من “صراخ” عبد الناصر إلى “جعجعة” السيسي.. هل تأتي 67 جديدة؟

- ‎فيتقارير

مثلما غطى أبو الانقلاب العسكري جمال عبد الناصر على خسائره الفادحة في اليمن بالجعجعة والتهديد برمي "إسرائيل" في البحر، قام السفاح عبد الفتاح السيسي بالتغطية على فضيحة جنوح السفينة البنمية في "قناة السويس" بزفة إعلامية من موقع الحدث، مع تهديد إثيوبيا بـ "الخط الاحمر" في ملف سد النهضة، فهل تختلف النتيجة اليوم كثيرا عن نتيجة جعجعة عبد الناصر في ٦٧ ؟
وفي وقت سابق، أبلغت إثيوبيا المبعوث الأمريكي للسودان أنها ستمضي في عملية الملء الثاني لسد النهضة، وخلال المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي للخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، قال إن الخارجية الإثيوبية أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، بأننا سنمضي في عملية الملء الثاني لبحيرة سد النهضة، وأنها جزء من عملية بناء السد التي تخطط لها البلاد.

برود وعناد
وجعجع السفاح السيسي بالقول إنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وهذا ليس تهديدا لأحد، زاعما أن "حوارنا رشيد جدا وصبور جدا ولا أحد يتصور أنه سيكون بعيدا عن قدراتنا ورد فعلنا على المساس بمياه مصر".
وأضاف كاذبا: "إن معركتنا معركة تفاوض والعمل العدائي مرفوض.. ولكن إذا تأثرت إمداداتنا المائية فإن رد مصر سيتردد صداه في المنطقة"، وأضاف أن العمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة، والشعوب لا تنسى ذلك، وما نطلبه أمر لا يخرج عن القوانين فيما يتعلق بالمياه العابرة للحدود".
وبينما يجعجع السفاح السيسي أمام إثيوبيا تقابله الأخيرة ببرود وعناد وتصف تجعير الجنرال بـ"الفارغ عديم القيمة"، وتأتي مواقف الإمارات تجاه كارثة سد النهضة لتفضح الموقف الحقيقي للجنرال الانقلابي الذي استثمرت فيه المليارات ونفذ لها انقلاب 2013.
وتحدثت تقارير كثيرة عن الدعم الذي قدمته "أبوظبي" لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في حربه ضد إقليم تيجراي من خلال القاعدة الإماراتية في القرن الإفريقي، مع عدم استغلال أوراق الضغط الهائلة التي تمتلكها لدى رجل إثيوبيا القوي كي يتبنى موقفا أكثر عقلانية في ملف سد النهضة، خصوصا أن مياه النيل تمثل مسألة "حياة أو موت" للمصريين ومواصلة آبي أحمد تعنته وصولاً للملء الثاني الأحادي في يوليو المقبل يعني ببساطة انفجار الموقف، فهل هذا ما تريده الإمارات؟

أصابع الإمارات
ومنذ إعلان التطبيع مع كيان العدو الصهيوني منتصف أغسطس من العام الماضي، وتوقيع اتفاقات بين الإمارات والصهاينة لتطوير ميناء حيفاء الفلسطيني المحتل، والحديث عن خط أنابيب لنقل النفط من الخليج إلى أوروبا عبر كيان العدو الصهيوني، دون المرور من قناة السويس، وهو ما يعني فقدان القناة لأكثر من ثلث عائداتها التي تأتي من ناقلات النفط. 
وتثير جعجعة السفاح السيسي أن رد مصر على أي نقص في إمدادات المياه "سيتردد صداه في المنطقة"، تكهنات عدة حول إمكانية لجوء عسكر كامب ديفيد لاستخدام القوة في ملف مياه النيل، وإعاقة خطط إثيوبيا لملء سد النهضة، وهو ما يسلط الضوء على تعهد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد القديم ببناء قوات بحرية لبلده الحبيس -الذي لا يملك أي سواحل على البحر- بعد شهرين فقط من وصوله إلى السلطة وذلك بمساعدة الإمارات، في خطوة رأى المراقبون أن هدفها الأساسي هو توفير الحماية للسد وإعاقة أي جهود عسكرية محتملة لمنع أديس أبابا من السيطرة المنفردة على مياه النيل.
يقول الناشط عصام عناني: "العقلية العسكرية عقلية واحدة على مر العصور ولكن العقليات إللى فى مصر من ساعة ما حكموا عقليات لا توجد مثلها فى العالم فهم فاكرين نفسهم على درجة من العبقرية التى تؤهلهم لتولى كل مقاليد الوظائف في الدولة ولا يعلمون أنهم على درجة من الغباء المتكبر الذي أدى إلى إفشال الدولة على أيديهم".