فضائيات السيسي تسمم صيام المصريين بدراما المخابرات وتمجد مجزرة “رابعة”

- ‎فيتقارير

تواصل فضائيات السلطة التي اشترتها المخابرات هي وشركات الإنتاج والتوزيع والدعاية وحتي الصحف التي ستكتب عن "دراما المخابرات"، تسميم عقول المصريين خلال شهر رمضان بسلسلة مسلسلات "تمجد الأجهزة الأمنية"، حسبما تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية، وذلك بعد أن أحكم عبد الفتاح السيسي السيطرة الشديدة على صناعة الترفيه والمسلسلات، وتغير شكل العروض التلفزيونية المصرية وأصبحت تصدر الأوامر لكل شركات الإنتاج أن تركز المسلسلات على تمجيد الشرطة والجيش وإظهار ضباط الشرطة علي أنهم "سوبرمان" وقتلهم المتظاهرين والمعتصمين أمرا وطنيا!

تأميم السيسي شركات إنتاج المسلسلات والدراما بعد تأميم وسائل الإعلام وترك رجاله يتحكمون في المسلسلات والبرامج التي يتم بثها جعل صناعة التليفزيون في مصر، التي كانت رائدتها على مستوى الوطن العربي خلال القرن الماضي وكانت تشكل قوة ناعمة لمصر، صناعة أمنية مخابراتيه فجة تستهدف غسيل مخ المصريين وتلميع السيسي.

شركة المخابرات "سينرجي"

شركة "سينرجي" المملوكة للمخابرات أنتجت معظم المسلسلات التلفزيونية الكبيرة التي تبث خلال شهر رمضان الحالي، وركزت فيها على تبرير قمع الشرطة وانتهاكات نظام الانقلاب ضد المصريين خلال السنوات التي تلت الانقلاب العسكري. على اعتبار أن الشرطة وطنية والمعارضة مجموعة من الإرهابيين والخونة وسافكي دماء رجال الشرطة "الأخيار"!

السيطرة على المسلسلات والإنتاج الدرامي بدأت بإشارة من السيسي حين تحدث في يونيو2017 عن أهمية السيطرة على هذه "الصناعة" وصدرت تصريحات عن عدم الرضا عن محتوى المسلسلات، وحجم الإنفاق عليها.

قتل الإخوان بطولة!

يغطي مسلسل الاختيار2، الذي يُذاع في رمضان هذا العام، فض اعتصام رابعة العدوية الذي شهد قتل أكثر من 1000 متظاهر واعتقال وإخفاء المئات، بالإضافة إلى حرق الجثث والمستشفى الميداني ومسجد رابعة العدوية، وقنص المتظاهرين على يد قوات أمن الانقلاب عام 2013، بدعاوى أنه اعتصام مسلح. وهو ما نفته منظمات حقوقية عديدة منها "هيومن رايتس ووتش" التي وصفت ما جرى بأنه "أحد أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد في التاريخ الحديث"، بعكس ما يصوره العمل بادعاء أن ما قامت به الشرطة في ذلك اليوم "دور بطولي"، بحسب تقرير "الإيكونوميست".

وأشار نشطاء إلى أن المسلسل يحمل رسالة لجيل ثورة يناير وضحايا رابعة مفادها: "نعم قتلنا وسنقتل ونذكركم بما فعلنا في رابعة"!

وأكدت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، في 28 مارس 2021، أن مسلسل "الاختيار2" وخريطة برامج ودراما رمضان 2021 مناهضة للإخوان وستهيمن على القنوات المصرية، حيث سيجري تبرير مذبحتي رابعة والنهضة.

وقالت إن مسلسلات الموسم الرمضاني التي تشرف عليها المخابرات تسعى لتشويه جماعة الإخوان المسلمين وتمجد عمليات الجيش والشرطة ضد الجماعة، كما فعلت في رمضانات سابقة.

السخرية غيبت "أحمس"!

سيغيب عن هذه المسلسلات مسلسل "أحمس" بعدما تم إلغاء عرضه بسبب سخرية المصريين على مواقع التواصل منه، ما جعل المخابرات تخشى تأثيره سلبيا على بقية المعروض من منتجاتها لتمجيد الجيش والشرطة فحذفته من العرض.

وكشف تقرير سابق لموقع "مدى مصر" عن شكاوى منتجين اضطروا للتوقف بسبب احتكار "سينرجي" ومنعهم من إنتاج أي عمل ينتقد الشرطة أو الجيش.

وقالوا" إن الجيش والمخابرات يتدخلان في المسلسلات، بحسب مصدر بشركة «العدل جروب» ويوجد أفراد من الجيش في مواقع التصوير يتدخلون في معظم تفاصيل العمل.

أيضا اشتكي منتجون وأصحاب شركات فنية خاصة لوكالة "رويترز" في موسم رمضان 2019 من مضايقات أمنية ورفض إعطائهم تصاريح للتصوير، ومداهمة أماكن تصوير، ما أدى إلى توقفهم.

وأضافوا أنه جرى إبلاغ شركات الإنتاج بقائمة موضوعات محظور تناولها في المسلسلات ما اضطر أغلبهم للتوقف.

غياب دراما رمضان بقنوات الثورة

مقابل هيمنة المخابرات على الدراما في رمضان للعام الثالث على التوالي، غابت الأعمال الدرامية عن المحطات الفضائية المصرية في الخارج (قنوات المعارضة) لأسباب إنتاجية، رغم تحقيقها ردود فعل جيدة خلال السنوات الماضية، وحصولها على ملايين المشاهدات، وفوز بعضها بجوائز فنية دولية.

خلو رمضان من تلك الدراما هذا العام يزيد معاناة المشاهد المصري الذي يعاني أصلا من "وباء مسلسلات لا تلمس وجدانه، ولا تُعبر عن واقعه، ومن حجر صحي عام فرضته جائحة كورونا، ليبقى المشاهد يراوح مكانه بين سيئ إلى أسوأ" بحسب موقع "عربي 21".

بدأت الأعمال الفنية العربية المستقلة عام 2015 في مدينة إسطنبول التركية بمحاولات مبكرة مثل مسلسل سيت كوم "سمير بونديرة"، والذي كان في قالب درامي لمناقشة القضايا المجتمعية، واسكتشات فنية خفيفة أنتجتها قناة "مكملين"، ثم مسرحية "الإمبراطور". كما تم تقديم مسلسل "نقرة ودحيرة" لثلاثة مواسم رمضانية متتالية، ثم العمل الدرامي البارز "شتاء 2016" والذي حقق نجاحا ملموسا.