المونيتور: دراما رمضان المصرية تستهدف تشويه جماعة الإخوان وتبرير مذبحة “رابعة”

- ‎فيتقارير

 

ألقت صحيفة "المونيتور" الأمريكية الضوء على خريطة البرامج ودراما رمضان 2021 في مصر، مشيرة لأن البرامج والمسلسلات المناهضة للإخوان ستهيمن على القنوات المصرية، كما سيجري تبرير مذبحة رابعة والنهضة عبر مسلسل "الاختيار 2".

الصحيفة قالت إنه خلال الموسم التلفزيوني الرمضاني الذي يشهد غزوا للمسلسلات التي تشرف عليها المخابرات سيعرض التلفزيون الرسمي المصري عدة مسلسلات تشوه جماعة الإخوان المسلمين وتمجد عمليات الجيش والشرطة ضد الجماعة، في تكرار لمواسم سابقة.

وأكدت أن موسم الدراما الرمضانية، الذي ينطلق في إبريل 2021، سيشهد العديد من المسلسلات التي تتناول التطرف والإرهاب من قبل جماعة الإخوان المسلمين وعمليات الجيش والشرطة ضد أعضاء الجماعة، وجميعها من إنتاج "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"  (سينرجي).

قصة "سينرجي"

وفي عام 2019، ذكرت وكالة رويترز  أن "سينرجي"، هي شركة أسستها الحكومة، و"اثنان من أعضاء مجلس إدارة الشركة الأربعة لهم صلات بالمخابرات العامة المصرية، وأن رئيس المخابرات كان يرأس سابقا إحدى وحدات الشركة".

وقد اشتكي منتجون وأصحاب شركات فنية خاصة لوكالة رويترز حينئذ من مضايقات تصب في صالح الشركة المنافسة الجديدة "سينرجي".

وقال جمال العدل صاحب شركة "العدل جروب" هو وبعض القائمين على أعمال درامية إنهم أيدوا تدخل الدولة في البداية في سوق التلفزيون لأسباب اقتصادية وتنظيم أسعار أجور الممثلين، لكن التدخل زاد والسلطات الآن هي التي تحدد من يعمل في الإنتاج الفني ومن لا يعمل.

أيضا قال المخرج خالد يوسف عضو مجلس نواب الانقلاب السابق إن الحكومة "بدأت تتدخل في المحتوى الدرامي نفسه"، ودفعت شركات الإنتاج الخاصة إلى التوقف عن العمل لفرض سيطرتها، وقال: "هما مش عايزين حد يفكر".

وقد وصل الأمر لإبلاغ شركات الانتاج الأخري غير الحكومية بقائمة بالموضوعات المحظور تناولها في المسلسلات، وتصر لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام علي أن تتضمن المسلسلات التلفزيونية السياسة صورة إيجابية لا سلبية عن رجال الشرطة والجيش والحكومة.

ومنذ الانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي، تنتج الشركة  أفلاما تصور الأعمال البطولية للجيش المصري، وتركز على معارك الشرطة ضد "الإرهاب".

وزعم الناقد الفني طارق الشناوي لـ "المونيتور" أن رمضان فرصة مهمة للغاية لتوعية المصريين بضرورة محاربة فكر الإخوان ليس في مصر فقط بل في البلدان العربية أيضا، وطالب بترجمتها للغات أجنبية أيضا لبثها في الخارج.

تمجيد الجيش

وكشفت الناقدة الفنية ماجدة موريس لـلموقع أن هذه المسلسلات التي تمجد الأعمال البطولية للجيش والشرطة، تهدف من ورائها السلطة إلى رفع معنويات الجنود المصريين وهم يخوضون عمليات أمنية".

وأضافت: "لقد أدركت الدولة أنها بحاجة إلى سلاح الفن والدراما إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية لمحاربة الإرهابيين والإخوان المسلمين، لإقناع المصريين بأن المعركة ضد الاخوان لا المعارضة المصرية".

تبرير مذبحة رابعة

تقول المونيتور إن واحدة من مسلسلات رمضان المثيرة للجدل مسلسل "الاختيار  2" الذي "يصور اشتباكات بين الأمن وما يبدو أنه نشطاء من جماعة الإخوان، ويروي قصص مقتل بعض أفراد قوات الأمن في العمليات الأمنية والاشتباكات مع جماعة الإخوان المسلمين عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من 2013 إلى 2020".

وكان المخرج بيتر ميمي-مخرج "الاختيار 1و 2" –زعم في تصريح صحفي يوم 7 يناير 2021 أن "المسلسل مشروع وطني لنشر الوعي للأجيال القادمة ويتضمن مشاهد من الاحتجاجات التي قامت بها جماعة الاخوان المسلمين خلال هذه الفترة"!

وتضمن مسلسل "الاختيار 1" الذي عرض في رمضان الماضي 2020 قصة حياة العقيد أحمد منسي، قائد الكتيبة 103 بالجيش المصري الذي قتل في هجوم إرهابي 2017 في مدينة رفح المصرية بسيناء، وروى قصص داعش سيناء، ويركز الجزء الثاني على  مذبحة رابعة عقب الانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي.

ويرصد مسلسل «الاختيار 2» الذي يسمي «أبطال الظل»: "دفاع الشرطة عن الوطن" بحسب زعم الصحف المصرية المؤيدة للانقلاب، فيما يقول نشطاء إنه محاولة لتبرير مذبحة رابعة والنهضة وإظهار الأمر علي أنها "محاربة لإرهابيين يحملون السلاح" بينما كان اعتصاما سلميا قتل فيه الف مصري بحسب تأكيد حازم الببلاوي رئيس الوزراء حينئذ لقناة CBS الأمريكية.

مسلسلات أخرى

ضمن مسلسلات رمضان الحكومية أيضا مسلسل «هجمة مرتدة» الذي يقوم بإظهار دور أجهزة المخابرات المصرية في تجنيد شاب يحمل معلومات خطيرة حتي لا يتضرر الوطن من تسريبها.

وفي المسلسل، تحاول مخابرات دولة معادية تجنيد شاب يعمل في الخارج يتصل بجهاز المخابرات المصري الذي يقوم بتدريبه كعميل ويرسله في مهمة.

ومسلسل "القاهرة كابول" – المؤجل من رمضان الماضي-الذي يتناول مخططات الإرهاب، عبر صراع 3 أفراد يمثلون 3 جهات متضاربة يعيشون في مصر، منهم من يدخل الشرطة ومنهم من يدخل الإعلام ومنهم من ينقلب وينتمي للجماعات الإرهابية.

وفيه تظهر شخصية أسامة بن لادن، وقال نشطاء إنه "سيتضمن أكاذيب"، وانتقدت صفحة "أفغانستان بالعربي" المسلسل قائلة: "يؤسفنا أن إخواننا العرب يصرون على لصق اسم الإرهاب مع أفغانستان حتى تغش أذهان شعوبهم".

أيضا يعرض في رمضان فيلم "السرب"، الذي يوثق غارة جوية شنتها القوات الجوية المصرية على مدينة درنة الليبية في أعقاب قيام تنظيم الدولة الإسلامية بقطع رؤوس الأقباط في ليبيا عام 2015.

وانتقدت مواقع ليبية الفيلم وقالت إن الغارات المصرية على درنة ليست عملا بطوليا لأنه قتل فيها عددا من المدنيين بينهم 3 أطفال يومها.

ورد ناشطون من "درنة" بالرواية الحقيقية موثقة بتسجيلات مرئية، تظهر استهداف الطيران المصري لبيوت المواطنين البعيدة عن عناصر التنظيم الذي لم يتأذوا مقابل سقوط مدنيين بينهم 3 أطفال.

وبدأت السيطرة الحكومية الرسمية المصرية على المسلسلات والإنتاج الدرامي باستحواذ أجهزة سيادية ورجال أعمال تابعين لها على قنوات فضائية تبث الأفلام والدراما، مثل شركات «فالكون»، و«إعلام المصريين»، وأخيرا «إيجل كابيتال»، ما جعل المسلسلات ترزح تحت رحمة مُلَّاك هذه القنوات.

وتبع هذا إجراءات رقابية بالجملة كإنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للجنة الدراما، وكتابة سيناريوهات لا تنتقد الحكومة، والظهور المكثف لضباط الشرطة والجيش في قصص المسلسلات باعتبارهم أبطالا خارقين يواجهون الإرهابيين.