حكومة الانقلاب تواجه الموجة الثالثة لكورونا بمنع “عزومات رمضان”!

- ‎فيتقارير

مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من الموجة الثالثة لفيروس كورونا والتى تشير الأنباء إلى أنها قد بدأت بالفعل في مصر هذه الفترة وقد تمتد إلى نهاية يونيو المقبل، بدأت بعض دول العالم فى فرض إغلاق كامل وعزل بعض المدن والمناطق التى شهدت انتشارا كبيرا للفيروس خلال الموجتين الأولى والثانية، بجانب تجهيز المستشفيات والفرق الطبية والمستلزمات الطبية واللقاحات لتقليص الإصابات والوفيات بالفيروس إلى أقل حد ممكن.
الوضع فى مصر عكس ذلك، فرغم تحذيرات الأطباء من أن الموجة الثالثة ستكون أكثر شراسة من الموجتين السابقتين خاصة أنها تتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم إلا أن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب تتجاهل الكارثة فلا استعدادات ولا تجهيزات للمستشفيات والفرق الطبية ولا توفير أى مستلزمات وقائية أو طبية وتعتمد الوزارة فقط على التصريحات الإعلامية بأنه "كله تمام" والزعم بأن العالم كله مندهش من التجربة المصرية فى مواجهة كورونا رغم أن المنظومة الصحية منهارة ولا تصلح لعلاج المرضى أو إنقاذهم من أى وباء.
هذا الوضع المزرى كشف عنه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الذى أعلن الأحد 21 مارس عن تخوفه من الموجة الثالثة خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية 2021، بمركز المنارة للمؤتمرات وقال: «شغالين في التطعيم واللقاحات، بس يبقى الجهد والحرص، الموضوع طول بس احنا مالناش خيار، ده وباء عالمي.. وإحنا أقل الدول تأثرا، ونتمنى من الله أن يلطف بينا، خلونا نتمسك بحرصنا والحذر في الإجراءات، خصوصا إنه رمضان جاي والناس عاوزة عزومات وكده» وفق تعبيره. وبدلا من الاستعداد للمواجهة حمل السيسي المصريين المسئولية وطالبهم بعدم التخلي عن الإجراءات الاحترازية الوقائية من الوباء، تحت أي ظرف بحسب تصريحاته.
وزعم أن أزمة فيروس كورونا، وفقت مصر فيها خلال الموجة الأولى والثانية: «الموجة الأولى والتانية عدوا بخير، وإحنا على أعتاب الموجة التالتة، ونتمنى من الله إنها تعدي بخير، وعاوز أقولكم انتم شايفين الدنيا عاملة ازاي بره، وكل القنوات بتتكلم وفق تعبيره.
فى سياق متصل قالت الدكتورة وجيدة أنور، عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي بحكومة الانقلاب، إن مصر لم تدخل الموجة الثالثة لفيروس كورونا، ومازالت في الموجة الثانية، والوضع الوبائي متذبذب بين الارتفاع والانخفاض في عدد الإصابات وفق تعبيرها. وزعمت عضو اللجنة العليا للفيروسات في تصريحات صحفية، أن التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية والحصول على التطعيم سيمنع مصر من الدخول في الموجة الثالثة. وشددت على ضرورة الحصول على لقاح كورونا خاصة للفئات المعرضة للمضاعفات عند الإصابة بفيروس كورونا.
كما زعم الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة صحة الانقلاب، أن مصر تستطيع منع الموجة الثالثة لفيروس كورونا بالوعي المجتمعي والالتزام بعدم نقل المرض من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية. وقال عبدالفتاح في تصريحات صحفية، إن الوزارة تتخوف من زيادة أعداد الإصابات مع دخول شهر رمضان وموسم عيد الربيع وعيد الأم، مطالبا المواطنين بعدم التجمعات وتجنب الزحام فى تلك المناسبات وفق تعبيره.
فى المقابل حذر الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض باطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، من أن وباء "كورونا" يزداد في موجات معينة على مستوى العالم، موضحا أن الموجه الأولى كانت في شهري أبريل ومايو الماضيين، وفي مصر كانت في يونيو العام الماضي. وكشف عز العرب فى تصريحات صحفية، أن عدد الإصابات التى تعلنها صحة الانقلاب أقل 10 مرات من العدد الحقيقي، لافتا إلى أن المنحى الوبائي في مصر حاليًا "مُستعرض" وحدوث الموجه الثالثة يشير إلى تزايد الإصابات بنسبة 10%.
وأعرب عن تخوفه من استعدادات المواطنين لشهر رمضان وشم النسيم؛ لأنها تؤدى إلى تزايد التجمعات؛ مما قد يؤدي إلى تزايد حالات الإصابة المتوقعة، لافتًا إلى أن هناك دولا على مستوى العالم فرضت حظرا كليا أو جزئيا بسبب تزايد الإصابات حاليًا.
وطالب عزالعرب المواطنين فى ظل إهمال وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بحماية أنفسهم من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية في الشوارع والمصالح الحكومية وتحقيق التباعد المكاني، محذرا المواطنين من عدم الالتزام بهذه الإجراءات خاصة ارتداء الكمامات بشكل خاطئ أو التخلص الخاطئ منها، وعدم تحقيق التباعد الاجتماعي. وأكد أن العالم في الوقت الراهن أصبح شغله الشاغل إتاحة لقاحات فيروس كورونا، مشددا على ضرورة تعديل بعض الاستراتيجيات الخاصة بالإتاحة الفورية للقاحات.

واعترف عز العرب بأن اللقاحات لن تمنع العدوى لكن سيصاب المواطن بدرجة بسيطة بما يمنع حدوث الوفيات أو تزايد التردد على العناية المركزة والمستشفيات، مطالبا حكومة الانقلاب بالتعاقد مع شركات إنتاج اللقاح والتوجه نحو الشرق لإتاحته بكميات كبيرة للمواطنين. وأكد أن توفير المزيد للتطعيم، سينعكس إيجابًا على الاقتصاد، مشددًا على ضرورة فرض المزيد من الإجراءات الاحترازية قبل شهر أبريل المقبل وقدوم شهر رمضان حتى نتمكن من تقليص وتقليل الإصابات بالفيروس.
وطالب الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا"، خاصةً مع التغيرات الجوية خلال الفترة الراهنة، والدخول إلى شهر رمضان، موضحًا أن الإصابة بالفيروسات مثل الإنفلونزا الموسمية أو "كوفيد 19" يحتاج إلى التعامل مع المرض على أنه وباء عالمي لحين التأكد من الإصابة به أو الإصابة بنزلات البرد الطبيعية، وأن يتم أخذ الإجراءات اللازمة من خلال العزل التام عن الآخرين، وإجراء مسحة كورونا وتفعيل البروتوكول العلاجي.
وأكد عبد الحميد في تصريحات صحفية، أن لقاحات فيروس كورونا لا تعني انتهاء أزمة الفيروس، مشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الفترة الراهنة، للحد من تزايد الإصابات والوفيات، سواء بالتباعد الاجتماعي والبعد عن الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامات في الشوارع والأماكن المغلقة.