مراقبون: “الاختيار2” أحيا ذكرى رابعة وقدم أدلة إدانة ضد قاتلي المعتصمين

- ‎فيتقارير

اندفعت أذرع الانقلاب في الترويج لمسلسل المخابرات (الاختيار 2) الذي حاول تزييف الواقع وتحريف التاريخ الحديث رغم أن معظم المصريين شهدوا تلك الكارثة على الهواء مباشرة، كما أشار نقاد إلى أن الفيلم افتقد "الحبكة الدرامية" لافتين إلى أن المسلسل نجح فقط في حشد المصريين خلف الشاشات بعد الترويج الإعلامي له؛ إلا أنه لم يتمكن من حشدهم خلف الهدف الذي أنفقت الملايين من أجله وهو الترويج لوجهة نظر الانقلاب بأن الإخوان أجرموا وقتلوا بعضهم والشرطة "ملائكة" تنقذ المصريين وتقدم لهم الورود وتنزعهم من بين أنياب الإخوان "المتوحشين"!

ورأى نقاد أن المسلسل تمكن، بعكس رغبة القائمين عليه، من تقديم دعاية واسعة للإخوان ومناصريهم؛ حيث ذكروا الشعب المصري بالمذبحة، وأصبح عرض حلقة الفض بمثابة إشارة البدء بنشر طوفان من الفيديوهات والصور التي عكست جريمة قتل أكثر من 1000 مصري خلال ساعات في ميداني رابعة والنهضة، بالإضافة إلى حرق الجثث وإشعال النيران في الميدانين ومسجد رابعة وقنص الراغبين في مغادرة الاعتصام رغم كذبة الممر الآمن.

وكان الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار" محور حديث برامج التوك شو خلال الأيام الأخيرة، وقدم عدد من مقدمي البرامج الحوارية تغطية للحلقة الخامسة من المسلسل التي تناولت أحداث "فض اعتصام رابعة" في عام 2013، وفي مقدمتهم عمرو أديب في برنامج "الحكاية" وزعم "أديب" أن "المسلسل أظهر الأبطال والخونة دون خجل"! ولو فعل ذلك المسلسل ما كان بحاجة إلى دفاعه أو تفصيل مواقفه، بحسب مراقبين.
ودفاع الأذرع المتلاحق، جعل البعض يتساءل عن موعد تدخل دار الإفتاء لدعم "الاختيار 2" كما حدث مع الجزء الأول من المسلسل قبل عام لا سيما وأن دار الافتاء بفتاواها لا تقل بشاعة عن دور الشؤون المعنوية بلجانها في الترويج للقتل، بحسب مراقبين.
وقبل عام دخلت دار الافتاء بشكل مستهجن، فأشادت بسلطة الانقلاب على إنتاجها الجزء الأول من مسلسل "الاختيار"، واعتبرته عملا يمجد دور ضباط الجيش في مكافحة الإرهاب في سيناء، وذلك كنوع من الدعاية الدينية لدراما سياسية جاءت في وقت لم يحقق فيه العمل الفني هدفه، هذا الدور جعل المراقبين يتوقعون محاولة ثانية هذا العام مع الجزء الثاني من مسلسل الشؤون المعنوية.


إحياء الذكرى 

وقال محمد محي الدين: "الاختيار فعلا مسلسل أعاد ذكرى فض رابعة بقوة أكبر من أي مرة حاول أهلها أن يعيدوها فيها على مدار السنوات الماضية، أعتقد إنه هيضر صناعه أكثر مما سينفعهم، حبكات كتير ناقصة ومعمولة على عجل حتما أفقدت العمل الواقعية وبالتالي معدل إن الناس العادية تصدقه بيقل".
وعن ملمح درامي تحدث أيضا الناقد الفني والمخرج حسام الغمري قائلا: "مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار 2 لاحظت أن اسم الشخصية التي يلعبها ضابط الأمن الوطني هي زكريا يونس واسم الشخصية التي يلعبها ضابط الأمن المركزي يوسف والثلاثة أسماء لأنبياء من بني إسرائيل!! ومع عرض حلقة الفض فهمت سر هذا الاختيار".
فواصل المسلسل بالإعلانات رأى فنيون ونقاد أنه دليل فشل متجدد ومتكرر بشكل يومي مع كل عرض للمسلسل يستخدمه صناع المسلسل في الشؤون المعنوية لمحاولة محو أخطائهم التاريخية وغياب حبكاتهم في الكذب.
الملمح رآه الإعلامي أسامة جاويش ونبه إليه في تغريداته فكتب "واللي عاش ١٢ ساعة متواصلة بدون فواصل!.. احنا عشنا ١٢ ساعة من القتل والذبح وجرف الجثث والقنص والحرق من غير فواصل.. احنا عشنا ١٢ ساعة من صوت الرصاص والصريخ والعياط من غير فواصل.. احنا عشنا ١٢ ساعة من الدم وفقدان اخواتنا واصحابنا من غير فواصل..احنا عشنا #رابعة".

غباء أمني
وحسب تأكيدات من شاهد الحلقة أن السحر انقلب على الساحر، وأن حالة الألم والغضب قد زادت بشدة لأن الناس تعلم أن رابعة مذبحة.
ورأى أستاذ علم المقاصد د. وصفي أبو زيد أن من حسنات مسلسل (الاختيار2) وغباء أجهزة الأمن في مصر أنه يعيد رابعة إلى الواجهة، ويحفز الناس على البحث والتنقيب، أما أهالي الشهداء الذين ذهبوا غدرا فلا يحتاجون لذلك".
وأضاف: "أخطر ما في المسلسل المجرم أنه يعمق انقسام المجتمع وهذا لن يعالج بسهولة بعد سقوط المجرمين".
أما الإعلامي مسعد البربري  فرأى أن النظام في تصرف غبي بدلا من أن يستفيد بمرور السنوات على مجزرة رابعه في تقليل الزخم حولها وتجاوزها ولو "نسبيا" لدي القطاع الأوسع من الناس -بخلاف أهالي الشهداء والمصابين ومن حضروا يوم الفض- يقوم بعمل مسلسل #الاختيار2 ليعيد تفاصيل المذبحة إلى بؤرة تركيز الناس مرة أخري".
دليل إدانة 

أما الناشط الحقوقي والمحامي إسلام لطفي فكتب: "إن شاء الله هاييجي يوم تكون فيه حلقات برامج أحمد موسى ولميس الحديدي وخالد صلاح قبل الفض وبعده، والمسلسلات اللي بتتعمل في آخر كام سنة بإشراف أجهزة الأمن والمخابرات دليل إدانة لنظام لم يعرف وسائل غير الكراهية والبطش والظلم للتعريف بها عن نفسه.. يسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا".

أما الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية محمود جمال فقال: "عملية فض الاعتصام لم تكن بذلك الشكل اللين الذي حاولت أن تخرجه الشئون المعنوية وهناك وفيات من السيدات وكبار السن ولا يعقل أن أولئك كانوا يحملون سلاح كما أراد المسلسل أن يصور أن كل من قتل كان مسلحا فالضرب كان عشوائيا بناء على تعليمات المسئولين باستخدام القوة المفرطة".
وأضاف الإعلامي أيمن عزام "يستخدم أولاد السيسي مسلسلا دراميا حجة و دليلا  لإثبات ما يريد النظام أن يرسخه في وجدان الجماهير، بينما الحادثة المروعة قد سجلتها و صورتها كاميرا الواقع في رابعة والنهضة ونقلتها شاشات العالم ع الهواء.. قمة العبثية أن يستخدم قومٌ(عين الشك)لدحض حقائق شهدناها (عين اليقين) ".
وأخيرا يرى الأكاديمي د. عصام عبد الشافي أنه "ستبقى #رابعة.. أكبر مجزرة في تاريخ مصر.. أكبر جريمة في تاريخ مصر.. ستبقى #رابعة .. خير شاهد على خيانة وخسة ونذالة عسكر مصر.. خير شاهد على حقارتهم وجبنهم.. العصابة المجرمة التي تحكم مصر إلى مزبلة التاريخ.. وسيبقى شهداء #رابعة_مذبحة أحياء وشهودا.. اللهم كن بهم رحيما.. وكن بـ #السيسي وعصابته جبارا".