إثيوبيا تتحدى بالملء الثاني وخبراء: الحرب صارت الخيار الوحيد

- ‎فيأخبار

أكد خبراء ومراقبون أن الحرب أصبحت الخيار الوحيد للحفاظ على الحقوق المصرية التاريخية فى مياه النيل ومواجهة التعنت الاثيوبي بعد فشل سلطة الانقلاب في مفاوضات كينشاسا في إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم لإدارة وتشغيل سد النهضة.وقال الخبراء إن إثيوبيا تسعى من أجل التحكم فى مياه النيل وتحقيق اطماعها ليس فقط فى توليد الكهرباء وإنما بالاستثمارات الزراعية وبيع المياه ما يعنى تعطيش دولتى المصب مصر والسودان.
كان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، قد دعا نظيريه المصري والإثيوبي إلى اجتماع قمة خلال 10 أيام لتقييم مفاوضات سد النهضة بعد وصولها إلى طريق مسدود والتباحث والاتفاق على الخيارات الممكنة للمضى قدما في التفاوض وتجديد الالتزام السياسي للدول الثلاث بالتوصل لاتفاق في الوقت المناسب وفقا لاتفاق المبادئ الموقع عليه بين الدول الثلاث يوم 23 مارس 2015م. تأتي هذه الدعوة بعد أسبوع من فشل اجتماعات كينشاسا في التوصل إلى اتفاق برعاية الاتحاد الإفريقي، حيث تبادل نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل.
يشار إلى أن أديس أبابا تصر على الملء الثاني لخزانات السد في يوليو المقبل حتى من دون اتفاق. وقال أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، إن بلاده ماضية في الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق النيل الأزرق. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي في تغريدات على موقع “تويتر” أن المرحلة الثانية من ملء السد ستتم في موسم الأمطار المقبل، أي خلال شهري يوليو وأغسطس معتبرا أن الملء الثاني سيحد من الفيضانات في السودان. وأضاف أن بلاده تعتزم تلبية احتياجاتها من نهر النيل، وليس لديها أي نية لإلحاق الضرر بدول المصب، وأن السد حال في العام الماضي دون حدوث فيضانات عارمة في السودان.

خيار الحرب
من جانبها حذرت صحيفة “دويتش فيلا” الألمانية من تصاعد أزمة سد النهضة خلال الآونة الأخيرة. وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان “أزمة سد النهضة.. هل انتهى وقت الدبلوماسية ودقت طبول الحرب؟”.. إن تصعيدا في اللهجة بدأ يصدر عن نظام السيسي بشأن أزمة سد النهضة، ثم تلته السودان بعد فشل جولة مفاوضات “الفرصة الأخيرة” مع إثيوبيا في كينشاسا. وأكدت أن عامل الوقت لم يعد في صالح مصر والسودان،متسائلة ما هي الخيارات المتبقية لتجنب خيار الحرب؟.
ولفتت الصحيفة إلى أن اللهجة الأعنف جاءت، ولأول مرة، على لسان عبد الفتاح السيسي الذي قال (نحن لا نهدد أحداً، ولكن لا يستطيع أي أحد أخذ نقطة مياه من مصر، وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد بحسب تصريحاته. وأضاف : لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا.. مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل وفق زعمه.
وأشارت الصحيفة إلى الفوارق العسكرية بين مصر وإثيوبيا، مؤكدة أنه لا مجال لمقارنة قدرات الجيش المصري المصنف كأحد أقوى جيوش العالم بالقوة العسكرية الإثيوبية. لكن المسافة الطويلة بين الحدود المصرية وسد النهضة هي واحدة من أصعب العقبات التي قد تواجه نظام الانقلاب إن هو فكر في العمل العسكري. وحذرت من أن أى عمل عسكري سيكون له تأثيرات سياسية واستراتيجية بعيدة المدى على القارة السمراء بالكامل.
من جانبه وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، سد النهضة بـ”سد الدمار”، مشيراً إلى أن إثيوبيا تبنى السد وتملؤه وتريد تشغيله بدون اتفاق مع دولتى المصب مصر والسودان بحيث يضمن تجنب أى أضرار جسيمة. وقال علام فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، إن ملء السد الإثيوبي سيستنفد مخزون السد العالى الذى يحمى مصر من الجفاف ويولد كهرباء ضخمة للبلاد.
وتساءل: هل هناك أضرار أكثر شرا من ذلك؟! محذرا من مخاطر الملء الثانى وطالب بضرورة منعه بكل الصور الممكنة. وتابع علام: أثيوبيا اذا خرجت منتصرة من هذا الصراع سوف يهان المصريون إهانة تساوى أو ربما أكبر مما حدث فى هزيمة 5 يونيو 1967م.
تهديد حصة مصر

وأكد الدكتور محمود أبوزيد وزير الري الأسبق، أن سد النهضة يمثل مشكلة خطيرة لأنه يمس حصة مصر من مياه النيل. وقال أبوزيد فى تصريحات صحفية: “لم يكن هذا التفكير فى إنشاء السد هو الأول، بل كان هناك تفكير من قبل عام 2004، وكان اسمه سد الحدود، لكن أهمل المشروع إلى أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى فجأة، أن إثيوبيا سوف تقوم بعمل مشروع وأن حجم المشروع أكبر بكثير مما كان يفكر فيه من قبل بحجم، 74 مليار متر مكعب من المياه. وأضاف: هذه كانت مفاجأة لآن الإعلان عن مشروع بهذا الحجم، لم يكن مبررًا فنيًّا، لأن هذا الحجم لن يعطى إثيوبيا كهرباء أكثر مما يعطيه السد الأول، والذى كان حجمه 14 مليار متر مكعب، فالقدرة الكهربائية لسد النهضة ليست كبيرة الحجم، فالسد الصغير كان يعطي 70٪ وبالتالى هناك أهداف أخرى لسد النهضة.

وأشار أبوزيد إلى أنه مع إنشاء سد النهضة كان لابد من وضع اتفاقية تحدد طريقة تشغيله وطريقة الملء وهنا بدأت المفاوضات وامتدت سنوات طويلة من 2011 حتى وقتنا هذا، وإلى وقتنا هذا لم يتم وضع حلول بالنسبة لملء السد وتشغيله.
وحذر “أبوزيد ” من أن سد النهضة سوف ينقل مكان التحكم فى مياه النيل الأزرق من أسوان إلى سد النهضة، وهذا يجعل إثيوبيا تتحكم فى المياه، مؤكدا أن هذا يتوقف على نوايا إثيوبيا، ليس الفنية فقط، بل السياسية وهى غير واضحة، لكن فى إمكانهم بالفعل التحكم فى مياه النيل إن لم يكن هناك اتفاق ملزم يحدد كيفية تعاملهم مع مياه النيل الأزرق عند سد النهضة. ولفت إلى أن اثيوبيا سوف تخزن المياه أمام سد النهضة، وهذا يهدد بتوقف السد العالى عن العمل بالنسبة للكهرباء وهنا مكمن الخطورة.