من أكاذيب”الاختيار”

- ‎فيمقالات

من أكاذيب مسلسل "الاختيار ٢" احتجاز المعتصمين قسرا، وعدم السماح لهم من قبل إدارة الاعتصام بالمغادرة، وهو ما ظهر في حلقة الأمس من المسلسل حيث تمكن الفنان أحمد مكي (ذو العضلات المفتولة) من دخول الاعتصام (وكأن الأمر كان صعبا أو مستحيلا)، واستطاع إخراج سيدة بسيطة (شغالة) رفض المعتصمون السماح لها بالانصراف!

وهناك حرص واضح في المسلسل على تنميط المعتصمين كفلاحين وصعايدة وعمال نظافة وسائقين وعمال يومية، وينسى أبانا منتج المسلسل أن هذه الفئات تمثل غالبية المصريين فعلا، وأن الاعتصام كان يضم كل الفئات من أساتذة الجامعة ورجال الأعمال وفنانين ورياضيين مشهورين وإعلاميين ومهندسين وأطباء وعمال وطلبة وموظفين وفلاحين ونساء وأطفال، أي كل الشرائح المصرية.
ولا يحتاج الأمر لدليل على انسياب حركة الدخول والخروج لمن شاء، حتى التفتيش على مداخل الاعتصام كان مسألة شكلية للتأكد من عدم دخول مخربين أو متفجرات. 
وأتذكر أننا في حركة "صحفيون ضد الانقلاب" دعونا الصحفيين والإعلاميين للدخول إلى الميدان لرصد ما يحدث داخله والتأكد بأنفسهم من وجود أو عدم وجود سلاح… إلخ، ووضعنا أنفسنا في خدمتهم بدءا باستقبالهم على مداخل الاعتصام، وتيسير أي معلومة لهم وتمكينهم من زيارة أي خيمة أو أي مكان، وقد استجاب البعض لذلك لكنهم لم يستطيعوا كتابة شئ في صحفهم لأنه لم يكن مسموحا بأي رواية سوى تلك التي تشوه الاعتصام.
المسلسل حريص على تأكيد حالة الانقسام المجتمعي التي يتغذى النظام عليها، ودور كل وطني مخلص هو مواجهة روح الكراهية والتفريق بين المصريين، لأن النظام حتما سيزول وسيبقى الوطن والشعب.