جماعة “الإخوان” تهنىء المسلمين والعالم برمضان: مستمرون على أفكارنا ومبادئنا وتحية للمعتقلين وأسرهم

- ‎فيبيانات وتصريحات

هنأ إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأمة الإسلامية والإنسانية كلها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وقال منير في رسالة مسجلة بثتها قناة وطن مساء أمس: "عمل يرجوه كل مسلم أن تطول به ساعات عمره لبلوغ شهر رمضان الذي من الله به على عباده بليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر، كما من الله على عباده لتكون ساعات هذا الشهر الفضيل إعدادا للنفوس لتحمل مشقات الطريق إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى حين تعلو إرادة القرب منه سبحانه وتعالى على كل الإرادات بما تحققه من سمو الروح واستعلائها على مطالب الجسد وشحذ الهمم للسير على نهج الله سبحانه وتعالى".

وأضاف منير: "هو شهر القرآن تلاوة ومدارسة والعمل به يقينا وتسليما وهو الشهر الذي شهد نزول شديد القوى جبريل عليه السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بالقرآن حاملا البلاغ الرباني للبشر في الحياة متمما لما سبقه من رسالات ليكون نهجا للإنسانية كلها وبما أكدته الكثير من آياته مثلما جاء في سورة آل عمران: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، وكما جاء في سورة الأعراف في قوله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون".

وعبر عن هذه الأحكام الربانية في رسالة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام بقوله: "يا أيها الناس إن ربكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وتابع: "بمناسبة هذا الشهر الكريم فإننا في جماعة الإخوان المسلمين ومع التهنئة والمباركة للإنسانية كلها نؤكد للعالم كله استمرار الجماعة على فكرها الذي قامت عليه منذ عام 1928 ميلادية وعدم المساومة عليه أو الانحراف عنه رغم كل المحن والاعتداءات الظالمة التي تنصب عليها وعلى الأمة كما يحدث في المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله مهد الرسالات وكما يجري على العاملين للإسلام المتمسكين بقيمه وقيم الرسالات الربانية من قتل ومحاولة إفشال لمشاريعهم على مستوى العالم كله مثل ما حدث مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي رحمه الله، وقتل وحرق الضعفاء الذين يأبون الفتنة وإشعال الحروب عليهم في بلده وغيرهم رحمة الله عليهم جميعا".

وأردف: "كل ذلك جاء بعد الانهيار الشديد لقيم البشرية التي تسببت الحرب العالمية الثانية فيها والتي أشعلتها نزعة العنصرية والأطماع المادية خروجا على قيم كل الأديان وقتلت فيها ملايين البشر وأقامت بسببها كيانات على أنهار الدم الحرام وبرغم ما وصلت إليه بعد ذلك من علوم وإنشاء كيانات دولية فإن الصورة التي تعيشها الإنسانية الآن تؤكد أن الانحراف عن رسالات السماء لا يؤدي إلى خير؛ فالاعتداءات العنصرية على سبيل المثال التي شاعت على مستوى العالم كله واحتكار الثروات وإشعال الفتن والحروب لم تستطع إثراء هذه الثقافات البعيدة عن نهج الرسالات السماوية التصدي لها ولا نتصور أن كل المحاولات التي تجري على الأرض الآن لإعطاء البشر حقوقهم دون تمييز للون على لون ولا لعنصر على عنصر ستكون لها جدوى إلا أن يأتي علاج البشرية كلها بما تنزلت به الرسالات السماوية".

واختتم: "في هذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي تنزلت فيه كل الخيرات بالصيام والقيام والقرآن والدعاء وزكاة الفطر والاعتكاف لمن استطاع والعيش في رحاب قوله سبحانه وتعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" هي منحة من الرحمن الرحيم تنزل بها الروح الأمين وتهنئة منا ببلوغ هذا الشهر لإخواننا وأخواتنا المغيبين وراء السجون ظلما وعدوانا والمضطهدين والمطاردين في أنحاء العالم وإلى الأبناء والزوجات والأمهات والأرامل نقول إن كل أمور الدنيا تجري بأمر الله وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.

ثقوا أنها لحظات تتطهر فيها النفوس حرم منها الكثيرون وصدق الله العظيم عندما تنزلت رحمته على رسوله عندما ثقلت عليه تكاليف الدعوة وطلبه العون والمدد من ربه عز وجل فجاءه الوحي يحمل البشرى بقوله " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)".