من قطار سوهاج إلى عمارة جسر السويس.. السيسي يخفي أرقام الضحايا ومواقع التواصل تفضحه

- ‎فيتقارير

طوال سنوات الانقلاب الماضية، شهدت مصر تسارعا في معدلات الكوارث التي تنال من المرافق العامة والمنشآت الخاصة، فكانت حوادث تصادم القطارات، أو اشتعال النيران بها، أو انقلابها وخروجها عن مسارها الطبيعي، كما تعد حوادث الطرق فيها واحدةً من أعلى النسب عالميا، يليها سقوط العقارات على رؤوس ساكنيها، ثم احتراق المحال والمصانع.
ففي عام 2018، بلغ عدد حوادث الطرق 8500 حادثة، بنسبة وفاة بلغت 9 أفراد لكل 100 ألف، وذلك بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ورغم استمرار الظاهرة خلال السنوات الماضية، فإن حكومة الانقلاب لم تضع إستراتيجية للقضاء عليها أو لتخفيض عدد الحوادث، للمحافظة على أرواح الناس.
وتشير إحصاءات غير حكومية إلى مقتل نحو ستة آلاف مصري، وإصابة أكثر من 21 ألفا آخرين، غالبيتهم من الفقراء والمهمشين، بسبب حوادث القطارات خلال سنوات الإنقلاب، وتحتل مصر مركزا متقدما بين أسوأ عشر دول على مستوى العالم في ارتفاع معدلات حوادث القطارات التي تؤدي إلى الوفاة، وهو ما أدرجها على "الخريطة السوداء" لحوادث القطارات.

التذكرة يا كامل!
وكان وزير النقل الحالي في حكومة الانقلاب، الفريق كامل الوزير، قد وعد بإنهاء الحالة المتردية للسكك الحديدية في مصر، مسلَّحا بدعم كبير من السفاح عبدالفتاح السيسي منذ توليه المنصب قبل عامين، وسط حديث عن تمويل غير مسبوق خصص لتطوير هذا المرفق.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتحدث فيه وزير النقل كامل الوزير على مواطنة طالبته بخفض سعر تذكرة المترو، على هامش افتتاح محطة "هليوبوليس" بالخط الثالث لمترو القاهرة. وقالت: "أنا مرافقة لابني المريض بالتوحد الذي يتلقى جلسات منتظمة للتخاطب"، مضيفة: "إبني يقطع تذكرة مخفضة بنصف جنيه، وأنا أقطع تذكرة بخمسة جنيهات، وكل ما أطلبه هو المساواة معه".
وعندما وقعت كارثة "محطة مصر" في نهاية فبراير من عام 2019، والتي راح ضحيتها 22 مواطنا، طرحت تساؤلات حول السياسات التي ساهمت في تدهور سكك الحديد لتصبح سببا في سلسلة طويلة من كوارث القطارات، وخصوصا أن الحادث جاء في المحطة المركزية في قلب العاصمة، التي عادة ما تحظى بأكبر تركيز للموارد وعوامل التأمين.
يقول الكاتب الصحفي محمد فخري: "منطقيا أعداد الضحايا المعلنة غير حقيقية للأسف الاستبداد والفساد والإهمال والعسكرة ينهشون أجساد المصريين بشكل شبه يومي للأسف نستقي أخبارنا من الجزيرة وسط تعتيم محلي كامل.. النظام يواجه خطاياه بالتعتيم والتجاهل ".

أم المعاق

وتقول الناشطة كوكي السيد :" فاكر يا كامل يا "…" لما أم المعاق قعدت تتذلل عشان كارنيه تخفيض ليها على تذكرة ب٥ ج . ولا فاكر شهيد لقمة العيش و لا فاكر الحراسة بتعتك وهى بتزق الناس عشان محدش يقرب منك؟ يد الله هى الاعلى".
وتقول نرمين الشال :" خلاص كل واحد ماشي بدماغه #الفساد سوسة بتنخر في كل مكان، مفيش حد عامل حساب لربنا، ولا لقانون ولا لحكومة، ولا حتى لأرواح الناس، وياريت بتتهد على دماغه لوحده لكل بتجي على دماغ الأبرياء".
ويقول الكاتب الصحفي طه خليفة: "نام المصريون يوم الجمعة على كارثة قطاري سوهاج .. واستيقظوا فجر السبت على مأساة انهيار عمارة جسر السويس.السيسي بحاجة إلى ثورة على الفساد والإهمال والعجز والإخفاق والفشل والتلاعب والنفاق في الدولة العميقة، حتى يكون قادراً فعلاً على بناء دولة جديدة صريحة نزيهة شفافة على أسس صحيحة عمادها القانون والمسؤولية والمراقبة والمحاسبة والضمير".

اخفاء الضحايا
يمكن تفسير الانهيار الذي جرى في قطاع السكك الحديدية بمصر، بالانهيار الذي حدث في العديد من المؤسسات التي تتعامل مع القطاعات الشعبية بالمجتمع، مثل التعليم والصحة، وغيرها، وهي قطاعات كانت مصر سباقة فيها مقارنة بالشرق الأوسط وإفريقيا، وحتى مقارنة بعدد كبير من الدول خارج أوروبا الغربية.
تقول بسملة سالم :" فى اتصال هاتفى مع ابنتى الطالبة بجامعة اسيوط عرفت أن طالبات جامعيات معها فى المدينة الجامعية استشهدوا اليوم فى حادث قطارى سوهاج .تحكى لى وهى تبكى كيف أن إدارة المدن الجامعية أعلنت على صفحتها على الفيس بوك أسماء حوالى ٢٠ من البنات الشهيدات لإبلاغ أهلهن للتوجه لمكان الحادث لاستلام رفاتهن .طبعا لا تتصوروا حالتى وأنا اسمع دقات قلبها بالتليفون .عزائى لكل أسرة فقدت أحد أعضائها وإنا لله وإنا إليه راجعون ".
ويقول الكاتب الصحفي إبراهيم فايد :" لقطات أليمة لانهيار برج مكون من ١٠ طوابق مأهولة بالسكان بمنطقة جسر السويس قلبي ماطاوعنيش أنشر المقاطع المصورة من موقع الحادث.. مناظر تدمي القلوب بآهات وصرخات المشردين والمصابين والفاقدين والمفقودين تحت الأنقاض.. أيام ثقال على مصر وشعبها المغلوب على أمره الحزن استكتر علينا يمر الليل بسلام بعد كارثة قطار سوهاج فأفجعنا بعدها بساعات بضحايا ومبتورين ومفقودين.. وكأن شمال مصر حزن على جنوبها فأبى إلا أن يتشاركا العزاء.. مصر كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى! اللهم انتقم من كل مسؤول فاسد، ومن كل مهندس فاشل، ومن كل مقاول غشاش، ومن كل صاحب عقار عديم الضمير، ومن كل من أبكى وأنهك هذا الشعب المسكين وانتهك حرمة حياته وصحته وممتلكاته وطموحه وحرمه أبسط حقوقه في معيشة آدمية".

فتش عن الفساد

ويقول الكاتب الصحفي أشرف خليل :" في حادث القطار كما في كل مؤسسات الدولة فتش عن الفساد …البيروقراطية العفنة واباطرة الأجهزة المحلية… موظفيين أنصاف آلهة يرتكبون الأخطاء فلا يعترفون بها …لا يخدمون مواطن بل يقهرونه ويستنزفونه ويقتلونه بدم بارد على قارعة الطريق …يدمرون الوطن ولا يكترثون….المهم تستمر السبوبة ويحافظوا ع المصلحة الخاصة وكشف المكافأت والاكراميات و يظلوا في السليم بتستيف الأوراق ..وليس لنا من سبيل سوى أن نذهب جميعا إلى الجحيم…ولا عزاء لأسر الضحايا فكلنا على الطريق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ويقول الناشط السيد عثمان :" وكوبري المريوطية وقع امتى ؟.. تانى يوم عمارة جسر السويس ما وقعت .. هي العمارة وقعت ؟.. ايوه .. عشية حادثة قطرين سوهاج .. هو كمان قطرين سوهاج اتقلبو ؟.. على طول بعد ما سفينة بنما جنحت في قناة السويس وقفلتها بيوم واحد ..والحكومة كانت فين؟…كانو بيفكرو في ضرايب جديدة تعوض خساير قناة السويس".