكان بحكومة الانقلاب استهتارها وتجاهلها لانتشار المرض وتزايد الإصابات خاصة بعد عودة الدراسة فى المدارس والجامعات، ونفت الوزارة ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن مناشدتها لوزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالى بحكومة الانقلاب إلغاء الفصل الدراسى الثانى للحفاظ على صحة الطلاب. وشددت صحة الانقلاب فى بيان رسمى على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا أثناء فترة الدراسة وفق تعبيرها. وإمعانا فى العناد والمكابرة أعلنت صحة الانقلاب استئناف العمل بمبادرة عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، بالتزامن مع بدء الفصل الدراسى الثاني من العام الدراسي الجاري. وزعمت أن ذلك يأتى في إطار حرص دولة العسكر على الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب.

أزمة اللقاحات
بالإضافة الى ذلك تتجاهل حكومة الانقلاب ما يجرى فى دول العالم التى أعلنت تعليق استخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا بعد تسببه فى وفاة إيطاليين ودانمركيين وأنباء عن إحداث جلطات فى الدم. كانت وزارة الصحة الألمانية قد أعلنت تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا ، بناء على توصية من معهد “بول إيرليش”، الجهة المختصة باللقاحات في البلاد. وقالت الوزارة : بعد تقارير بشأن حدوث جلطات في الأوردة الدماغية ذات صلة بالتطعيم في ألمانيا وأوروبا، يرى معهد بول إيرليش ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات. وتبعت ألمانيا كل من فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا وإيرلندا والدانمرك والنرويج وبلغاريا وإيسلندا. حول هذه الأزمة قال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إنه يتم التحقيق في تقارير تسلمتها المنظمة حول لقاح أسترازينيكا. وأضاف: بمجرد أن تفهم منظمة الصحة العالمية بشكل كامل ما حدث، ستُعلن على الفور النتائج وأي تغييرات في التوصيات الحالية . وأكد أنه لا يوجد دليل على أن حوادث الإصابة سببها اللقاح.
فى المقابل، أعدت وزارة التعليم العالى بحكومة الانقلاب، ورقة للإجابة عن 40 سؤالا حول لقاحات فيروس كورونا، أعدتها اللجنة العليا للفيروسات التنفسية والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتشجيع المصريين على التطعيم وتلقى اللقاحات. وزعمت التعليم العالى بحكومة الانقلاب أن لقاح “فايزر” لا يؤثر على الحمض النووى DNA وبالتالى لا يؤثر على الصفات الوراثية والجينات. وقالت إنه تم تركيب لقاح فيروس كورونا بتقنية جديدة هى تقنية الـ mRNA عن طريق الأجسام المضادة للمستخدمين للقاح، ولا يحتوى على أى جزء من بروتين الفيروس، ولا يسبب أى تأثير على الصفات الوراثية والجينات وفق تعبيرها. وأشارت إلى أن لقاحات الرنا المرسال تعمل عن طريق توجيه الخلايا فى الجسم إلى كيفية صنع بروتين يؤدي إلى استجابة مناعية، وأن حقن mRNA فى جسمك لن يتفاعل أو يفعل أى شىء مع الحمض النووى لخلاياك، وتتحلل الخلايا البشرية وتتخلص من الرنا المرسال بعد وقت قصير من انتهائها من استخدام التعليمات بحسب زعمها.

دروس من الأردن
وفي أعقاب وفاة 7 مواطنين في أحد مستشفيات الأردن نتجية نقص الأكسجين، وزيادة أعداد المصابين بالعدوى مؤخرا، كان رد الفعل الأردني درسا لكل المصريين؛ حيث توجه ملك الأردن الملك عبدالله الثاني للمستشفي، وتساءل: يعني إيه ما في أكسجين؟. وخرج رئيس الوزراء أمام البرلمان واعترف بأن الحكومة أخطأت وأعلن عن تحمله المسئولية في ظل أنباء تؤكد أن العاهل الأردني أمر وزير الصحة بتقديم استقالته.
وتعليقا على هذا الموقف يقول الدكتور مصطفى جاويش، وكيل وزارة الصحة سابقا بمصر: «مستشفى السلط أنشأ حديثا على أحدث مستوى وبه خزانات أكسجين وشبكات داخلية وإسطوانات احتياطية ولكن حدث نقص في الأكسجين لمدة ساعتين”. وأضاف جاويش أن ملك الأردن نزل بنفسه إلى المستشفى وخرج رئيس الوزراء أمام البرلمان واعترف بأن الحكومة أخطأت وأعلن تحمله المسؤولية وكان هناك أوامر من الملك لوزير الصحة بالاستقالة، وهو ما يؤكد اهتمام القيادة الأردنية بصحة وسلامة المواطنين.
ويضيف جاويش، أن أول أزمة نقص أكسجين حدثت بمصر كانت في مستشفى زفتى بالغربية وتسببت في وفاة عدد من الحالات، وبدلا من قيام وزيرة الصحة بحكومة الانقلاب بزيارة المستشفى وتفقد الأوضاع، ظهرت على إحدى الفضائيات ونفت وقوع الحادث، وزعمت أنه لا يوجد أزمة نقص أكسجين وأن هذه شائعات إخوانية، وفي نفس الوقت تكرر الأمر في مستشفى آخر في الحسينية ومات عدد آخر من المرضى! في مقارنة كاشفة تبرهن على أن الدكتاتور السيسي وحكومته لا يكترثان لأوصاع المصريين مهما كان وقع الكوارث عنيفا على المواطنين.