“هشيله من على وش الأرض”.. لماذا تعهد السيسي بحماية الكرسي وباع النيل لإثيوبيا ؟

- ‎فيتقارير

ماراثون من المفاوضات الصفرية أتمت عامها العاشر لم تصل إلى ضفة التوافق، تُكمل أزمة سد النهضة الإثيوبي عقدها الأول، مع مساع لتشكيل آلية رباعية دولية للوساطة بين إثيوبيا وعسكر الانقلاب بمصر والسودان. واحتفلت أديس أبابا بالذكرى العاشرة لبدء مشروع السد على النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتصر على بدء ملء ثان له بالمياه في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع عسكر الانقلاب بالقاهرة والخرطوم.
فيما تتمسك عصابة الانقلاب بالقاهرة والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية، وتتمسكان أيضا بوساطة دولية حفاظا على الاستقرار الإقليمي، وفق تقديرهما.

انت اللي بعت النيل
وقبل أيام، رفضت إثيوبيا مقترحا سودانيا، أيدته عصابة الانقلاب بمصر، بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي، لحلحلة المفاوضات المتعثرة على مدار 10 سنوات.
وأطلق ناشطون مصريون وسم "انت اللي بعت النيل" ووجّهوا الاتهام إلى السفاح السيسي ببيعه لمياه نهر النيل، في أعقاب إعلان وزير الخارجية الإثيوبي دمقي كونن، عن توجّه بلاده لاستكمال مشروع سد النهضة.

إثيوبيا الأقوى

ويرى عدد من الناشطين أن إثيوبيا تمتلك الموقف الأقوى اليوم، وهي قادرة على الحصول على كميات هائلة من مياه النيل، بسبب تخاذل عسكر الانقلاب خلال السنوات الماضية، وتورطه بصفقات مشبوهة، من خلال توقيع اتفاقية "المبادئ" مع إثيوبيا قبل 6 سنوات، الأمر الذي ضعّف الموقف المصري، ما يهدد ملايين المصريين بسنوات قادمة عنوانها الجفاف ونقص المياه.
من جهته يقول الناشط والمحلل السياسي الدكتور عماد الوكيل :" إثيوبيا صرحت امبارح للمرة الألف إنها هتملى السد حتى لو موصلتش لاتفاق مع مصر و السودان. المتحدث باسم الخارجية المصرية ردا على تصريح إثيوبيا بيقول إن من المؤسف أن إثيوبيا بتتكلم باللهجة السيادية دي في مورد طبيعي يجب استخدامه للجميع".
مضيفا: "يعني يا جماعة لما كان السيسي بيتكلم على كرسي الحكم قال الي هيقرب هشيله من على وش الأرض شيل طيب واللي يقرب من مصر و النيل نعاتبه بالبيان الجميل ده. للأسف الخيانة من أول لحظة فطن لها العقلاء وإن لم تتأكد أن من يحكم مصر خائن بلا جدال فإما أنك خائن أو… ياأخي اعتبر إثيوبيا الإخوان اللي انت قتلتهم وعذبتهم وشردتهم عشان تحكم" .

نقطة تحول
في مارس 2015، وقع السفاح عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني آنذاك عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا حينها هايلى ديسالين في الخرطوم على وثيقة باسم "إعلان مبادئ سد النهضة"، تضم 10 مبادئ منبثقة عن قواعد القانون الدولي للتعامل مع الأنهار الدولية، أخطرها الاعتراف عسكر الانقلاب بحق اثيوبيا في بناء السدود وخفض حصة مصر المائية.
هذه المحطة تحديدا تمثل نقطة تحول فاصلة في تعامل إثيوبيا مع عملية تشييد السد، إذ إنها كانت تشهد تعثرا واضحا ولم يكن قد تم تشييد سوى نحو 30% من السد الذي كان يفترض، طبقا للخطط الإثيوبية أن يكتمل بناؤه خلال أربع سنوات فقط.
وهذا ما عبر عنه الدكتور أحمد المفتي، عضو اللجنة الدولية لسد النهضة الإثيوبي وخبير القانون الدولي، بعد أيام من توقيع اتفاق المبادئ في الخرطوم، بقوله في حوار مع صحيفة المصري اليوم إن الاتفاق قد أدى "لتقنين أوضاع سد النهضة، وحوّله من سد غير مشروع دوليا إلى مشروع قانونيا".
المفتي، وهو المستشار القانوني السابق لوزير الري، أضاف أن الاتفاق ساهم في تقوية الموقف الإثيوبي في المفاوضات الثلاثية، ولا يعطي مصر والسودان نقطة مياه واحدة، وأضعف الاتفاقات التاريخية، موضحا أنه تمت إعادة صياغة اتفاق المبادئ بما يحقق المصالح الإثيوبية فقط، وحذف الأمن المائي، ما يعني ضعفا قانونيا للمفاوض المصري والسوداني.

تقصير  مصري سوداني

وتابع المفتي وقتها: "المشروع الإثيوبي كشف عن تقصير مصري سوداني 100%، لأن البلدين تجاهَلَا أن أساس أي مشروع مائي على الأنهار الدولية المشتركة، يعتمد على المدخل القانوني، وتقدير الوزن القانوني قبل الشروع في تنفيذ المشروع".
نهاية المأساة وقمة الملهاة حدثت في يونيو 2018، وخلال مؤتمر صحفي مع السفاح السيسي في القاهرة، طلب السفاح من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن يقسم بأن بلاده لن تلحق ضررا بالشعب المصري، قائلا: "والله لن نقوم بأي ضرر بمياه مصر.. والله لن نضر بكم أبدا"، وهو ما أطلق طوفانا من التهكم والسخرية من شرق إلى غرب كوكب الأرض على بلاهة السفاح السيسي.
ونشرت الناشطة السياسية "أمل حطّاب" صورة تجمع السفاح السيسي مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير ورئيس إثيوبيا، تعود لعدة سنوات عندما وقع الثلاثة على خطة اتفاقية المبادئ في ما يخصّ النيل، الأمر الذي يعتبره الكثير من المصريين، مقدمةً للتنازل عن حقوق المصريين بالمياه، ووصفت السفاح السيسي بالخائن الذي باع النيل.
حساب "شمس الأصيل" قال إن السفاح السيسي تعمّد إفساد كل موارد مصر، وآخرها نهر النيل، كما حارب الموارد البشرية من خلال زج العلماء، المفكرين، والمهندسين في السجون، وتداول الناشطون صورة السفاح السيسي وهو يوقّع على اتفاقية المبادئ في 2015، واعتبروا أنه في هذه اللحظة تنازل عن حقوق المصريين في مياههم، ووصفوه بالخائن والعميل.