خبراء: المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية إعلان هزيمة وفي مصلحة “الحوثي”

- ‎فيأخبار

في وقت تواصلت فيه بيانات الترحيب الدولي بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب باليمن؛ يظهر المشهد اليمني تباينا حادا بين أطراف النزاع مع تقليل الحوثيين من جدوى المبادرة واعتبارها لم تأت بجديد على حد تعبير المتحدث باسم الجماعة. في المقابل أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أن المبادرة السعودية تضع الحوثيين وداعميهم في طهران أمام مواجهة حقيقية مع الشعب اليمني والمجتمع الدولي برفضهم جهود السلام وإصرارهم على الحرب.

التباين يجسده الواقع الميداني؛ حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش السعودي والحوثيين في عدة جبهات بمحافظة "مأرب" بالتزامن مع غارات شنتها طائرات التحالف السعودي الإماراتي على مواقع وآليات للحوثيين فيما ذكر الجيش السعودي أن قواته تصدت لهجوم شنه الحوثيون على إحدى الجبهات جنوب شرقي تعز في محاولة منهم لاستعادة المواقع التي سيطر عليها التحالف في الأيام الماضية.

هروب من الورطة

وقال أسعد الشرعي الناشط والإعلامي اليمني، إن الشعب اليمني نفض يديه من أي مبادرات تأتي من السعودية، فلا يوجد تاريخيا مبادرة سعودية خدمت اليمن والمشروع الوطني وكل المبادرات السعودية تصب في مصلحة الانقلابيين.

وأضاف الشرعي، في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن الإعلان عن هذه المبادرة في هذا التوقيت مريب جدا بسبب تعرض الحوثيين لخسائر كبيرة مؤخرا وكان يجب على السعودية ترك الجنود في الميدان لتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة، مضيفا أن الإعلان لم يكن مفاجئا وأنه سبق وأعلن قبل شهرين عن توقعه إعلان السعودية وقف إطلاق النار كردة فعل لإعلان جو بايدن. وبالتالي يكون من أعلن وقف إطلاق النار هو بايدن.

واعتبر "أسعد" أن المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار إعلان لهزيمته في اليمن بعد 7 سنوات من شعارات الحسم والعزم وبعد أن مات ما يقارب ربع مليون يمني، مؤكدا أن المستفيد الوحيد من هذه المبادرة هي جماعة الحوثي.

وأوضح أن التحالف الإماراتي الإيراني انتصر في اليمن ونجح في غرس حزب الله جديد في خاصرة السعودية وهو ما ستعاني منه المملكة مستقبلا، مضيفا أن السعوديين أدركوا أخيرا الخنجر المسموم الذي غرس في ظهورهم من الإمارات بعد فوات الأوان.

ولفت إلى أن هذه المؤامرة باتت واضحة تماما الآن، متسائلا: لماذا يقصف الحوثيون السعودية ولا يقصفون الإمارات؟ ومن أين تأتي الصواريخ التي يقصف بها الحوثيون السعودية؟ كما أن طائرات الإمارات لم تصف الحوثيين ولو مرة واحدة فيما قتلت المئات من جنود الشرعية.

وأشار إلى أن التحالف الإماراتي الإيراني قديم وهو المهندس للانقلابين الذين وقعا في صنعاء وعدن والانقلاب الثالث في الحديدة وكل هذه أدوات صيغت من غرفة عمليات مشتركة إماراتية إيرانية.

وتابع: "السعودية متورطة وتبحث عن مخرج بعد أن وصلت إلى طريق مسدود وانتهلا بنك أهدافها، وكل العاصفة كانت في السنة الأولى ثم انحرفت بعد ذلك وأصبحت هزلية"، مضيفا أن السعودية تبحث عن مخرج منذ سنوات لكن القرار الأمريكي لم يكن قد صدر بعد، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي ما خطى خطوة إلا وورط المملكة كما حدث في حصار قطر ومقتل خاشقجي.   

مبادرة جيدة بشرط

أحمد المؤيد، الكاتب والباحث السياسي اليمني، رأى أن المبادرة السعودية من حيث الإطار أمر جيد وكان يفترض وجود العديد من المبادرات لحل الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان السعودي، معربا عن أمله أن ترتقي المبادرة إلى مستوى الأزمة في اليمن ولا تقدم أنصاف حلول أو حلول ترقيعية أو تكون للاستهلاك الإعلامي فقط.

وقال "المؤيد" إن المبادرة تحتاج إلى بعض النقاش والتعديل حتى تلائم الوضع اليمني والمرحلة الراهنة وتضمن حلا مستداما يرضى به جميع اليمنيين. لافتا إلى أن المبادرة السعودية تصب في مصلحة المملكة وما يسمى بحكومة هادي وإذا جرى تعديلها يمكن أن تصب في مصلحة الشعب اليمني والسعودية أيضا لأنها، حينئذ، ستضمن تحقيق السلام في اليمن وتحقيق الأمن للسعودية.

وأوضح أن المبادرة في شكلها الحالي هي إطار غير قابل للتطبيق وتحتاج إلى تعديل فيما يتعلق بمصير الجزر والموانئ المحتلة من قبل الإمارات ومصير القوات الأجنبية الغازية في اليمن وكيف يضمن اليمنيون عدم تدخل السعودية مجددا في بلادهم وأن تقوم المملكة بتقديم تعويض عن الأضرار التي لحقت باليمن على مدار سبع سنوات.