إعلام السلطة يروج لانهيار سد النهضة.. وإثيوبيون: لماذا تراجع الخط الأحمر للسيسى؟

- ‎فيتقارير

بعدما خرج وزير خارجية الانقلاب سامح شكري يتحدث عن أن الخط الأحمر مقصود به حال تعرض مصر لضرر بالغ من الملء الثاني للسد الإثيوبي واستضافة عمرو أديب لوزير ري الانقلاب ليشير إلى أن معاناته مع سد النهضة بدأت منذ 2006، وأن إقدام إثيوبيا على الملء الثاني سيسبب استغلال "الجماعة الارهابية" على حد وصفه لغسيل أدمغة نحو 40 مليون مصري سيتوقفون عن العمل جراء تحكم إثيوبيا بمياه النيل.
ولم تتأخر فاطمة ناعوت عن الرد الرائج اليوم المعلن لدى إعلام الانقلاب فكتبت في "المصري اليوم": "سوف يمد الله يده ليزيح كابوس «سد إثيوبيا» بحلول دبلوماسية ناضجة، دون عنف لا نسعى إليه. وكلى إيمانٌ بأن الله سوف يُلهم الجانبَ الأثيوبىّ الصوابَ ورجاحة العقل فلا يجورُ على حقّ مصر والسودان فى الحياة، ولا يُجبرنا على حلول عسكرية ستكون خسائرُها وبالًا على الجميع".
أما أحمد موسى ذراع الانقلاب فاستضاف خبراء الانقلاب ليروجوا مجددا للوهم من أن السد لا يشكل أزمة خاصة وأنه معرض للانهيار، بحسب مزاعمهم. حيث استضاف "موسى" عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، فقال إنه "من الوارد انهيار سد النهضة، خاصة وأن الشركة المنفذة لسد إثيوبيا سبق وأقامت سدود تعرضت للانهيار"!
شراقي، أضاف خلال استضافته ببرنامج "على مسئوليتي"، الذي يقدمه أحمد موسى "هناك مجموعة من السدود التي أقيمت في القارة السمراء خلال السنوات الماضية، وتعرضت للانهيار بسبب المخاطر الطبيعية". وادعى أن إثيوبيا تمتلك أكبر فالق يمتد حتى تركيا، هذا الفالق تسبب في انتصاف إثيوبيا نصفين، ولهذا فالأرض منخفضة جدا، وهناك براكين نشطة، لافتا إلى أنها أكثر المناطق تعرضا للزلازل في إفريقيا، لهذا فإن سد النهضة معرض للانهيار بسبب وجود فوالق وأخاديد وجبال بركانية تسقط عليها الأمطار بغزارة في فترة زمنية قصيرة، علاوة على وجود الزلازل. وعن أسباب انهيار السد التي رسمها "شراقي" قال: "لا يوجد ضمان لبقاء السد الإثيوبي لفترات طويلة بسبب الطبيعة، مشددا: “الطبيعة أقوى منا"!!

حملة مضادة
ونقل ناشطون منهم أحمد ماهر @3kaidy مقتطفات من الإعلام الأثيوبي الذي يشن علي مصر حملة إعلامية جبارة، فنقل الإعلام استدراك الدكتاتور عبدالفتاح السيسي على خطه الأحمر الذي مسحه بممحاة من أن "مصر تكرر مرة أخرى أخطاء مصر الماضي: حرب الأيام الثلاثة مع إثيوبيا أو حرب الأيام الستة مع إسرائيل".
وأضاف خلال حرب الأيام الثلاثة مع إثيوبيا، فقدت مصر تقريبًا جميع جنودها، وخلال حرب الأيام الستة، سيطرت إسرائيل حصريًا على مياه الضفة الغربية وبحيرة طبرية. وأضاف أن الإعلام الإثيوبي ينشر أن "البعض من المصريين يرى بغطرسة أن بناء سد النهضة الإثيوبي يضاعف المخاطر على الوجود المصري. كلا الافتراضين غير منطقيين".
ويحمل الإعلام الإثيوبي "كل مظاهر الفوضى الداخلية في إثيوبيا هي نتيجة حملة التخريب المصرية المنسقة من أجل تكثيف الفقر والمجاعة والجوع والاضطرابات الأهلية في أثيوبيا. ويدعى إعلام السلطة في اديس أبابا أن بلادهم لا تريد شيئًا سوى تخليص وتخفيف كل مآسي الحياة والفقر. لذلك، فإن الطاقة المائية أمر بالغ الأهمية لإثيوبيا ولا تتراجع عنه أبدا".

اتفاق المبادئ
وأهدر السيسي حقوق مصر المائية بتوقيعه على ما سمي باتفاقية إعلان مبادئ سد النهضة، وهي اتفاقية شديدة السوء والسذاجة. ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق باطل ومنعدم قانونا، لأن السيسي ليس مفوضا بتوقيعه. ولم يعرض اتفاق مبادئ سد النهضة على الشعب المصري أو حتى البرلمان، وهو ما يجعله منعدما قانونا وبأثر رجعي، وفقا لأحكام المادتين 151 و156 من الدستور المصري، اللتين لا تجيزان له توقيع أي اتفاقية تخالف أحكامه.
وبتاريخ 30 مايو 2013، قبل شهر تقريبا من انقلاب السيسي، نشرت صحيفة الوطن خبرا يقول: "المخابرات الحربية بقيادة اللواء "محمود حجازي" (نسيب السيسي) طلبت من الرئيس محمد مرسي أن تتولى رئاسة المفاوضات الخاصة بأزمة سد النهضة الإثيوبى، وشددت على ضرورة عدم قيام مؤسسة الرئاسة أو وزارة الخارجية بأى إجراء إلا بالتنسيق معها. وأضافت الصحيفة، أن القوات المسلحة بقيادة الفريق السيسي وضعت تصوراً لإدارة الأزمة، وطلبت من "د.عصام الحداد" -معتقل حاليا بسجن العقرب- مستشار الرئيس للشئون الخارجية، المسئول عن الملف، بالتخلي عنه.