النيل و”تيران وصنافير” والغاز.. رشاوى السيسى للخارج أهدرت حقوق المصريين

- ‎فيتقارير

"مشفتوش مواجهة 1967 عملت إيه، وتكلفتها كانت إيه، ومواجهة أشقائنا في العراق عملت إيه"، "التعاون والاتفاق أفضل كثير من أي شيء".. هكذا انتهى مفعول المخدر الذي أطلقه السفاح السيسي يسري في عروق قطاع من المصريين، عندما أرغى وازبد وهدد وتوعد إثيوبيا بالخط الأحمر، ليعود جنرال الخراب ويذكر المصريين بالهزائم!
في المقابل وجهت إثيوبيا انتقادات لكل من مصر والسودان على ضوء التطورات الأخيرة في أزمة سد النهضة، وزعمت أنها قدمت أكثر ما يمكنها تقديمه لحل الخلاف.

استنكار إثيوبي!
واستنكرت أديس أبابا، في بيان أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية، لهجة السفاح السيسي، وردت بنبرة شديدة اللهجة أن: "مصر لم تعترف بسخاء إثيوبيا ولم تقدر تفهم أديس أبابا لعقد مفاوضات بحسن نية".
وبسرعة البرق أنابت سلطات الانقلاب سامح شكري ليخرج معتذرا ولاعقا الخط الأحمر بقوله:" الخط الأحمر الذي رسمته بلاده في ملف سد النهضة الإثيوبي يتمثل في حدوث ضرر لها".
وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى من دون اتفاق، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغة 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليارا للسودان.
يقول الناشط "المصري أفندي" عبر حسابه على فيسبوك: "والتنازل عن حقول الغاز في المتوسط كان رشوة لليونان بردو عشان يعترفوا بيه رئيس"، ويقول الناشط عابر سبيل:" إثيوبيا بلغها إن العميل بيقول حصة مصر خط أحمر فنفخوه وتم التلويح بكشف تنازله للعلن..فخرج "…" وزير الخارجية يرد نيابة عن العميل ويوضح أنهم ميقصدش حاجة وحشة وإنها جعجعة بس للشعب ليس إلا …".
ويقول الكاتب الصحفي جمال سلطان:" نيوزويك : محمد دحلان ، مستشار الشيخ محمد بن زايد ، هو عراب اتفاقية سد النهضة الذي أقنع السيسي بها، وعمل وسيطا مع الحكومة الإثيوبية بطلب من السيسي نفسه ـ هكذا يدار الأمن القومي لمصر ومصالح الوطن الوجودية ، مع الأسف !! ملحوظة : التقرير منشور من 6 سنوات!".

المؤامرة
من جهته يقول السياسي المصري حاتم أبو زيد، إن "السيسي جزء من المؤامرة، سواء كان ذلك عن علم ورغبة منه، أو لرعونته، ولكن من تتبع الخط من بداية التوقيع على اتفاقية 2015، ثم المسار العبثي للمفاوضات، يرى هذا الأمر بوضوح".
المتحدث باسم حزب "الأصالة"، أضاف: "أدل شيء على ذلك أن السيسي في المفاوضات التي عقدت برعاية وزارة الخزانة الأمريكية، والتي انسحبت منها إثيوبيا، ووقعت مصر عليها بالأحرف الأولى، وافق فيها السيسي لإثيوبيا على ملء 18 مليار متر مكعب، وهذا ما ستقوم به إثيوبيا في الملء الثاني".
وتابع: "والمقصد من جملة السيسي جزء من المؤامرة، أنه كان يهدئ الشارع المصري ويسكنه بأحاديث: اطمئنوا، لا تخافوا، نحن نتفاوض، والآن هو يرتفع بالنبرة، ويعلن أن جميع الخيارات مفتوحة للرأي العام الداخلي، والاستهلاك المحلي".
وألمح أبوزيد، إلى أنه "في نفس الوقت يخوف الشارع بتذكيرهم بما حدث في 1967"، لافتا إلى أن "النظام العسكري في 1967 لم يكن يريد الحرب، هو فقط كان يروج لخطاب إعلامي يكسب به مزيدا من الشعبية، ويصعد منتظرا أن تحل المسألة تفاوضيا".
وأوضح، أن السفاح السيسي "كذلك يصعد ليكسب معركته داخليا، ويسعى تفاوضيا، ويؤهل الجماهير أن الحل العسكري لن ينجح"، مضيفا: "وأظن أنه يفعل ذلك حتى إذا اضطر إليه وفشل، يعلق فشله على أن الناس هي التي طلبت، وهو قد حذر، فمن ثم يغسل يديه من جريمة السد".
ويعتقد أبوزيد، أنه "لا حل لمشكلة السد، سواء سياسيا أو عسكريا، إلا بالتخلص من السيسي ونظامه، ووقتها يمكن للشعب المصري الإعلان أن اتفاق 2015 وقعه نظام غير شرعي لا يمثل الشعب، وإثيوبيا كدولة كانت تعلم هذا، لكنها تواطأت معه لتسرق حقوق الشعب المصري".
وأضاف: "كما أن إثيوبيا لا تعترف بالاتفاقات التي جرت في 1902، والتي منحتها حق إدارة أراضي بني شنقول، التي يقام عليها السد الآن، مقابل ألا تقوم بأي إنشاءات على النيل الأزرق، كذلك مصر لا تعترف بها ولا باتفاقية مارس 2015 التي وقعتها مع السيسي، ويمكن لنا وقتها أن نخوض حرب تحرير لأرض بني شنقول ونسيطر على السد".
أبوزيد، أشار إلى أن "هناك ضغوطا كثيرة يمكن أن تمارس على إثيوبيا، كونها تحتل أرضا صومالية، وبنت سدود على نهر شبيلي، ما أدى لجفاف أراضي بالصومال، ولديها أزمة مع كينيا بسبب سد نهر أومو، بجانب مشاكلها مع إريتريا، بخلاف المشاكل الداخلية".
واختتم بقوله: "الحلول كثيرة، لكنها لن تأتي من هذا النظام، فهو جزء من المشكلة، ولن يكون جزءا من الحل".

لصالح إسرائيل
من جهته يقول المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، إن "السيسي بالفعل تراجع عن الخط الأحمر الذي أعلنه لمواجهة إثيوبيا"، مشيرا إلى أن "تذكرته للمصريين بهزائم اليمن وسيناء في وقت تفاقم أزمة المياه، ليؤكد للشعب خطورة الدخول في حرب".
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أضاف أنه "بذلك طمأن إثيوبيا لجانب مصر، وأنها لن توجه ضربة عسكرية للسد، بل ومنحها فرصة كي تواصل تعنتها"، مؤكدا أن "كل ما يحدث هو لصالح إسرائيل".
ويعتقد أن الحل الذي يتم دفع مصر نحوه هو "الموافقة على توصيل مياه النيل لإسرائيل عبر سيناء"، مبينا أن "هذا أصل المشكلة؛ لذا منحت إسرائيل أبي أحمد جائزة نوبل للسلام لهذا الغرض".